تمرد نواب محافظين بشأن الاتحاد الاوروبي يربك كاميرون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تصاعدت حدة الاستياء داخل حزب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بسبب سياسة الأخير الأوروبية.
لندن: وجد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون نفسه امام مهمة معقدة الثلاثاء غداة الصفعة التي وجهها اليه عدد كبير من نواب حزبه الذين عارضوا توجيهاته وايدوا اجراء استفتاء حول بقاء البلاد في الاتحاد الاوروبي، وهو ما يفسر الاستياء المتنامي داخل الحزب من سياسته الاوروبية ولكن ايضا من عمل الائتلاف الحكومي.
ولخصت صحيفة دايلي ميل المشككة بالبناء الاوروبي الوضع بعبارة "ضربة لكاميرون". وعلق زعيم المعارضة العمالية ايد ميليباند على نتائج التصويت في مجلس العموم حول تنظيم استفتاء بشأن بقاء البلاد ضمن الاتحاد الاوروبي او خروجها منه بقوله "اذلال لرئيس الوزراء".
وبحسب الارقام الرسمية فان 79 من النواب المحافظين ال305 الذين يمثلون الشريحة الاكثر معارضة لاوروبا في الحزب، صوتوا الاثنين مع اجراء الاستفتاء متخذين بذلك موقفا صريحا ضد كاميرون.
وقد الغى الاخير سفره الى اليابان للمشاركة في المناقشة البرلمانية مما يشير الى ان "رياحا من الهلع" تعصف بداونينغ ستريت بحسب التايمز.
وسعى كاميرون الاثنين بدون جدوى الى ثني معارضيه عن التصويت مع المشروع مؤكدا ان الوقت ليس ملائما لاجراء استفتاء بسبب ازمة اليورو.
وينص اقتراح الاستفتاء على ان يختار البريطانيون بين ثلاثة خيارات هي: إما البقاء في الاتحاد الاوروبي وإما الخروج من الاتحاد وإما اعادة التفاوض على عضوية غير كاملة لبريطانيا في الاتحاد ترتكز على "التجارة والتعاون".
ورفض النواب المشروع بغالبية 483 مقابل 111 وذلك بفضل دعم المعارضة العمالية وحلفاء ليبراليين-ديمقراطيين للمحافظين في الحكومة، لكن واقع ان لا يتبع ربع النواب المحافظين خط زعيمهم يدل على الانقسامات المتزايدة داخل هذا الحزب.
والصفعة التي تلقاها كاميرون قاسية لانه اسوأ تمرد يواجهه رئيس الوزراء في تاريخ المحافظين بخصوص اوروبا. والتمرد الكبير السابق بشأن هذا الموضوع شمل فقط 41 نائبا محافظا رفضوا في 1993 معاهدة ماستريخت التي كان يدعمها رئيس الوزراء في تلك الاونة جون ميجور.
وكتبت الاندبندنت ان تصويت الاثنين يسدي "ضربة قاسية لسلطة" كاميرون.
وحذر تيم مونتغوميري، على راس مدونة "كونسرفيتيفوم" من ان المحافظين مهددون ب"الانشقاق". وجاء التصويت في مجلس العموم في ظروف من التوترات الحادة داخل الحزب المحافظ حيث لا يرضى البعض بالتضحيات التي يقدمها كاميرون باسم الائتلاف ولا يشاطرونه رؤيته لنزعة محافظة "حديثة".
وقال مونتغوميري "ان قسما كبيرا من نواب (كاميرون) وكثيرين من المحافظين في القاعدة فقدوا كل اعتبار" لرئيس الوزراء، مشيرا خصوصا الى تعيين فيليب هاموند المقرب منه في منتصف تشرين الاول/اكتوبر في منصب وزير الدفاع بعد استقالة ليام فوكس المدافع بحماس عن نهج مارغرت ثاتشر.
واضاف محذرا "ان لم يحسن كاميرون تجميع الصفوف، فالوضع سيتفاقم".
ولفتت صحيفة الصن الى ان التصويت اظهر "الى اي حد الانقسامات كبيرة داخل الحزب"، مذكرة بذلك بان اوروبا مصدر انقسام لدى المحافظين منذ نحو اربعين سنة.
الى ذلك يبدو في مجمل الاحوال ان الراي العام لا يدعم رئيس الوزراء في موضوع الاستفتاء. وافاد استطلاع للراي نشرت الغارديان نتائجه الثلاثاء ان 70% من الناخبين يؤيدون اجراء الاستفتاء وان الغالبية (49% مقابل 41%) ستصوت للخروج من الاتحاد الاوروبي.