محللون يرون أن تصعيد أوباما تجاه طهران مجرد حملة انتخابية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لميس فرحات: بعد أشهر قليلة، تنتهي السنة الثانية من حكم الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي يجد نفسه وحزبه أمام استحقاق كبير في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، موعد أول انتخابات تشريعية في عهده.
وفيما تتنوّع التوقعات بشأن النتيجة، يشير عدد من المحللين إلى أن اوباما يعتمد على نجاحاته في السياسة الخارجية، وتحديداً تكثيف الخطاب السياسية للحصول على تأييد شعبي قبل انتخابات عام 2012.
في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ "فورين بوليسي" إلى أن الرئيس أوباما يعتمد خطاباً قاسياً وغير مسبوق تجاه إيران، في أعقاب اتهام طهران بالتورّط في مؤامرة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، مشيرة إلى أن هذا الواقع يتناقض مع الدعوة التي وجّهها عند توليه منصبه، والتي تهدف إلى الحوار مع خصوم أميركا.
وأشار عدد من المحللين السياسيين إلى أن أوباما بات يعتمد على خطاباته في مجال السياسة الخارجية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، على الرغم من أن هذا الأسلوب يعتمد على الكلام، لا التنفيذ، فالرئيس الاميركي لا يسعى إلى اتخاذ تدابير أو تغييرات في هذا الصعيد، بل مجرد بروباغاندا انتخابية.
ونقلت الصحيفة عن دوغلاس فويل، خبير في مجال التفاعل بين السياسة الداخلية والشؤون الخارجية في جامعة ويسليان في ميدلتاون قوله إن أوباما سيركّز على اللهجة الصارمة تجاه إيران، ومن المؤكد أنه سيتحدث عن نجاحه في قتل بن لادن، ويواصل تصوير نفسه بأنه قوي. لكنه أضاف: "هذا الأسلوب لا يعكس اهتمام أوباما بالسياسة الخارجية، بل مجرد محاولة لتجنب الانتقادات حول فشله على الصعيد الداخلي، لا سيما معالجة الأزمة المالية والبطالة".
ورغم أن أوباما تمكن من تحقيق بعض النجاحات على صعيد السياسة الخارجية، مثل سحب القوات الأميركية في العراق والقضاء على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، إلا أن الناخبين لا يكترثون لذلك، ويولون أهمية كبرى للقضايا الاقتصادية قبل كل شيء.
وفي حين يتوقع بعض المحللين أن تلعب الشؤون الخارجية دوراً ثانوياً في تحديد الرئيس المقبل، يبدو أن مبادرة أوباما الجريئة للسياسة الخارجية هي مجرد حملة تشتيت لصرف النظر عن الأمور المهمة، لا أكثر. وتقول دانييل بليتكا، نائب الرئيس لدراسات السياسة الخارجية والدفاع في معهد أميركان انتربرايز في واشنطن: "قد تكون لهجة أوباما أكثر صرامة في مجال السياسة الخارجية، لكن أفعاله هي أقل من ذلك بكثير".
أما تشارلز كوبشان، خبير في السياسة الخارجية في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن، فيقول: "لا أعتقد أن أوباما سيمدّ يده إلى الإيرانيين في وقت قريب وحتى العام 2012"، مشيراً إلى أنه يعتمد على لهجته الحادة تجاه طهران لكسب تأييد في الانتخابات المقبلة.
ويقول النقاد إن أوباما يعتمد صرامة الأقوال، لا الأفعال، وعلى الرغم من اللهجة القاسية، التي يخاطب بها إيران، فإنه من المستبعد في تقديرهم، أن يأخذ أي خطوات جريئة، بل على العكس، فإنه سيعود بخطواته إلى الوراء، وبحذر شديد أيضاً.
لكن صحيفة الـ "فورين بوليسي" رأت أن تركيز أوباما على السياسة الخارجية أمر غير مجد، على الرغم من أن أسلوبه هذا قد يكون فعالاً في مخاطبة شريحة لا بأس بها من الأميركيين، الذين يبدون إعجابهم بالسلوك الذي انتهجه أوباما، من خلال مهاجمة تنظيم القاعدة، أو لعب دور داعم في التدخل في ليبيا، من دون أن يؤدي ذلك إلى تكاليف في الأرواح أو المال الأميركي.
أما بالنسبة إلى مصير أوباما في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فاعتبرت الصحيفة أن استنتاج دوغلاس فويل هو الأرجح والأكثر منطقية، فالسياسة الخارجية لن تفعل الكثير في إعادة انتخاب الرئيس الأميركي، لذلك ينبغي التركيز على الأمور المعيشية، التي تطال الناخبين في حياتهم اليومية، وتحديداً الازمة الاقتصادية وتأمين فرص العمل للقضاء على البطالة.