المسؤولون يسعون إلى إنهاء حركة "فلنحتل وول ستريت" سلمياً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: بعد مرور أكثر من شهر على تدشين حركة "فلنحتل وول ستريت"، بدأ يتحدث المسؤولون صراحةً عن نقل المتظاهرين خارج مخيماتهم المنتشرة في الحدائق والساحات العامة في مختلف أنحاء البلاد.
لكن كثيرًا من الناشطين أصرّوا على موقفهم، ولم يحركوا ساكناً، في الوقت الذي تواصل فيه الحركة جذب قدر أكبر من اهتمام ومتابعة وسائل الإعلام المختلفة وتلقيها الدعم والتأييد كذلك من الدوائر الليبرالية.
وجاء ما حدث في أوكلاندأخيرًا ليطلق إشارة تحذيرية بما يمكن أن يحدث لتلك الحركة خلال المرحلة المقبلة، حيث ألقت الشرطة هناك القبض على حوالى 100 متظاهر قبل فجر يوم أمس، باستخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع ومعدات مكافحة الشغب بغية اقتحام وفضّ تلك المخيمات - وهو ما أدى إلى نشوب تظاهرة مسائية كبرى، تبعتها تهديدات بمواصلة أعمال الفوضى من جانب داعمي تلك الحركة الغاضبين.
ونقلت في الإطار عينه صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية عن قادة في مدن أخرى قولهم إنهم لا يرغبون في تكرار مثل هذا المشهد الفوضوي، لكن من غير الواضح كيف ستتمكن الشرطة في النهاية من طرد المتظاهرين الرافضين مغادرة أماكنهم.
حتى في لوس أنجلوس، حيث رحّب مسؤولو المدينة بحفاوة بالمتظاهرين، بدأت تظهر إشارات دالة على إجهاد الحركة الاحتجاجية، وتنامي مشاعر القلق إزاء ما قد يحدث مستقبلاً. ونقلت الصحيفة عن أنطونيو فيلارايغوسا، عمدة لوس أنجلوس، قوله "لا يمكن للمخيّم المقام إلى جانب قاعة المدينة أن يستمر إلى أجل غير مسمّى".
وطلب فيلارايغوسا من مسؤولي المدينة أن يضعوا خطة لإيجاد مكان آخر يمكن أن تقام فيه التظاهرات. وقالت أيضاً النائب العام في لوس أنغلوس، كارمن تروتانيش، إن الشرطة يجب أن تطبّق ذلك القانون المعمول به، والذي يمنع الناس من إقامة معسكرات في حدائق المدينة بعد العاشرة والنصف مساءً، خاصة بعدما طبقوه في أماكن أخرى.
وعلى الساحل الشرقي، حيث بدأ متظاهرو "فلنحتل وول ستريت" نشاطهم في أيلول/ سبتمبر الماضي، وانتشروا من وقتها في العديد من المدن الأخرى، أوضحت الصحيفة أن اقتراب فصل الشتاء قد يحدّ من إقامة تلك المخيمات بصورة كبيرة. أما في الجزء الغربي، فبمقدورهم من الناحية النظرية أن يستمروا على مدار السنة بكاملها.
في مقابل ذلك، قال مسؤولو شرطة لوس أنجلوس إنهم لا يمتلكون خططاً لفضّ اعتصام المتظاهرين. وقال القائد اندرو سميث: "مازلنا نعمل بأفضل كفاءة لدينا، ونحاول أن نكون متعاونين. تمتلك الشرطة خطة طوارئ لطرد المحتجين إذا اضطرت لذلك، لكن إذا خشيت الشرطة من الإقدام على أمر كهذا، فسيبذلون جهداً كبيراً لتفادي قنابل الغاز المسيلة للدموع، التي استخدمت من جانب الشرطة في أوكلاند".
وقد شارك اليوم الأربعاء عشرات المتظاهرين في اجتماع مجلس المدينة، وطلبوا من المشرّعين أن يسمحوا لهم بالبقاء. وقال متظاهر يدعى أليكس إيفيريت، 26 عاماً، إنه أتى للمشاركة في هذا الاجتماع بعدما انزعج من نداءات تطالب بفضّ التظاهرات.
وأكد أن المتظاهرين لن يرحلوا من دون حدوث معركة، وأنه قد تحدث بعض أعمال العنف، إذا تدخلت الشرطة، من أجل فضّ التظاهرات الاحتجاجية. وأوضح أن إدارة شرطة لوس أنغلوس ستتخذ مساراً أقل في المواجهة عن المسار الذي سبق أن اتخذته شرطة أوكلاند، وذلك لأهداف أو أغراض ذات صلة بالعلاقات العامة.
وفي مانهاتن السفلى، حيث بدأت حركة "فلنحتل وول ستريت"، لم يبد المتظاهرون أي تراجع في ما يتعلق بنشاطهم، حتى مع بدء برودة الطقس هناك. وقال مايكل كينك، زعيم تحالف نقابات وجماعات محلية، إنه يعتقد أن تظاهرات نيويورك ستستمر طوال فصل الشتاء، رغم أن تحمّل الطقس البارد سيكون مهمة شاقة. وفي أوكلاند، قرب الموقع، الذي شنّت فيه الشرطة هجمتها، بدا أن النشاطات، وخاصة التجارية منها، تسير بصورة طبيعية اليوم الأربعاء، ولم تقع سوى أضرار قليلة، تجسدت في تصدع نافذتين، أحدهما نتيجة إطلاق قذيفة من جانب الشرطة، وفقاً لشاهد عيان.
وفي حديقة وودروف أتلانتا في وقت مبكر من صباح اليوم، تم إلقاء القبض على 50 شخصاً، من بينهم عضو في مجلس الشيوخ. وقد احتدمت أجواء التوتر بين العمدة قاسم ريد والمتظاهرين خلال الأيام الأخيرة، بعدما ألغى العمدة حفلاً خاصًا بموسيقى الهيب هوب، لافتقاده خططًا خاصة بتحقيق الأمن والسيطرة على الجمهور.
وفي سان دييغو، حيث يمنح المتظاهرون وروداً لرجال الشرطة، تقول السلطات إن بمقدور المتظاهرين البقاء في ساحة عامة، لكن يجب أن تزال مخيماتهم وأي متعلقات أخرى خاصة بها، لأنها تسلب حق السير في الطرقات من المشاة. وفي دينفر، تسببت برودة الأجواء المناخية هناك في تقليص أعداد المتظاهرين.