أخبار

السرايا في غزة هل تتحول من مقر قيادة الامن الى سوق تجاري

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

غزة: بدا شبان فلسطينيون باقامة مئات البسطات على ارض "السرايا" وسط مدينة غزة التي دمرها القصف الجوي الاسرائيلي عدة مرات، بعد ان كانت مقرا ورمزا لقيادة اجهزة الامن وسجنا مركزيا منذ الربع الاول في القرن الماضي.
وعلى وقع ضجيج اصوات ابواق السيارات كانت جرافتان تسويان الارض الترابية وتزيلان بقايا المباني المدمرة في المقر حيث عمل شبان يحملون شهادات عالية على نصب اعمدة الخيام المغطاة بقماش ازرق اللون منذ صباح الثلاثاء.

وارتبط اسم السرايا باذهان الغزيين كرمز للحاكم وقيادة قطاع غزة منذ عشرات السنين.
وعلى واجهة بناية مقابلة للسرايا وضعت يافطة كتب عليها "مهرجان الخيمة للتسوق" الذي تشرف عليه مؤسسة "كرز" التجارية بالتعاون مع وزارة الاشغال العامة والاسكان.

ويهدف المشروع الى تشغيل الشباب الخريجين وتوفير اماكن تجارية مؤقتة لأصحاب المحلات التجارية التي دمرها الجيش الاسرائيلي في الحرب نهاية 2008 وفق محمد زيادة مدير المؤسسة.
ويضيف زيادة لفرانس برس ان المشروع يضم "350 خيمة (مظلة) تجارية لبيع الملبوسات والاحذية ومستلزمات عيد الاضحى وبرامج معلوماتية والكترونيات وكذلك مطاعم وكافتيريات.

وفي اطار تشجيع الناس يضم المشروع مدينة العاب ترفيهية صغيرة للاطفال مقابل رسوم رمزية.
ويسعى المشروع لتوفير 700 فرصة عمل مؤقتة خصوصا "للخريجين الذين يعدون بالالاف" في القطاع. وتابع "نريد المساهمة بالقضاء على البطالة التي تدفع الشباب للتفكير في السفر للخارج للبحث عن العمل".

ويقول امجد (25 عاما) الذي سجل اسمه في المؤسسة للعمل "حصلت على بكالورويس في الهندسة قبل عامين ولم اجد وظيفة، لكنني مستعد للعمل حتى في البيع على بسطة لاعيش واكون اسرة كباقي الناس، بدلا من السفر للدول العربية للعمل".
وتشاطره الرأي سناء (22 عاما) وهي حاصلة على دبلوم حاسوب وتأمل ان تجد فرصة عمل.

ويعمل مع زيادة فريق من 20 شخصا اضافة الى 65 متطوعا ويعكف على انشاء "سوق ليلي" في غزة يكون عماده من الخريجين الباحثين عن فرص عمل يخدم خصوصا فئة موظفي الحكومة لكن الدعم المالي يبقى "العقبة الاكبر" كما يقول زيادة.
ويبلغ عدد موظفي حكومة حماس اكثر من 30 ألفا بينما موظفو السلطة الفلسطينية حوالي 75 ألفا في قطاع غزة الذي يزيد عدد سكانه عن مليون ونصف المليون نسمة.

وسيفتتح مشروع سوق الخيام مساء الخميس حيث يستمر حتى حلول عيد الاضحى المتوقع في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر.
ويخشى اصحاب المحال التجارية في منطقة الرمال وهي ارقى مناطق القطاع من تأثير سلبي لهذا السوق الذي يقام في نفس المنطقة سيما انهم يدفعون اجورا مرتفعة مقارنة باجور هذه البسطات.

ويقول محمد سكيك الذي يعمل في محل للاحذية "المشكلة ان السوق المؤقت ممكن ان يتحول لدائم في ظل الوضع الصعب وهو ما يؤثر على اصحاب المحلات".
لكن زيادة بدد هذه المخاوف بقوله ان الاتفاق مع وزارة الاشغال يقضي بان السوق "مؤقت".

ودعا زيادة المستثمرين العرب والفلسطينيين للاستثمار بمشروعات انتاجية في غزة.
وكانت الحكومة المقالة قررت مطلع الصيف الماضي ازالة ركام البنايات المدمرة في مقر مجمع السرايا للاستفادة منه، وكلفت وزارتي الاشغال العامة والاقتصاد الوطني للتنسيق مع مستثمرين لتنفيذ مشروع مركز تجاري كبير.

وفي حزيران/يونيو الماضي قررت وزارة الاشغال العامة في الحكومة المقالة انشاء مركز تجاري هو الاكبر من نوعه في قطاع غزة على ارض السرايا.
واعلن وزير الاشغال العامة والاسكان في حكومة اسماعيل هنية حينها انتهاء وزارته من اعداد الدراسات الاولية لاقامة مركز "السرايا التجاري الثقافي الحضاري الترفيهي" في غزة.

لكن يبدو ان تأخير تنفيذ المشروع الضخم شجع مؤسسة "كرز" المحلية الشبابية للاستفادة من ارض السرايا لاقامة مشروعها المؤقت.

ويقول حسام احمد المسؤول الاعلامي في مؤسسة كرز ان هذ المشروع "المؤقت" يهدف الى "دعم المبادرات الشبابية وايجاد فرص عمل للعاطلين".
وسيدفع كل مستفيد مبلغ 1000 شيكل مقابل استئجار خيمة التسوق ذات التسعة امتار مربعة.

ويتمنى عبد الكريم ابو مرعي (45 عاما) وهو سائق سيارة اجرة ان يتحول مقر السرايا الى "متحف لانه شاهد على عذاباتنا في سجنه ايام الاحتلال".
وكان مقر السرايا الذي انشئ في 1929 بغزة سجنا ابان الانتداب البريطاني، ثم مقرا للادارة المصرية ثم مقرا وسجنا للجيش الاسرائيلي، لكن منذ انشاء السلطة الفلسطينية عام 1994 شكل مجمعا لقيادة اجهزة امنها قبل ان تحوله حكومة حماس مركزا للامن بعد سيطرة الحركة على القطاع منتصف صيف 2007.

وتعرض المقر الذي يطل على اربعة احياء في المدينة للقصف الجوي الاسرائيلي عدة مرات اسفرت عن تدمير غالبية مبانيه بما في ذلك السجن المركزي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف