أخبار

أوباما أمام معضلة الاحتفاظ بأصوات الأميركيين من أصول إفريقية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يخوض معركة للفوز بولاية ثانية

القاهرة: في الوقت الذي يواصل فيه بعض الإعلاميين المؤيدون للرئيس الأميركي باراك أوباما، من أمثال المحاور الإذاعي توم جوينر والقس آل شاربتون، جهودهم لحث متتبعيهم، سواء إذاعياً أو تلفزيونياً، بغية الوقوف إلى جانب أوباما في انتخابات الرئاسة المقبلة، يتصدى الآن فريق قوي من حلفاء أوباما لمنتقديه من السود ويوجه نداءات صريحة بالولاء العنصري، في ظل ما يتردد خلال الآونة الأخيرة عن أن الدعم الذي يحظى به أوباما بين المواطنين الأميركيين من أصول إفريقية بدأ يتراجع.

وعلى مدونته الخاصة على شبكة الإنترنت "BlackAmericaWeb.com"، كتب توم جوينر :" دعونا لا نتعامل مع الحقائق في الوقت الراهن. ولنتعامل فحسب مع سوادنا وفخرنا وولائنا. والفرصة سانحة أمامنا لإعادة انتخاب أول رئيس أميركي من أصل إفريقي، وهو ما يتعين علينا جميعاً فعله. ولست خائفاً أو خجولاً من القول إننا باعتبارنا أناس سود، يتعين علينا أن نفعل ذلك لأنه رجل أسود مثلنا".

واعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن تلك الرسالة موجهة صوب الوحدة العنصرية، بصورة تفوق ما كانت عليه عام 2008، حينما تسببت فقط احتمالية انتخاب أول رئيس أسود للبلاد في إحداث أرقام قياسية بالنسبة للناخبين الأميركيين من أصول إفريقية.

لكن كبار أنصار أوباما هذه المرة بدؤوا يُعِدّون مناشداتهم على أمل أن يفلحوا في إشعال الحماسة بين المواطنين السود، الذي يشكلون جزءً حاسماً بالنسبة لقاعدة أوباما الجماهيرية التي تضررت بشكل غير متناسب جراء ركود الاقتصاد وارتفاع معدلات البطالة.

وأظهر استطلاع أحديث أجرته الصحيفة بالتعاون مع شبكة إيه بي سي نيوز الأميركية حدوث انخفاض في أعداد السود الذين لديهم آراء مؤيدة للغاية تجاه أوباما وأولئك الذين يعتقدون أن سياساته تعمل على تحسين الوضع الاقتصادي. وهو ما تزامن مع الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها الرئيس من جانب بعض أعضاء كتلة النواب السود بالكونغرس وغيرهم من القادة الأميركيين ذوي الأصول الإفريقية.

لكن تركيز أنصار أوباما على ضرورة التماسك أثار انتقادات من جانب بعض الذين اعتبروا ذلك وجهة نظر شديدة البساطة هدفها إلغاء الحوار بشأن إنجازات أوباما وإخفاقاته. فنقلت واشنطن بوست في تلك الجزئية عن إيدي غلود، أستاذ الدين والدراسات الأميركية الإفريقية في جامعة برنستون، قوله :"تحول تلك الجهود دون إجراء محادثات حيوية عن أوباما في مجتمع السود. وهناك نوعاً من أنواع التنظيم للنظام السياسي للسود الذي لا يصلح للنظر بصورة حيوية وتفصيلية في القضايا السياسية".

بينما قالت أندرا غيلسبي، أستاذة العلوم السياسية في جامعة إيموري، إن الرسالة تعني ضرورة التعامل مع أي انتقادات توجه لأوباما على أنها جدال أسري، دون إذاعتها علناً. وأضافت :" ما يبدو أنهم يحاولون القيام به الآن هو تبديل لغة النقاشات في مجتمع السود. فلديك هؤلاء المحاورين الإذاعيين الذين يتحدثون عن الوحدة وأن الوقت الراهن ليس وقتاً للخلاف مع الرئيس. وهو ما قد يسفر عن نتائج إيجابية".

ثم مضت الصحيفة تشير إلى أن النداءات المطالبة بالتضامن العنصري لم تأت من البيت الأبيض، وأن أوباما ظل حريصاً على التحدث بعبارات عامة، حتى عندما كان يتطرق إلى توضيح الطريقة التي ساعدت من خلالها سياساته المواطنين الأميركيين من أصول إفريقية. وفي نفس الوقت، رحبت حملته الانتخابية بدعم الإعلاميين السود.

وفي الإطار ذاته، نقلت الصحيفة عن مواطن أميركي يدعى جاك جاكسون قوله إنه تعب من النداءات المطالبة بالالتزام بسياسات الهوية السوداء. في حين قال مواطن آخر يدعى كوري ماكغريف، 42 عاماً، إنه بدأ يخبر أصدقائه بأن هناك مسؤولية ملقاة على كاهلهم لدعم الرئيس أيضاً. في حين حمَّلت كيشيل غرين، 18 عاماً، طالبة تمريض في جامعة ولاية نورفولك، أوباما مسؤولية عدم حدوث تغيير في الأمور. وأضافت "ورغم محاولته، يحاول الناس انتقاده الآن لأنه أميركي من أصل إفريقي".



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف