تونس: الغنوشي يدعو وسط آلاف من انصاره الى الفرح واليقظة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بنعروس: وسط حشد من آلاف من انصار حزب النهضة الاسلامي في ملعب ببنعروس جنوب العاصمة التونسية، دعا زعيم النهضة راشد الغنوشي في ختام الحملة الانتخابية الجمعة انصاره الى الفرح واليقظة قبل اقتراع الاحد التاريخي.
ووسط هتافات "الشعب يريد النهضة من جديد" تجمع حشد قدره المنظمون بنحو 30 الفا بحسب المنظمين، بينهم الكثير من النساء في ملعب بمدينة بنعروس جنوب العاصمة التونسية احد المعاقل التقليدية للاسلاميين وذلك في ختام الحملة الانتخابية لقائمات تونس الكبرى (تونس العاصمة واريانة ومنوبة وبنعروس).
وبدت وجوه الحشد مستبشرة والاجواء احتفالية وسط اهازيج فلسطينية تخللت الكلمات التي القيت في الاجتماع الجماهيري الذي رفعت فيه اعلام تونس وليبيا ومصر وفلسطين ورايات النهضة بشعارها "حرية ، عدالة ، تنمية" وسط تنظيم محكم.
واكد الغنوشي انه "حتى الان العملية الانتخابية تجري بشكل مقبول ونحن سنعترف بالنتائج اذا استمر الامر على هذا المنوال وسنهنى الفائزين وسيكون الشعب التونسي كله فائزا اذا سارت الانتخابات كما نريد وكما نظن".
واضاف "سنهنئ الفائزين لان تونس كلها ستكون قد فازت بقطع النظر عن النسبة التي اخذتها النهضة قليلة ام كثيرة ونحن معتقدون ان النهضة منصورة باذن الله".
وكان حذر قبل يومين من "التلاعب" بنتائج الانتخابات.
واضاف الزعيم التاريخي للنهضة الذي عاد الى تونس بعيد فرار بن علي بعد 20 عاما امضاها في المنفى في بريطانيا، "التونسي انسان مسلم ومعاصر يريد ان يعيش عصره (..) وان يعيش مسلما في هذه الحياة ونريد ان ندخل الحداثة مسلمين لا كافرين لان امتنا دخلت التاريخ بالاسلام".
ودعا الغنوشي الى التصويت الى "احزاب الثورة" في صورة عدم التصويت للنهضة في اشارة الى تحالفاته مع قوى سياسية اخرى لم يكشف تفاصيلها.
واوضح "اذا قال لي احد، اذا لم اصوت للنهضة فلمن اصوت؟ اقول له صوت للنهضة ايضا، لكن ان لم تصوت للنهضة فصوت للاحزاب الصديقة التي ساهمت في قيام هذه الثورة" مشيرا الى ان "دار النهضة اوسع دار، وتتسع لجميع التونسيين".
واكد من جانب آخر ان حزبه يعتبر ان مجلة الاحوال الشخصية التونسية التي منحت المساواة للمراة في تونس منذ 55 عاما "جزء من الاجتهاد الاسلامي" (..) وسنزيد من حقوق النساء لان النهضة مدينة ببقائها بعد الله للمراة التونسية" التي عانت كثيرا ابان فترة سجن آلاف من انصار النهضة في عهد بن علي.
وكثيرا ما يشير خصوم النهضة الى انها تتبنى "خطابا مزدوجا متفتح علنا ومتشدد في المساجد" متهمين اياها بانها تهديد للحريات ولحقوق المراة.
وحين صعدت سعاد عبد الرحيم وهي سيدة اعمال غير محجبة وتراس قائمة النهضة في دائرة تونس 2 بالضاحية الشمالية الراقية بالعاصمة، قابلها الجمهور بالتصفيق الحار.
وقالت عبد الرحيم "الحركة تفعل ما تقول جين تؤكد انها حزب مدني وانا تكريس لهذا (..) انظروا الى اجتماعنا اليوم النساء هنا اكثر من الرجال وهنالك احزاب تدعي الحداثة لم نر في اجتماعاتها مثل هذا الامر".
وشددت "نحن لا يمكن ان نقمع المراة ولن نجعلها تقبع في البيت ولن نطرد العاملات من المصانع ولن نفرض اي لباس على اي كان بل سنعمل على تفعيل الدور السياسي للمراة" متسائلة "لماذا لا تتولى المراة وزارة من وزارات السيادة؟"
واضافت "نريد حكومة وفاق وطني لاننا نؤمن بالتعددية فقط امر واحد نريده وزارة التربية فهذه الوزارة نراهن عليها لبناء اجيال تونس العربية المسلمة".
وفي بنعروس ظهر حزب النهضة، بخلاف ما يقول عنه خصومه، بوجه مدني وعصري ومنفتح.
واكد عضو مكتبه التنفيذي ورئيس قائمته في اريانة الصحبي عتيق "لو تحصلنا على الاغلبية (في انتخابات الاحد) فنحن ضد الهيمنة فقد اكتوينا بنار الزعيم الواحد ولن نعيد تجربة الدكتاتورية، نريد بناء نظام ديمقراطي" في تونس.
ووعدت النهضة بتشكيل حكومة وحدة وطنية حتى لو حازت الاغلبية في المجلس التاسيسي.
وقال سيف الاسلام (37 عاما) احد مناضلي النهضة "نحن اقدم حزب سياسي في تونس".
واعتبر منصف (44 عاما-مقاول) ان النهضة "هي اقل الاحزاب سوءا والحزب الوحيد الذي لديه برنامج".
واكد الغنوشي ان تونس ستقول للعالم الاحد انها "ليست فقط شاطرة في قلع الدكتاتوريين بل ايضا في تقديم نموذج حضاري متميز يجمع بين الاسلام والحداثة وهو حلم التونسيين منذ القرن التاسع عشر" قبل ان ينفض الحشد في اجواء احتفالية قبل 48 ساعة من اول انتخابات حرة في تونس.