صفقة الاسرى تمهد لفتح قنوات حوار بين حماس والغرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
غزة: اعتبر عدد من المحللين الفلسطينيين ان صفقة تبادل الاسرى التي ابرمتها حماس مع اسرائيل ستؤدي الى رفع رصيدها الشعبي، كما قد تتيح لها فتح قنوات حوار مع الغرب.
واحتفل عشرات الاف الفلسطينيين الثلاثاء في غزة باطلاق سراح اسرائيل للدفعة الاولى من الاسرى الفلسطينيين في اطار صفقة التبادل مقابل الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الذي كانت تحتجزة حماس في غزة منذ 2006.
ويرى المحلل السياسي مخيمر ابو سعدة ان هذه الصفقة "ستعطي حماس القدرة على استعادة شعبيتها التي تراجعت، وتحسين صورتها في الشارع الفلسطيني بعد حالة التدهور خلال السنوات الماضية بسبب الفقر والحصار".
ويؤيده في ذلك المحلل السياسي ناجي شراب الذي يرى ان "حماس تعاني تراجعا في شعبيتها وهذه الصفقة سترفع من مكانتها في الشارع".
واضاف ان "الصفقة تعتبر انجازا لحماس لانها كسرت معايير التفاوض بعد ان قبلت اسرائيل للمرة الاولى بالافراج عن اسرى كانت تصفهم بان ايديهم ملطخة بالدماء ولا يمكن بالتالي ان يخضعوا لاي عملية تبادل اسرى".
ومنذ اختطاف شاليط تفرض اسرائيل حصارا على قطاع غزة ثم قامت بتشديده بعد سيطرة حماس على القطاع عام 2007.
واعتبر سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة حماس في تصريحات صحافية ان الصفقة "انتصار تاريخي للمقاومة وللشعب الفلسطيني".
واضاف ان "الاستقبال التاريخي الذي قام به الشعب الفلسطيني لاسراه المحررين يؤكد تاريخية هذا الحدث، وأنه نقطة تحول في تاريخ الصراع مع الاحتلال الصهيوني، صحيح أن هذا الانجاز كان له ثمن، لكنه ثمن لا يساوي شيئا أمام تحرير أسرانا بل هم يستحقون أكثر من ذلك بكثير".
وتنص صفقة التبادل التي ابرمتها حماس واسرائيل على اطلاق شاليط مقابل اطلاق الدولة العبرية سراح 1027 اسيرا فلسطينيا، من بينهم 27 امرأة، على ان يتم الافراج عن الاسرى الفلسطينيين على دفعتين الاولى، وقد تمت الثلاثاء وتشمل 477 اسيرا تقرر ابعاد 40 منهم الى الخارج (تركيا وقطر وسوريا) وترحيل 163 من سكان الضفة الى قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، في حين يفترض الافراج عن الدفعة الثانية التي تضم 550 اسيرا في غضون شهرين.
كما تواجه حماس التي تتمسك ب"نهج المقاومة" وترفض الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود، عزلة من المجتمع الدولي الذي يتهمها بالارهاب والتطرف.
والثلاثاء قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه "من اجل الافراج عن جلعاد شاليط، كان من الضروري ان يقوم بعض الاشخاص بالتواصل مع حماس. انها اشارة ايجابية".
و اضاف "كي تعتبر حماس محاورا، المطلوب اكثر من الافراج عن شاليط. يجب الاعتراف باسرائيل وادانة كل انواع العنف".
لكن ابو سعدة يعتقد وهو استاذ في جامعة الازهر ان صفقة تبادل الاسرى قد تكون "بداية لفتح قنوات حوار مع المجتمع الغربي مع اميركا واوروبا، كما قد تكون مقدمة للوصول الى الشرعية الدولية التي تبحث عنها حماس".
ويرى ايضا ان "المجتمع الغربي بدأ يعيد النظر في حماس، وبدأ يدرك ان اللاعب الاساسي في المنطقة هو حركات الاسلام السياسي وحماس جزء من هذه الحركة".
ويتفق معه في ذلك المحلل السياسي ناجي شراب بقوله "حماس تريد ان تتحول الى حركة اكثر قبولا وشرعية على المستوى الدولي وخصوصا الاوروبي".
ويتابع "اطلاق شاليط سيعطي الفرصة لفتح نوافذ كبيرة لحماس على الغرب وهذا احد اهدافها، ويمكن ان ينعكس على سياسة الحركة كأن تظهر مرونة اكثر في خطابها السياسي في المستقبل".
بل يذهب شراب الى ان ان حماس "قد تقبل بمبدأ التفاوض لانها واقعيا مارسته في صفقة التبادل حتى لو كان في الغرف المغلقة".
لكن كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس تعمدت التاكيد على ان صفقة التبادل شملت ورقتين منفصلتين جرى التوقيع على كل ورقة على حدة من قبل حماس واسرائيل.
واكد المتحدث باسمها انه لم يتم عقد اي لقاء مباشر بين وفد حركته والوفد الاسرائيلي المفاوض طيلة جولات المفاوضات التي رعتها مصر.