أخبار

هولاند مطالب بتجميع اليسار حوله وطرح برنامج يغري الفرنسيين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أصبح القيادي في الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند الممثل الرسمي للاشتراكيين في رئاسيات 2012، بعد فوزه في الدور الثاني من التمهيديات على منافسته مارتين أوبري وبفارق كبير من الأصوات، ما سيمنحه كامل الشرعية في تحضير نفسه بالكثير من التركيز لمعركة الإليزيه، بقصد إقناع الفرنسيين ببرنامجه السياسي وتوحيد كل مكونات اليسار من حوله.

هولاند ممثل للاشتراكيين في الرئاسيات

بوعلام غبشي من باريس: كما كان متوقعًا، عاد الفوز في الدور الثاني من تمهيديات الاشتراكيين إلى الأمين العام السابق للحزب فرانسوا هولاند، لكن بفارق كبير على منافسته زعيمة الحزب مارتين أوبري، وهو ما أعطاه الشرعية الحزبية، وحتى الشعبية، لتمثيل الألوان الاشتراكية في رئاسيات 2012.

ويقول المحلل السياسي كريم أملال، معلقًا على هذه النتيجة، إن "هذه التمهيديات هي نجاح ديمقراطي كبير نظرًا إلى المشاركة الواسعة التي عرفتها، حيث بلغ عدد المصوّتين حوالى ثلاثة ملايين". ويعتبر أملال، في تصريح خاص بإيلاف، أنه "بالنظر إلى الإقبال الشعبي، الذي شهدته هذه التمهيديات، ألاحظ أن هناك تعطشًا كبيرًا للتغيير وللتناوب في فرنسا"، في إيحاء إلى إمكانية وصول الاشتراكيين إلى الإليزيه في رئاسيات 2012.

وأضاف في السياق عينه "فوز فرانسوا هولاند كان واضحًا، 56 %، وهو ما يمنحه قوة وشرعية لا نقاش فيها"، مؤكدًا على دور "وحدة" الاشتراكيين اليوم" في السير بعيدًا في هذه الرئاسيات.

تشخيص الفوز
استفاد فرانسوا هولاند كثيرًا من الدعم الذي حصل عليه من قبل المنهزمين في الدور الأول، حيث عبّروا جميعًا عن مساندتهم له في الدور الثاني، والأمر يتعلق بجون "ميشيل بيلي" قائد اليسار الراديكالي، وهو التنظيم الوحيد الذي شارك في التمهيديات من دون أن يكون منتميًا إلى الحزب الاشتراكي.

إضافة إلى "بيلي"، نجد "مانويل فالز"، الذي جسد خلال حملة التمهيديات يمين اليسار، ومرشحة الاشتراكيين في الرئاسيات السابقة سيغولين روايال، والمحامي أرنو مونبورغ، الذي خلق المفاجأة في الدور الأول، محتلاً المرتبة الثالثة بنسبة 17 % من الأصوات، وهو ممثل التيار اليساري في هذا الحزب.

وبمجرد ظهور النتائج، كشف الاشتراكيون الفرنسيون عن وحدة صف مثالية، حيث اختفت بالمرة الاختلافات الفكرية والسياسية بين الكتل المتنافسة خلال هذه التمهيديات، وبروح رياضية للسياسيين الكبار، اعترفت مارتين أوبري بهزيمتها، مؤكدة أن هولاند هو "الممثل الشرعي للاشتراكيين والحامل لمشروعهم وآمالهم".

ويعتقد المتتبعون للشأن السياسي الفرنسي أن هولاند استفاد من الوجه الذي ظهر به خلال حملة التمهيديات، حيث تفادى كل ما يمكنه أن يضرّ بوحدة الاشتراكيين، رغم المنافسة الشرسة التي عرفتها هذه المحطة السياسية، خصوصًا خلال الدور الثاني. وما فتئ يدعو خلال هذه المنافسة السياسية الداخلية للحزب الاشتراكي إلى اتخاذ ما يجب من الحذر في مقارعة الفكرة بالفكرة بين المرشحين للتمهيديات، وتجنب أي شكل من أشكال الانزلاقات، التي "قد يستغلها الخصوم السياسيون ضدهم في حملة الرئاسيات".

على عكسه هو، كانت مارتين أوبري أكثر تهجمًا، ليس على أفكاره فقط، وإنما على الطريقة التي يعمل بها، واصفة ذلك في العديد من التصريحات "باليسار المهلهل"، في حين ظلت هي تنشد يسارًا "قاسيًا"، وهو ما لعب ضدها حتى مع منافسيها في الدور الثاني من رفاقها الاشتراكيين.

كما ينظر إلى فرانسوا هولاند على أنه رجل التوافقات الكبرى داخل اليسار عمومًا، والقيادي الوحيد، الذي بإمكانه في الوقت الحالي أن يجمع من حوله أولاً كل الاشتراكيين، وثانيًا معظم التنظيمات اليسارية الصغرى للدخول في معركة الرئاسيات بالقوة اللازمة، خصوصًا أن المرشح نفسه يتنبأ أنها سوف "لن تكون سهلة"، مع التغلغل المخيف في أوساط الناخبين الفرنسيين لليمين المتطرف.

هولاند والمشروع السياسي
ينتظر أن يحاول هولاند إقناع الفرنسيين أن حزبه يحمل مشروعًا سياسيًا مختلفًا عن اليمين الحاكم، بهدف "منح الشباب مستقبلاً أفضل"، يقول مرشح الاشتراكيين للرئاسيات نفسه، وذلك تحت شعار العدالة والمساواة، الكلمتين اللتين لاكهما في التجمعات السياسية المغلقة مع مناضلي الحزب أو مع عموم الفرنسيين.

ينتقده اليمين الحاكم على أن خطه السياسي الذي ينشد أن يسلكه في حالة وصوله إلى قصر الإليزيه يلفه نوع من الغموض، لأن تجميع تيارات متضاربة عكستها التميهديات في فريق واحد، يشتغل من أجل مشروع رئاسي مشترك، ينظر إليه بالمهمة الصعبة، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالتيار الذي يمثله القيادي أرنو مونبورغ، ونقيضه الذي تزعمه مانويل فالس.

في هذا الإطار، يقول كريم أملال "أعتقد أن هناك عملاً كبيرًا ينتظر فرانسوا هولاند"، بخصوص برنامجه السياسي، لأنه، يوضح ضيفنا، "يجب أن يغنيه، وأن يكون منسجمًا بين خطوطه".

ويرى أملال أن "كسب الرئاسيات يتطلب تقديم أفكار جديدة، عبارة عن رؤية لمستقبل مشروع"، مضيفًا أن ممثل الاشتراكيين في رئاسيات 2012، "شرع في ذلك منذ الإعلان عن فوزه".

إلى جانب البرنامج السياسي، أبرز هذا المحلل السياسي عاملين مهمين، قد يساعدان هولاند على الفوز على منافسيه في سباق الإليزيه 2012، "وحدة الحزب، وأوسع من ذلك، وحدة اليسار، وبسرعة"، وكلاهما، يشير محدثنا، "حضرا بقوة في خسارة رئاسيات الاشتراكيين في كل من 2002 و2007".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
و لم لا تكون هذه لعبة أخرى من اليمين؟
أبو سالم -

أرى أن فوز فرانسوا هولاند بفارق ما يزيد على 13 نقطة على منافسته ابري إلى ارتياح في الاوساط السياسة الفرنسية و خاصة اليمين الحاكم’ الذي يرى في المرشح الاشتراكي الممهد المناسب للفوز بانتخابات ماي المقبل.و لقد ذهب الكثير بأن المشاركة المفتوحة لاستحقاقات حزب الوردة في الانتخابات التمهيدية لاختيار الشخص الذي سينافس ساركوزي و مرشحة اليمين التطرف نجلة جان ماري لوبين المتشدد, و التي تلعب على الورقة الاقتصادية و انعكاسات الازمة العالمية على الطاقة الشرائية للمواطن الفرنسي.و يتبين بجلاء أن فوز هولاند كان مرتقبا من طرف الحزم الحاكم الذي عمل على حث العديد من أتباعه على التصويت لصالح الكاتب العام السابق للحزب, تفاديا بذلك سيناريو مواجهة متوقعة مع امرأة في الدور الثاني كما حدث في الانتخابات الرئاسية لسنة 2007,خصوصا ما تتميز به مارتين أبري من شخصية قوية و برنامج يضاهي برنامج ساركوزي بمقاربة واقعية و حلول ناجعة, رغم ما يؤخذ عليها استعانتها برئيس المنظمة العالمية السابق للتجارة باسكال لامي, خلال حملتها التمهيدية.لقد ضرب ساركوزي و بنجاح عصفورين بحجر واحد باقصاءه أبري و انفراده بهولاند الذي لا يملك من التجربة السياسية الميدانية غير تلك التي مارسها على رئاسة حزب الوردة و التي فشل خلالها في فترة مهامه , و بلعبه على الورقة الاقتصادية و الحلول الذي انتهجها , على عدم جدواها, للخروج من براثن الازمة التي تهدد أعتى الأنظمة و أقواها,و تعد بحلول أقل ما يمكن أن يقال عنها انتحارية بالنسبة للاقتصاد الفرنسي ...

و لم لا تكون هذه لعبة أخرى من اليمين؟
أبو سالم -

أرى أن فوز فرانسوا هولاند بفارق ما يزيد على 13 نقطة على منافسته ابري إلى ارتياح في الاوساط السياسة الفرنسية و خاصة اليمين الحاكم’ الذي يرى في المرشح الاشتراكي الممهد المناسب للفوز بانتخابات ماي المقبل.و لقد ذهب الكثير بأن المشاركة المفتوحة لاستحقاقات حزب الوردة في الانتخابات التمهيدية لاختيار الشخص الذي سينافس ساركوزي و مرشحة اليمين التطرف نجلة جان ماري لوبين المتشدد, و التي تلعب على الورقة الاقتصادية و انعكاسات الازمة العالمية على الطاقة الشرائية للمواطن الفرنسي.و يتبين بجلاء أن فوز هولاند كان مرتقبا من طرف الحزم الحاكم الذي عمل على حث العديد من أتباعه على التصويت لصالح الكاتب العام السابق للحزب, تفاديا بذلك سيناريو مواجهة متوقعة مع امرأة في الدور الثاني كما حدث في الانتخابات الرئاسية لسنة 2007,خصوصا ما تتميز به مارتين أبري من شخصية قوية و برنامج يضاهي برنامج ساركوزي بمقاربة واقعية و حلول ناجعة, رغم ما يؤخذ عليها استعانتها برئيس المنظمة العالمية السابق للتجارة باسكال لامي, خلال حملتها التمهيدية.لقد ضرب ساركوزي و بنجاح عصفورين بحجر واحد باقصاءه أبري و انفراده بهولاند الذي لا يملك من التجربة السياسية الميدانية غير تلك التي مارسها على رئاسة حزب الوردة و التي فشل خلالها في فترة مهامه , و بلعبه على الورقة الاقتصادية و الحلول الذي انتهجها , على عدم جدواها, للخروج من براثن الازمة التي تهدد أعتى الأنظمة و أقواها,و تعد بحلول أقل ما يمكن أن يقال عنها انتحارية بالنسبة للاقتصاد الفرنسي ...