أخبار

رحل القذافي ورحلت معه "كاريزما" العقيد غريبة الأطوار

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
صور القذافي كانت تظهر في كل مكان

لم يُغَيِّب الموت جثمان الزعيم الليبي معمر القذافي فحسب، بل غيَّب أيضاً وهج خاص كان يحيط بالعقيد الراحل، الذي كانت تنتشر صوره في كل مكان بليبيا. فعلى مدار أكثر من 4 عقود، كانت تزين صور "الأخ القائد" عدداً لا يحصى من اللوحات الإعلانية واللافتات وأعمدة الإنارة. وكانت تُعَلّق صور شخصية ضخمة له في ردهات الفنادق والمكاتب. وصور أخرى صغيرة تعلق على أشرطة خضراء حول أعناق مؤيديه.

ومع تنوع الملامح التي كانت تبدو على وجهه في تلك الصور، فقد كان يُستعان بصورة لوجهه على القمصان وقبعات البيسبول وساعات المعصم. وكان يخضع النظام التعليمي وكذلك النظام العلاجي لإشرافه ومراقبته. وفي هذا السياق، قال تقرير نشرته اليوم صحيفة "الغارديان" البريطانية إن القذافي لن يكون القائد الأول أو الأخير الذي يُكَوِّن وهجاً لشخصيته بغية ترسيخ مكانته ووضعيته بين أفراد شعبه.

ولفتت الصحيفة إلى وجود نماذج مماثلة للقذافي، ممن سعوا لتسيير شؤون مجتمعاتهم عن طريق بث الخوف في نفوس المواطنين، باستخدام شبكات من المخبرين للإبلاغ عن الأشخاص المعارضين. لكنها أوضحت أن دولة ليبيا الحديثة بأكملها بُنيت حول شخص واحد وأهوائه وفلسفاته غريبة الأطوار. ولم يكن هناك مكان تتضح فيه تلك الحالة التي كان يتفرد بها القذافي أكثر من منطقة باب العزيزية.

وعلى مدار الشهور الماضية، كان يتوافد إلى هناك محبو شخصية القذافي للعمل كدروع بشرية في وجه "المعتدي الصليبي"، كما كانوا يصفون هجمات حلف الناتو الجوية. وكانوا يأتون وهم مرتدين الزى الأخضر وعلى أهبة الاستعداد للتضحية بأرواحهم. وهو ما كان يتضح من خلال تدفق الفتيات صغيرات السن إلى هناك من أجل هذا الغرض، وكذلك الشبان الذين كانوا يتوافدون غير مكترثين بحرارة الطقس، وكانوا يحتشدون هناك للإعلان عن دعمهم للزعيم والقائد معمر القذافي.

ويكفي ما نقلته الصحيفة ذات ليلة قبل سقوط طرابلس في أيدي الثوار عن فتاة كانت مرابطة هناك تدعى رندا محمد، 28 عاماً، حيث أكدت أنها تحب القذافي أكثر من زوجها وأنها ستفعل أي شيء من أجل حمايته. وأظهرت للصحيفة صورته حيث تضعها كخلفية لهاتف الجوال. ثم مضت الغارديان تقول إنه وفي الوقت الذي كان ينبهر فيه بعض الليبيين بشخصية القذافي، فقد كان هناك آخرين تهيمن عليهم مشاعر الخوف الشديد من قائدهم، لدرجة أنهم كانوا يخافون المجاهرة برغبتهم في نيل الحرية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف