أخبار

انتصار الحملة الاطلسية يوفر دليلا اضافيا على اهمية القوة الجوية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: يؤكد انصار الضربات الجوية الاميركية على انتصار حملة حلف شمال الاطلسي في ليبيا كدليل اضافي على اهمية دعم الطيران للابقاء على التفوق العسكري للولايات المتحدة.
فمع تكلفته المتواضعة ومدته المحدودة نسبيا وفر النزاع الليبي مشهدا متباينا مع الحروب الباهظة الكلفة والطويلة والتي تثير اعمالا انتقامية للمتمردين مثل تلك التي تخوضها الولايات المتحدة في افغانستان او في العراق منذ عقد من الزمن.

واوضح ستيفن بيدل من مركز الابحاث بمجلس العلاقات الخارجية "ان اللجوء الاخير للضربات الجوية يعتبر بنظر الراي العام خاليا من اي عيوب"، "في حين ان النزاعات التي تجري على الارض هي عموما مكلفة وبطيئة و(تؤدي الى سقوط) العديد من الضحايا حتى عندما تنتهي بانتصار".
وفي الوقت الذي تتجه فيه الانظار الى ميزانية الدفاع الاميركية، تضع "القوة الجوية" ودعاماتها -- في المرتبة الاولى الصناعات الجوية -- الحملة الليبية في الواجهة فيما تتم الدعوة الى استثمارات كبيرة في مجال الطائرات المطاردة والقاذفة والطائرات بدون طيار.

فقد اشار ديفيد ديبتولا الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الى ان طائرات الحلفاء في حلف شمال الاطلسي قضت على الدفاعات الجوية الليبية ومكنت من فرض منطقة حظر جوي وشلت طائرات معمر القذافي على الارض كما شلت الدبابات والاسلحة الثقيلة للجيش ومن ثم سمحت لقوات المتمردين باسقاط النظام.
واضاف "بعبارات اخرى فان القوة الجوية الحديثة سمحت بالقضاء على الجيش الليبي لتوفر بذلك للمتمردين الذين يفتقرون للتجهيز الجيد والتنظيم امكانية التغلب على الجيش الموالي" للقذافي.

وراى ان على الولايات المتحدة ان تراهن على "الجو" للاحتفاظ بتفوقها العسكري باعتباره يمثل "دعامة" استراتيجية وطنية في مجال الامن.
ويذهب قرار الرئيس باراك اوباما نشر مزيد من القدرات العسكرية في منطقة آسيا والمحيط الهادىء ايضا في منحى تعزيز القوة الجوية القادرة على تغطية مسافات شاسعة.

ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية تتطور التكنولوجيات والاستراتيجية العسكرية في اتجاه تعزيز القوة الجوية فيما تبدو فكرة بناء فرق كاملة للمدرعات للعمل على ساحات حرب واسعة اقل اهمية.
ويقول الخبير ستيفن بيدل "لماذا نجهد مع فكرة انه سيتوجب خوض مبارزات للمصفحات على خط من ثلاثة كيلومترات، بينما الطائرات ستقضي عليها (من الجو) في ساحة حرب مكشوفة".

كما وفرت الحملة الليبية دعما لمؤيدي العمليات التي تعتمد على قوات خاصة وتتحرك بالتعاون مع مقاتلين محليين بمؤازرة قوات جوية بهدف تحقيق هدف سريع دون التورط في حرب برية.
وقد عزز النزاع الليبي "الفكرة السائدة اصلا بعد (حرب) العراق بأن القوات على الارض والتدخلات طويلة الامد لاعادة بناء امة" باتت تنتمي الى الماضي، على ما يقول بيتر سينغر الخبير في مؤسسة بروكينغز.

لكن محللين يشددون على ضرورة عدم اهمال ما يسمونه ب"النموذج الافغاني" مشيرين بذلك الى العمليات الاساسية التي سمحت بالاطاحة بطالبان في 2001 مع ضربات جوية، مشيرين ايضا الى عدم امكان توفير ضمانات مع الافتقار الى العدد الكافي من القوات على الارض.
فقد اظهر النزاع الافغاني ان ارسال تعزيزات على الارض كانت ضرورية في مرحلة ثانية بعد سقوط النظام.

الى ذلك يؤكد مسؤولو الجيش القلقون من اقتطاعات في الميزانية الدفاعية ان اي بلد بحاجة لوجود كبير من القوات على الارض لتحقيق الانتصار في معظم الحروب المعاصرة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف