أخبار

حماس تفقد بريقها في غزة بسبب ضائقة السكان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ترى بعض التقديرات أن حركة حماس بدأت بريقها في قطاع غزة ولن تساعدها صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل في رفع سقف شعبيتها لفترة طويلة لا سيما أن سكان القطاع يعيشون ضائقة كبيرة.

أجرى المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والإحصائية استطلاع رأي اظهر أن حركة حماس الفلسطينية ستحصل على 28٪ فقط من الأصوات في الانتخابات القادمة، ما يمثل انخفاضاً حاداً من نسبة الـ 44٪ التي فازت بها في العام 2006.

حماس تسيطر على غزة منذ منتصف 2006

في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ "تايم" إلى أن حركة حماس محاصرة من قبل إسرائيل ودول الغرب، التي تعتبرها جماعة إرهابية، كما أنها مقطوعة ومنفصلة عن غالبية الفلسطينيين في الضفة الغربية، وليس لديها إلا القليل لتقدمه، إلى جانب نشاطاتها الجهادية وتقديم الوعود بحكومة نظيفة.

ومن غير المستغرب أن تخسر حركة حماس موقعها وشعبيتها في معقلها بقطاع غزة، فأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أنه في حال أجريت الانتخابات اليوم في غزة، فإن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لن تعود إلى السلطة.

وأظهرت النتائج تراجعاً مخيفاً في تأييد أوساط الشباب لحركة حماس في قطاع غزة، حيث ثلثا السكان تحت سن 25. وأجري الاستطلاع في شهر آذار (مارس) بعد احتجاجات ميدان التحرير في القاهرة والتي أدت إلى الإطاحة بالديكتاتور المصري حسني مبارك. وقال أكثر من 60٪ من سكان قطاع غزة في سن (18-27) أنهم سيدعمون المظاهرات العامة التي تطالب بتغيير النظام.

وأضافت الصحيفة: "بعد فترة وجيزة من تاريخ إجراء الاستطلاع، نزل أكثر من 10000 فلسطيني إلى مسيرة للتعبير عن مطلب أكثر تواضعاً، وهو أن تنهي حماس خلافها الدامي مع حركة فتح. لكن حماس أرسلت "البلطجية" لتفريق المظاهرة".

غير أن هذه المطالبات لم تذهب سدى، فأعلنت حركتي حماس وفتح المصالحة بين الطرفين على الفور وتم الاتفاق على إجراء انتخابات جديدة بحلول شهر أيار/ مايو المقبل. لكن الإسلاميين قد لا يتطلعون قدماً للتصويت، فحماس بحاجة إلى شيء دراماتيكي لاستعادة تأييد الشارع في غزة، وقد تحصل على دفعة قصيرة الأجل من الصفقة المفاجئة لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي اختطف في صيف عام 2006 ، مقابل أكثر من 1000 فلسطيني معتقل في إسرائيل.

لكن من المرجح أن نشوة إطلاق سراح الأسرى لن تكون قوية بما فيه الكفاية لتخفف المعاناة الحياتية التي يعاني منها سكان غزة ويلقون باللوم على "حماس" في التسبب بهذه الأزمة.

كيف خسرت حماس تأييد وتعاطف الغزاويين؟ يلقي البعض من الغزاويين باللوم على حماس في الأحداث الأكثر تدميراً التي مرت على القطاع: الحصار والحظر التجاري، ثلاثة أسابيع من الهجوم العسكري الإسرائيلي في أواخر العام 2008 وأوائل عام 2009 التي أدت إلى مقتل 1400 فلسطيني وتركت عشرات الآلاف بدون مأوى.

واعتبرت الـ "تايم" أن جهود إسرائيل للوقيعة بين حماس ومؤيديها فشلت باستمرار، فالغزاويين يقفون دائماً إلى جانب حماس ضد إسرائيل، لكنهم أقل تسامحاً تجاه حماس بشأن عزل غزة من قبل المجتمع الدولي، عندما سحب الغرب مساعداته بسبب نشاطات حركة حماس "الإرهابية".

عندما استلمت حماس الحكم في قطاع غزة، وضعت كوادرها من الرجال الملتحين في المواقع الرسمية الأساسية، على الرغم من أنهم يفتقرون إلى الخبرة السياسية أو الإدارية للقيام بالمهام الحكومية. لكن هؤلاء اعتمدوا سياسة الثواب والعقاب، فحصلوا على تأييد السكان لأنهم تمكنوا من جعل الشوارع آمنة ووضع نهاية لسرقة السيارات وعمليات الخطف وانعدام الأمن العام. غير أن هذه الجهود لم تنجح في السيطرة على اقتصاد غزة الذي يرزح تحت الضغوط والخراب، كما فشلوا في تحقيق وعودهم بالارتقاء إلى مستوى حكومة خالية من الواسطة والمحسوبيات.

يقول أحمد يوسف، وهو نائب وزير الخارجية السابق لحماس الذي يدير الآن مركز أبحاث يسمى بيت الحكمة: "نعم، غالبية الناس يريدون التغيير، فهم غير راضين عن الطريقة التي تحكم بها حركة حماس قطاع غزة. أينما نظرتم تجدون مشاهد حياة بائسة، فأربعين في المئة من سكان قطاع غزة يعيشون في فقر، ومعدل البطالة يقترب من 50٪ ، من بين أعلى المعدلات في العالم، ومن المرجح أن تزداد الأمور سوءاً، حيث عدد السكان 1.6 مليون وسيتضاعف في السنوات الـ 20 المقبلة".

واشارت الـ "تايم" إلى أن غزة تعتمد بشكل كبير على المساعدات من دول الخارج المتعاطفة، بما في ذلك إيران وسوريا. وتعزى الزيادة على الضرائب في غزة مؤخراً إلى انقطاع الراتب الشهري الذي تحصل عليه "حماس" من طهران، لكن لا أحد يعرف ما يجري على وجه اليقين، لأن حكومة حماس لا تنشر الميزانية.

لم تكن ردة فعل حماس في صالح الحركة بشأن محاولة إقامة الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول، والتي انطلقت بجهود رئيس السلطة الفلسطينية وزعيم حركة فتح، الرئيس محمود عباس. فحركة حماس منعت التظاهرات المؤيدة لهذا المطلب، بحجة أن حركة فتح لم تستشيرها قبل التقدم بهذا الطلب أمام الجمعية العالم، فجعلت من نفسها عقبة، جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة وإسرائيل، أمام إقامة دولة فلسطينية.

لكن يبدو أن هذه الانتقادات لا تقلق طاهر النونو، المتحدث الرسمي باسم حماس، الذي يبدو أنه يملك أجوبة جاهزة للرد على كل الانتقادات، ويدعي النون أن الربيع العربي سيفيد الحركات الإسلامية، وليس أقلها جماعة الإخوان المسلمين في مصر، الجماعة الحاضنة لحركة حماس.

ويقول النونو إن التقارير عن الأزمة المالية خاطئة، مشيراً إلى أنه كل ما يتوجب على حماس أن تقوم به هو إعادة ترتيب أولوياتها "فبدلاً من تقديم علبة من الحلوى لكل أسرة في غزة احتفالاً بالأعياد الإسلامية، يمكننا أن نقوم بتعبيد الطرقات"، وهو وعد آخر قد لا يتحقق على الأرجح.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حركة الأطهار
سنتور -

هذه عصابة من المتوحشين يقودها جهلة. إنظروا أو إستمعوا إلى الناطقين بإسمها أو مسؤوليها عندما يتحدثون. كل ما يخرج عنهم يقطر حقداً وغلاً على الآخرين لا يمكن معه التفاهم وإياهم على شيء بالمطلق. ولت صباحات حماس المبتسمة وحلت عوضاً عنها المساءات الحالكة على عاثري الحظ من سكان قطاع غزة المبتلين بالحصار الخارجي وحكم الستار الحديدي الذي تفرضه الحركة المبتعثة من عند الرب. هذا هو حال الحركات السياسية الشائهة التي تتوسل بالدين للوصول إلى الحكم وبعد ذلك البقاء ممسكة به في مقتل إلى الأبد، لا يخبرنا التاريخ عن حركة إسلامية وصلت إلى الحكم بالطرق الديمقراطية ثم تخلت عنه طوعاً، فلا إنتخابات ستجري بعد الإنتخابات التي مكنتها من الوصول وبفضل مسدودي الأفق من حكماء الدساتير الذين إعتقدوا أو يعتقدون أن الحركات السياسية المؤتمرة مباشرة من عند الرب مؤمنة بآليات الديمقراطية وتقبل تداول السلطة. حماس تحكم غزة منذ خمس سنوات عجاف والحصيلة ليست دمار تلك الديار فحسب بل تراجعاً غير مسبوق في تبني ومؤازرة القضية الفلسطينية في الأوساط الشعبية والرسمية عربياً وعالمياً. بالرغم من كل المصائب التي أوقعتها حماس بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، إلا أنه يبدو أن سدنة هذه العصابة كخالد مشعل وإسماعيل هنية ومحمود الزهار مستمتعين بالهالة الملائكية لكن الزائفة التي رسموها حول أنفسهم عندما تقدموا الميدان في عام ٢٠٠٦ باعتبارهم الأطهار الذين يملكون مفاتيح خلاص الشعب المشرد. فزادوهم تشريدا.