أرملة الروسي ليتفينينكو تعترف بأنه كان جاسوساً لبريطانيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كان اغتيال العميل الروسي السابق الكسندر ليتفينينكو في لندن العام 2006 أحد أبرز الأنباء في تلك السنة، وخاصة بالنظر إلى ظروف الاغتيال التي شابهت مغامرات جيمس بوند السينمائية. والآن، بعد موافقة المتهم باغتياله على الإدلاء بشهادته أمام لجنة تحقيق بريطانية، تقرّ أرملته بأنه كان عميلاً سريًا لبريطانيا.
صلاح أحمد: استأجرت السلطات الروسية فريقًا من كبار المحامين البريطانيين للدفاع عن مواطنها، المتهم الرئيس باغتيال الروسي المنشق الكسندر ليتفينينكو في لندن العام 2006. وجاء هذا في تصريح أدلت به للصحافة البريطانية الاثنين أرملة الضحية، مارينا ليتفينينكو، التي أقرّت للمرة الأولى بأن زوجها كان جاسوسًا لبريطانيا.
وكان ليتفينينكو، وهو عميل سابق لوكالة الاستخبارات السوفياتية "كيه جي بي" ووكالة الاستخبارات الروسية التي خلفتها "اف اس بي"، قد انشق عن موسكو في 2000، ونال اللجوء السياسي إلى بريطانيا، وحصل في ما بعد على جنسيتها. وقيل بعد وفاته إنه اعتنق الإسلام لما علم أن أيامه على قيد الحياة صارت معدودة.
وتوفي في لندن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2006 مسمومًا بمادة "البلونيوم 210" المشعة في ظروف غامضة. فوجّه سائر أصدقائه ومعارفه من اللاجئين الروس أصبع الاتهام إلى الكرملين بقتله بسبب انتقاداته العلنية لفلاديمير بوتين ونظامه وفضحه أسراراً خطرة في أروقة المخابرات الروسية.
يذكر أن مكتب الطبيب الشرعي البريطاني قد قرر إتاحة الفرصة للروسي أندريه لوغوفوي، المتهم باغتيال ليتفينينكو، لكي يدلي بشهادته أمام لجنة تحقيق في مقتل مواطنه المنشق. وكان لوغوفوي، الذي يدفع ببراءته الكاملة، قد رفض مرارًا الحضور إلى بريطانيا "خوفًا من الاعتقال". لكنه قال إنه يوافق على الإدلاء بشهادته فقط عبر رابط فيديو مع لجنة التحقيق.
وقالت مارينا ليتفينينكو إن لوغوفوي، الذي يتمتع الآن بعضوية مجلس الدوما (البرلمان) الروسي، "عميل للدولة ويتمتع بالدعم الكامل من الكرملين الذي أصدر له الأمر بفتل زميله (ليتفينينكو)". وقالت إنها تطلب التبرعات من الجمهور البريطاني "لأن مواردي لا تعدل مثقال ذرة من تلك التي تتيحها الحكومة الروسية لقاتل زوجي".
مارينا ليتفينينكو
وقد أقرّت مارينا ليتفينينكو، للمرة الأولى، بأن زوجها "كان يعمل لإم آي 5 وإم آي 6" (هيئتا المخابرات البريطانية الداخلية والخارجية على التوالي) وأنه تلقى عشرات آلاف الجنيهات لقاء خدماته لهما.
وكانت تنكر هذا الأمر حتى الآن "من باب الولاء" لذكرى زوجها كما قالت. لكن متطلبات التحقيق في مقتل زوجها ومحاولتها إثبات أن لوغوفوي هو الذي سممه بالمادة المشعّة تنفيذا لأوامر الكرملين "بإعدامه"، حدت بها لرفع الستار عن الحقيقة كما قالت.
وأضافت مارينا أن زوجها عمل لهيئتي المخابرات البريطانية لما يربو على سنة في عملية كان غرضها مكافحة الجريمة الروسية المنظمة في أوروبا. ورغم أنها لا تعرف تفاصيل اشتراكه في تلك العملية لأنه لم يطلعها عليها، فقد كانت تعلم أنه يقدم خدماته لهما في إطار غرض "كان يعتبره نبيلاً، وهو اجتثاث الجريمة من جذورها".