فرنسا تبدأ انسحابها من أفغانستان وتنهيه في 2014
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كابول: باشرت فرنسا الاربعاء انسحابها من افغانستان بمغادرة 200 جندي من اصل اربعة الاف تقريبا، في اطار جدول زمني اعلنه الرئيس نيكولا ساركوزي في تموز/يوليو. ومن المقرر ان ينسحب ما مجموعه الف جندي نهاية 2012، اما الباقون فبحلول 2014.
ويلي انسحاب الجنود الفرنسيين بدء انسحاب القوات الاميركية التي تتولى قيادة القوة الدولية المنتشرة في البلاد منذ اواخر العام 2001، والتي لم تتمكن في غضون عشر سنوات من بسط الامن ومن منع عودة حركة طالبان التي تسلل عناصرها الى ما يزيد عن نصف الاراضي الافغانية. ويلي الانسحاب صيفا كان دمويا للجيش الفرنسي الذي خسر 17 جنديا بين الاول من حزيران/يونيو والسابع من ايلول/سبتمبر. وبلغ اجمالي قتلى الجنود الفرنسيين 75 في افغانستان منذ 2001.
ومن المقرر ان ينطلق 194 عسكريا الاربعاء من المطار العسكري في كابول، من بينهم 172 من السرية الثانية في فوج المظليين الاجنبي (الفرقة الاجنبية) المتمركز في كالفي (كورسيكا، جنوب شرق فرنسا)، كما اعلن الجيش الفرنسي في كابول لوكالة فرانس برس الاربعاء.
وكان المظليون الذين بدأوا مهمتهم في افغانستان في السادس من تموز/يوليو، ينتشرون في قاعدة تورا (سوروبي) التي تبعد 50 كلم شرق كابول. وسينسحب 11 جنديا من وحدة الارتباط والتدريب العملاني للجيش الافغاني، و10 من مهمة "ابيدوت" المكلفة تدريب الجيش الافغاني بالاضافة الى عضو من هيئة الاركان.
وقبل عودتهم الى فرنسا، من المقرر ان يتوقف الجنود في قبرص حيث سيمضون "فترة نقاهة" لبضعة ايام، على غرار جميع الجنود الفرنسيين الذين يغادرون افغانستان. ومن المقرر ان تغادر دفعة ثانية من مئتي جندي الاراضي الافغانية "قبل عيد الميلاد". الا ان الجدول الزمني لرحيل الجنود ال600 الاخرين اواخر 2012 لم يحدد بعد.
وينتشر القسم الاكبر من الاربعة الاف جندي فرنسي في اطار قوة الحلف الاطلسي (ايساف)، المؤلفة من اكثر من 130 الف جندي يشكل الاميركيون ثلثيهم، في منطقة سوروبي (كابول) واقليم كابيسا المجاور. وكان ساركوزي صرح في 12 تموز/يوليو في كابول ان "جميع الجنود الفرنسيين سيكونوا قد رحلوا عن افغانستان في العام 2014، وستنقل كل السلطات الى الافغان".
ويتوقع التحالف سحب جميع قواته المقاتلة بحلول نهاية 2014 بعد ان ينقل المسؤولية الامنية الى القوات الافغانية على كل الاراضي في اطار العملية المسماة "انتقالية" والتي بدأت في سبع من المناطق الافغانية في تموز/يوليو الماضي.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال الكولونيل ليونيل جاندور الذي يتولى قيادة السرية الفرنسية في سوروبي، ان انسحاب عناصر الفرقة الثانية في فوج المظليين "لن يؤثر على عمل قاعدة (تورا) ووتيرة العمليات". واضاف "لا ننسحب بين ليلة وضحاها. والعمل الذي انجز يتيح الانسحاب من دون الشعور بالاسف"، فيما تنوي فرنسا ادراج سوروبي في المرحلة الثانية من العملية الانتقالية.
إلا ان حجم الانسحاب الذي اعلن في تموز/يوليو فاجأ بعض المسؤولين العسكريين الذين كانوا يأملون في الاستفادة من نقل المسؤوليات في منطقة سوروبي التي تشهد هدوءا نسبيا، لزيادة عناصرهم في كابيسا حيث يعتبر الوضع اكثر صعوبة.
وفي 13 تموز/يوليو، غداة زيارة الرئيس ساركوزي الى افغانستان، قتل خمسة جنود فرنسيين في عملية انتحارية في كابيسا. وقد اعتبر مقتلهم اكبر خسارة فرنسية في افغانستان، منذ المكمن الذي قضى فيه عشرة جنود فرنسيين في 2008 في وادي اوزبين (سوروبي). وبعد هذا الهجوم، اعلنت باريس عن اعادة نظر في التدابير الامنية لتأمين سلامة قواتها.
ونتيجة ذلك الهجوم، تقلص عدد المهمات للحد من مخاطر وقوع خسائر، كما قال عسكريون. ويؤكد الجيش الفرنسي انه قام فقط "بتطوير طرق تحركه" في اطار تولي القوات الافغانية الشأن الامني. وقال الكولونيل جاندور "نقلص مهماتنا كلما اخذ الجيش الافغاني مهمات على عاتقه"، موضحا ان القوات الفرنسية التي كانت في الخطوط الامامية باتت تتولى في اغلب الاحيان مهمة تقديم الدعم للقوات الافغانية.