وصول جثمان ولي العهد السعودي إلى الرياض

وصل جثمان ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى العاصمة الرياض مساء اليوم الاثنين، فيما يشيع غدا الثلاثاء إلى مثواه الأخير.
الرياض: وصل جثمان ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى العاصمة الرياض مساء اليوم الاثنين.

يشيع جثمانه غدا الثلاثاء

وكان في استقبال الجثمان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي ارتدى منديلا طبيا وأتى مشيا على قدميه بمساعدة آلة طبية رغم متاعبه الصحية إثر العملية الجراحية التي أجراها مؤخرا في لتثبيت التراخي بالظهر، حيث تولى إنزال الجثمان من الطائرة عدد من أحفاد الأمير الراحل، إلا أن أحد حاملي الجثمان سقط مغشيا عليه أثناء إنزاله من الطائرة.

في حين، وصل الأمير نايف في سيارة يقودها ابنه الأمير سعود المعين حديثا مساعداً في وزارة الداخلية.

وتجمع حشد من كبار الأسرة المالكة وأبنائهم إضافة إلى جمع من المسوؤلين والرسميين من مدنيين وعسكريين بقاعدة الرياض الجوية لاستقبال الجثمان.

ووصل مع الجثمان الأمير سلمان بن عبدالعزيز شقيق ولي العهد الذي رافقه طيلة فترة مرضه في الولايات المتحدة الأميركية.

ثم غادر الملك عبدالله المطار بعد أن ألقى النظرة الأخيرة على الجثمان.

ولوحظ أنه رغم الحشود الكبيرة التي حضرت إلى أن وسائل الإعلام مكنت من أداء عملها بانسيابية وترتيب كبير ووفر لها الوقت والمكان لتغطية الحدث

ومن المقرر أن يشيع جثمان ولي العهد بعد صلاة عصر يوم غد الثلاثاء في مسجد الامام تركي بن عبدالله بالعاصمة الرياض ثم يوارى الثرى بمقبرة "العود".

وسيقام العزاء في مقر الديوان الملكي في العاصمة الرياض.

ووجهالعاهلالسعوديالملك عبدالله بن عبدالعزيز بإقامة صلاة الغائب يوم غد الثلاثاء على أخيه الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد في المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، وجوامع ومساجد مدن ومحافظات ومراكز وقرى السعودية.

وأعلن الديوان الملكي السعودي السبت الماضي عن وفاة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز في نيويورك عن عمر يناهز 85 عام بعد معاناة طويلة مع المرض.

وتتالت ردود الفعل العربية والإقليمية والدولية إثر وفاة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، حيث اعتبر الرئيس الاميركي باراك أوباما السبت أن الولايات المتحدة خسرت "صديقًا غاليًا" بوفاة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز.

فيما أضاف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن ولي العهد السعودي "أقام مع فرنسا علاقات ثقة وصداقة، وأعطى شراكتنا، التي أظل متمسكًا بها، بعدًا جديدًا"، قائلاً "بغيابه، تخسر فرنسا صديقًا وفيًا وصادقاً".

وأكد وليم هيج وزير الخارجية البريطاني أن "إسهامات الأمير سلطان بن عبد العزيز في ازدهار وتنمية المملكة، ستظل موجودة في الذاكرة لفترة طويلة".
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه كل من البحرين والكويت والإمارات العربية المتحدة ولبنان الحداد لمدة ثلاثة أيام، وتنكيس الأعلام حزنًا على ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز بدء من يوم غد الثلاثاء.

يذكر أن الأمير سلطان غادر بلاده في حزيران/يونيو الماضي إلى أميركا للعلاج، وخضع في تموز/يوليو الماضي لعملية جراحية، وكان خضع قبلها لجراحة في نيويورك في شباط/فبراير 2009، وبعد ذلك قضى في المملكة المغربية فترة النقاهة، التي استمرت حتى نهاية كانون الأول/ ديسمبر من العام نفسه حين عاد إلى المملكة.

يأتي ذلك، في الوقت الذي ينتظر السعوديون فيه تعيين وليا للعهد خلافا للامير سلطان بن عبد العزيز الذي توفي السبت الماضي في حين من المتوقع وصول عدد من قادة دول العالم لتقديم التعازي خلال التشييع عصر الثلاثاء.

العاهل السعودي خلال انتظار الجثمان

وقالت اريج حسين (32 عاما) التي تعمل مدرسة لوكالة فرانس برس ان "الشخص الذي يرشحه الملك يصوت عليه اعضاء هيئة البيعة. لا شك ان الامير نايف هو الاسم الابرز واعتقد ان السعوديين لن يختلفوا حوله كونه مصدر الاستقرار والامان بالنسبة لهم".

وعبرت عن اعتقادها ان "امر اختيار ولاية العهد يعود لهيئة البيعة التي انشاها الملك عبدالله لهذا الغرض".

من جهته، قال فهد العرابي الحارثي رئيس مركز "اسبار" للدراسات والابحاث لفرانس برس ان "مواد نظام هيئة البيعة تفيد بان اختيار ولي العهد يتم عن طريق هذه الهيئة".

واضاف "لكن الامر الملكي الذي صدر به هذا النظام ينص على ان الملك وولي العهد الحاليين غير ملزمين او لا تنطبق عليهما احكام هذا النظام".

ولفت الحارثي الى ان ذلك يعني ان "الملك قد يختار ولي العهد دون اللجوء الى هيئة البيعة".

وضمن آليات الخلافة التي اقرت قبل بضعة اعوام، عين الملك عبد الله اعضاء هيئة البيعة ووضع على رأسها اخيه غير الشقيق الامير مشعل بن عبد العزيز.

وتضم الهيئة 35 اميرا من ابناء واحفاد الملك عبد العزيز مهمتهم تامين انتقال الحكم ضمن آل سعود، وهي مكونة من ابناء الملك المؤسس. وينوب عن المتوفين والمرضى والعاجزين منهم، احد ابنائهم يضاف اليهم اثنان من ابناء كل من ابناء الملك المؤسس يعينهما الملك وولي العهد.

بدوره، قال حامد الناصر (45 عاما) وهو موظف حكومي "لن يختلف الامر كثيرا سواء تم تفعيل نظام البيعة الان ام تم تاجيله لان الجميع متفقون على الامير نايف".

واضاف لفرانس برس "ربما لا نستطيع تخمين من يمسك المناصب الاخرى مثل وزارة الدفاع او الداخلية كون الامر ضبابيا لكنني اعتقد ان مسالة ولاية العهد محسومة".

يشار الى ان الامير سلطان وزير للدفاع ايضا.

وتابع "اعتقد ان الامير نايف هو ولي العهد القادم وهذا الامر يتفق عليه الشعب السعودي بمختلف توجهاته لان وزير الداخلية يملك خبرة وحنكة سياسية وامنية كبيرة".

كما قال احمد طيب (25 عاما) الموظف في شركة اتصالات ان "الامور ستجري على ما يرام (...) نحن متفائلون بمجيء احد افراد العائلة المالكة الاكفاء".

وتابع "اتوقع ان يصبح الامير نايف وليا للعهد فهو رجل قدير وصاحب شخصية قوية وهذا ما نحتاجه خصوصا في ظل الظروف المحيطة بنا هذه الايام".

وقال مازن محمد الطالب في جامعة الملك عبد العزيز "نعتبر دائما وزير الداخلية صمام الامان ومصدر اطمئنان للشعب السعودي لذلك لا اتصور ان يكون غيره وليا للعهد".

ويبدو ان الامير نايف (78 عاما) وهو شقيق الامير سلطان واخ غير شقيق للملك عبد الله الاوفر حظا لتولي المنصب، خصوصا بعد تعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء في اذار/مارس 2009.

يذكر ان الامير نايف براغماتي من الاتجاه المحافظ تولى مواجهة شبكة القاعدة والمتطرفين الذين شنوا هجمات دامية في المملكة بين العامين 2003 و2006.

كما وقف بوجه الدعوات الى التظاهر تناغما مع "الربيع العربي" وشكر علنا السعوديين على عدم تجاوبهم مع ذلك.

ومن الشخصيات الاجنبية التي ستحضر لتقديم التعزية نائب الرئيس الاميركي جو بايدن والرئيس الباكستاني آصف علي زارداري ورئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق.

ووجه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد رسالة تعزية الى الملك عبد الله بن عبد العزيز لكن طهران لم تحدد بعد من سترسل الى الرياض.

وقد تصاعدت حدةالتوتر بين البلدين في الاونة الاخيرة مع اتهام واشنطن ايران بانها كانت تخطط لاغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة.

كما سيشارك في التشييع العديد من القادة والمسؤولين العرب، وخصوصا من دول مجلس التعاون الخليجي.

يذكر أن الجثمان حمل على سيارة تابعة لوزارة الصحة السعودية مجهزة لنقل الموتى، وانطلقت إلى خارج المطار.

جثمان ولي العهد السعودي