البلدان العربية غارقة في اوضاعها قبل انتخابات تاريخية في تونس

قبل أيام من انتخابات تاريخية في مهد الربيع العربي التي ستشهدها تونس، وبعد ان تابعت أخبار ثورتها بترقبتبدو الدول العربية اليوم غارقة في اوضاعها الداخلية.

القاهرة: تبدو البلدان العربية التي تابعت باهتمام كبير الثورة التونسية في كانون الثاني/يناير الماضي، غارقة في اوضاعها الداخلية الصعبة وذلك قبل ايام قليلة من انتخابات تاريخية في مهد الربيع العربي.

وينتخب التونسيون الاحد المقبل مجلسا وطنيا تاسيسيا بعد تسعة اشهر من فرار زين العابدين بن علي من البلاد اثر ثورة شعبية على نظامه.

وشكلت الاطاحة به زلزالا سريعا ما طالت هزاته الارتدادية بلدانا عربية اخرى عديدة وسرت شعاراتها في مصر والبحرين وليبيا وسوريا واليمن والمغرب.

لكن الانتخابات التونسية الاولى في بلدان "الربيع العربي"، تحجبها اوضاع داخلية صعبة واضطرابات دامية خصوصا في سوريا وليبيا واليمن.

وفي مصر حيث تابعت الجموع باعجاب بالغ الثورة التونسية وتبادل ثوار البلدين النصائح عبر المواقع الاجتماعية على الانترنت في كيفية مواجهة القمع "يبدو الوضع اليوم بالغ الخطورة" ما يجعل اي حدث غير مرتبط بالوضع الداخلي يمر الى درجة اهتمام ثانوية، بحسب المحلل المستقل اسكندر العمراني.

وفي التاسع من تشرين الاول/اكتوبر الحالي قتل 25 شخصا في القاهرة في صدامات بين متظاهرين اقباط وقوات الامن في اسوأ حوادث تشهدها مصر منذ استقالة حسني مبارك اثر انتفاضة شعبية عارمة ضد نظامه.

ويضيف العمراني ان تونس علاوة على ذلك "بلد صغير على الاطراف والثورة كانت في البداية وشكلت نموذجا لباقي البلدان العربية".

وهو مع ذلك يؤكد انه لئن لم تحظ الحملة الانتخابية باهتمام كبير فان سير الانتخابات ونتيجتها "يتوقع ان تثير الاهتمام" في العالم العربي في الوقت الذي تستعد فيه مصر للانتخابات التشريعية في 28 تشرين الثاني/نوفمبر.

وفي لبنان اوضح نبيل خوري رئيس تحرير صحيفة الانوار اليومية من جهته ان "الصحافة اللبنانية تهتم بما يجري في سوريا والسعودية ومصر وايران وهي بلدان تؤثر مباشرة على الاوضاع في لبنان".

اما في بلدان الخليج العربية فان "هذه الانتخابات تثير القليل من الاهتمام لان سياسيي المنطقة لا يريدون انتشار الثقافة الانتخابية بين رعاياهم" بحسب ما قال محمد المسفر استاذ العلوم السياسية في جامعة قطر.

في المقابل وفي بلدان المغرب العربي المجاورة هناك اهتمام اكبر بهذه الانتخابات المصيرية بالنسبة الى الانتقال الديموقراطي في تونس.

وقال خالد الناصري وزير الاتصال والناطق باسم الحكومة المغربية لوكالة فرانس برس "نأمل بشدة في ان تفتح انتخابات المجلس التأسيسي درب تعزيز التغيرات لفائدة الديموقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية".

واضاف ان "تونس بحاجة الى ذلك وهي ستسهم بذلك بشكل افضل في بناء مغرب عربي مستقر وديمقراطي".

ويقول اسامة خليفي احد مؤسسي حركة الاحتجاج المغربية "20 فبراير" ان "هذه العملية الانتخابية تشكل نقلة نوعية بالنسبة الى الشعب التونسي واختبارا اول للوصول الى الديمقراطية".

ويضيف الشاب المغربي ان "هذه التجربة الصعبة ستظهر بالتاكيد ما اذا كانت ستحدث عملية انتقال ديموقراطي" في تونس.

لكن في الجزائر المحاذية لتونس والتي لا تزال تعيش آثار عقد اسود من عنف الاسلاميين اعقب الغاء انتخابات تشريعية في 1991، يسود التشاؤم بسبب ظهور تشدد اسلامي في تونس رغم انه يعكس صدى اقلية ضئيلة في الساحة السياسية التونسية.

وكتبت صحيفة لوسوار الناطقة بالفرنسية "في تونس كما في مصر تنشط قوى الثورة المضادة لكن في تونس اكثر منه في مصر تعمل مجموعات سلفية على اخراج قطار العملية الانتخابية من مساره".

كما كتبت ليبرتي من جانبها "وحدهم الرومانسيون تصوروا ان الثورة التونسية ستؤدي الى ديموقراطية منفتحة"، مشيرة الى "تصاعد الحضور الاسلامي" لدى الجارة تونس.