مقتل زعيم ليبيا يحول الأنظار إلى سوريا واليمن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد الإعلان عن مقتل الديكتاتور الليبي معمر القذافي، تنتقل الأضواء لتسلط على الثورات الأخرى في الربيع العربي، وتحديداً سوريا حيث يبدو الصراع بين المعارضة ونظام الرئيس بشار الأسد هو الأكثر تعقيداً.
في هذا السياق اعتبرت صحيفة الـ "واشنطن بوست" أن معمر القذافي هو الرئيس المخلوع الثالث الذي أطاح به شعبه، لكنه القتيل الأول بعد ثورة دامت لتسعة أشهر، مشيرة إلى أن وفاته بعد شهرين من سيطرة الثوار الليبيين على معقله في طرابلس، كانت مؤشراً لسنة مضطربة ستشهدها ليبيا.
لكن مشاهد جثته التي تم جرها عبر شوارع بلدته سرت حتماً أذكت مشاعر ثورية في جميع أنحاء المنطقة، وأعطت شعوراً بالأمل من أن موته العنيف سيكبح جماح الطغاة الذين لا يزالون في سدة الحكم.
في العاصمة اليمنية صنعاء، احتشد الآلاف من الناس في ساحة التغيير للاحتفال والدعوة للإطاحة بالرئيس علي عبدالله صالح. وفي تونس، حيث بدأت أولى الثورات في يناير كانون الثاني عندما فر الرئيس زين العابدين بن علي، نزل الشبان إلى الشوارع يرفعون الإعلام الليبية وأطلق السائقون أبواق سياراتهم ليلاً احتفالاً بموت الطاغية.
لكن معظم التعليقات والتحليلات تركزت على آثار مقتل القذافي المترتبة على الرئيس السوري بشار الأسد، الذي لم يظهر أي علامات للتراجع منذ نحو ثمانية أشهر من الاحتجاجات الشعبية.
وذكرت الصحيفة تعليقاً في هذا السياق للصحفي عزام الزامل، وهو كاتب في صحيفة "اليوم" السعودية، حيث نشر على تويتر: "بن علي هرب، مبارك يخضع للمحاكمة، والقذافي قتل. كلما ازدادت مقاومة الطاغية لشعبه كلما كان عقابه أسوأ". وأضاف "يبدو أن بشار سيكون عقابه الصلب حتى الموت في وسط دمشق".
بعد الإعلان عن نبأ مقتل القذافي، نزل المتظاهرون السوريون إلى الشوارع في عدة بلدات ومدن سورية، هاتفين لزوال القذافي.
وقال نشطاء انهم يأملون في أن يؤدي مقتل القذافي إلى تنشيط حركة الاحتجاج التي أظهرت دلائل على الانحسار في الأسابيع الأخيرة، في ظل الإجراءات الصارمة التي اتخذتها حكومة الأسد.
وأعرب البعض الآخر عن أمله من أن النتيجة الفعالة لحملة حلف شمال الأطلسي في ليبيا ستؤدي إلى تشجيع القوات الغربية لتأتي لمساعدة المتظاهرين السوريين، الذين دعوا إلى فرض حظر جوي على سوريا، أسوة بما حدث في ليبيا منذ الإطاحة بالقذافي في آب/أغسطس الماضي.
وقال عمر حسن مقداد، ناشط من مدينة درعا الجنوبية وأحد الذين فروا إلى تركيا في الأشهر الأولى للانتفاضة: "بعد انتهاء المعارك في ليبيا، ربما توجه قوات حلف الشمال الأطلسي اهتمامها على سوريا وتتدخل لحسم المعركة لصالح المعارضة"، مضيفاً: "آمل أن يفهم نظام الأسد هذه الرسالة".
لكن يبدو أن احتمال حصول ذلك يبقى ضئيلاً، فالرئيس الأميركي باراك أوباما تحدث من واشنطن، محذراً الديكتاتوريين العرب ولكنه لم يشر إلى أن الولايات المتحدة ستكثف الجهود للإطاحة بهم. ودعا أوباما على كل من صالح والأسد إلى التنحي، ولكن حتى الآن، لم يتم بذل جهود متضافرة من جانب القوى العالمية للإطاحة بهما، كما كان الحال مع ليبيا.
وتعمل روسيا والصين على عرقلة جهود مجلس الأمن الدولي في إصدار أي قرار قوي ضد سوريا، فيما تبدو دول الخليج مترددة في الضغط على صالح، خوفاً من تهديد دوره في المعركة ضد تنظيم القاعدة.
في دمشق، يبدو أن قبضة الأسد لا تتزعزع على الرغم من أن رقعة الاحتجاجات تتوسع وتجتاح أجزاء أخرى كثيرة من البلاد. ويستبعد السوريون أن يحدث في سوريا سيناريو مشابه لليبيا لأن أوجه الشبه قليلة بين القذافي والأسد، فعلى عكس القذافي، يحظى الأسد بشعبية واسعة من شعبه، والجيش السوري قوي ويمكن أن يصمد أمام هجوم حلف شمال الأطلسي ويعيث فسادًا في هذه المنطقة الحساسة استراتيجياً.
مع تحول الاهتمام من ليبيا إلى الثورات العربية الأخرى، وفيما بدأت علامات نفاذ صبر الدول الخليجية تجاه ما يحدث في سوريا، من المرجح أن يزداد الضغط بشكل كبير على الرئيسين الديكتاتوريين علي عبدالله صالح وبشار الأسد.
التعليقات
مقتل الرئيس القذافي
Mohamd -القذافي