الفصائل الفلسطينية توافق على تثبيت التهدئة مع اسرائيل

بعد تبادل للهجمات ووقوع تسعة قتلى في صفوف سرايا القدس وقتيل إسرائيلي وافقت الفصائل الفلسطينية على تهدئة جديدة.

رفح: اعلن مسؤول فلسطيني فجر الاحد ان اتصالات مصرية مكثفة افضت الى توافق بين الفصائل الفلسطينية على تثبيت تهدئة متبادلة مع اسرائيل اعتبارا من الساعة السادسة من صباح الاحد (04,00 تغ).

واكد المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه ان "جهودا واتصالات مكثفة اجراها مسؤولون كبار من المخابرات المصرية ادت الى التوافق الوطني من اجل تثبيت التهدئة المتبادلة والمتزامنة وتفويت الفرصة على الاحتلال".

بدوره اكد لفرانس برس مسؤول في فصيل فلسطيني فضل عدم ذكر اسمه ايضا ان الفصائل "جددت التأكيد على التنسيق بينها في اي رد على جرائم الاحتلال وستدخل التهدئة الميدانية الجديدة والمتبادلة في تمام الساعة السادسة صباح الاحد (04,00 تغ)".

وشهدت الحدود بين قطاع غزة واسرائيل تصعيدا مفاجئا السبت اثر مقتل خمسة ناشطين فلسطينيين من سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، في غارة جوية اسرائيلية تلتها غارات اخرى اوقعت احداها اربعة قتلى آخرين جميعهم من السرايا التي ردت بهجمات صاروخية اسفرت عن مقتل اسرائيلي.

وذكر شهود عيان ان الطيران الحربي الاسرائيلي شن غارة جديدة فجر الاحد على منطقة حي الزيتون في شرق مدينة غزة من دون ان يسجل وقوع اصابات.

واكد الشهود ان الغارة استهدفت مجموعة مقاتلين كانت على ما يبدو تطلق صواريخ على جنوب اسرائيل.

واضاف الشهود ان الغارة الحقت اضرارا في موقع تابع لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس تم اخلاؤه من عناصره بسبب التصعيد، اضافة الى اضرار في عدد من المنازل في المنطقة ذاتها.

وقتل تسعة من ناشطي سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، بينهم قائد ميداني، في غارتين جويتين اسرائيليتين السبت على رفح بجنوب قطاع غزة، فيما ردت السرايا باطلاق صواريخ غراد على جنوب اسرائيل ما اسفر عن قتيل وجريحين، بحسب الشرطة الاسرائيلية.

وهي اعنف مواجهات منذ عودة التهدئة الميدانية غير المعلنة بين اسرائيل والفصائل المسلحة في غزة اواخر آب/اغسطس. وقد اندلعت المواجهات اثر غارة جوية اسرائيلية على رفح اسفرت عن مقتل خمسة من عناصر سرايا القدس، احدهم قائد ميداني، تلتها مساء غارة ثانية اوقعت اربعة قتلى من الحركة نفسها التي ردت باطلاق وابل من الصواريخ على جنوب اسرائيل.

وحتى مساء السبت بلغ عدد الصواريخ التي سقطت في جنوب اسرائيل انطلاقا من قطاع غزة 21 صاروخا بحسب الشرطة، وقد اعلنت اسرائيل حالة "الانذار الاحمر" في المنطقة.

وافادت الشرطة الاسرائيلية ان الصواريخ الفلسطينية ادت الى مقتل شخص واصابة اثنين آخرين بجروح طفيفة فضلا عن اصابة عدد من السكان بحالات صدمة وهلع تلقوا اثرها المتابعة الطبية اللازمة.

وحذر منسق الامم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط روبرت سيري في بيان من خطورة "التصعيد الاخير للعنف"، مضيفا "ندعو بالحاح الى الهدوء والى وقف العنف وحمام الدم".

واكدت سرايا القدس مقتل خمسة من مقاتليها احدهم قائد ميداني في الغارة الاسرائيلية الاولى.

ونقلت جثامين القتلى الخمسة "ممزقة" الى جانب ثلاثة جرحى "بحالة خطرة" الى مستشفى "ابو يوسف النجار" في رفح، وفق ادهم ابو سلمية المتحدث باسم الاسعاف والطوارىء.

وقال ابو احمد المتحدث باسم سرايا القدس ان القتلى هم "القائد احمد الشيخ خليل مسؤول وحدة الهندسة والتصنيع في سرايا القدس في قطاع غزة ومحمد عصفور وعبد الكريم شبات وهما من خان يونس وباسم ابو العطا وحسن الخضري وكلاهما من غزة، وجميعهم اعضاء في وحدة التصنيع والهندسة".

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس اكد متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان القوات الجوية الاسرائيلية استهدفت في غارة جوية "مجموعة من الارهابيين كانوا يستعدون لاطلاق صواريخ" وان الغارة "هدفت لمنع الهجوم".

واكد الناطق باسم سرايا القدس ابو احمد ان الشيخ خليل "قائد من الطراز الاول في سرايا القدس وهو شقيق ثلاثة شهداء قادة".

ومساء شن سلاح الجو الاسرائيلي غارة ثانية على رفح سقط فيها اربعة مقاتلين جميعهم من سرايا القدس.

وقال المتحدث باسم الاسعاف والطوارئ في غزة ان "شهيدين هما سامي ابو سبت وسليمان ابو فاطمة سقطا في الغارة الجوية على رفح ونقلا الى مستشفى ابو يوسف النجار برفح"، مشيرا الى ان جثة احد القتيلين وصلت للمستشفى "ممزقة".

واعلنت سرايا القدس ان القتيلين من عناصرها، مؤكدة انهما "استشهدا وهما يطلقان صواريخ" على مناطق اسرائيلية.

ولاحقا اعلن ابو سلمية العثور على جثتين اخريين في موقع الغارة الثانية هما "جثتا سهيل جندية ومرضي حجاج". واكدت سرايا القدس ان القتيلين هم ايضا من عناصرها.

واكد شهود عيان ان طائرة اسرائيلية اطلقت "صاروخا واحدا" على مجموعة من مقاتلي سرايا القدس بينما كانوا يطلقون صواريخ تجاه المناطق الاسرائيلية.

من جهة ثانية نجت مجموعة من مسلحي "كتائب المجاهدين" القريبة من حركة فتح بعد استهدافها بصاروخ اطلقته طائرة اسرائيلية شرق مدينة غزة، كما اعلنت الكتائب في بيان.

واضافت "كتائب المجاهدين" انها اطلقت صاروخا واحدا من نوع "غراد" على بلدة سديروت في جنوب اسرائيل.

كما نفذ الطيران الاسرائيلي غارتين على بلدتي وادي السلقا والقرارة في خان يونس في جنوب القطاع ما ادى الى اصابة احد مقاتلي سرايا القدس الذي كان على دراجته النارية عندما استهدف بصاروخ، وفقا لشهود عيان.

وردا على مقتل عناصرها اطلقت سرايا القدس عددا من صواريخ "غراد" على جنوب اسرائيل.

وقالت سرايا القدس في بيان حصلت فرانس برس على نسخة منه انها قصفت "اهدافا صهيونية بخمسة صواريخ غراد على مدن العدو اسدود (جنوب) وغان يفنه ولخيش".

وفي بيان ثان، اكدت سرايا القدس انها اطلقت اربعة صواريخ اخرى على منطقتي اشدود واوفاكيم في جنوب اسرائيل "واصابت مبنى من تسعة طوابق مع وقوع اصابات"، فضلا عن قيامها ب"قصف معبر كرم ابو سالم (كيرم شالوم) بقذيفتي هاون".

وبث الموقع الالكتروني للسرايا شريط فيديو يظهر اطلاق خمسة صواريخ "غراد" من على مركبة. وكتب على الشريط "فيديو يعرض لاول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية (...) قصف اهداف صهيونية بخمسة صواريخ غراد".

وكان ابو احمد توعد بان "الرد قادم خلال ساعات او ايام قليلة على هذه الجريمة الكبيرة".

من جهتها، اعلنت كتائب ابو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية في بيان انها اطلقت ثلاثة صواريخ "غراد" على منطقة اوفاكيم.

وقالت كتائب "المقاومة الوطنية" الجناح العسكري للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين انها اطلقت صاروخا واحدا على معبر كرم ابو سالم.

بدورها، توعدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية حماس بالرد.

واعتبر ابو احمد ان استهداف مجموعة من مقاتلي الجهاد "جريمة كبرى يحاول العدو من خلالها خرق التهدئة وخلط الاوراق للتملص من تنفيذ الشق الثاني من صفقة تبادل الاسرى".

واعتبر محمد الهندي القيادي البارز في حركة الجهاد الاسلامي ان توقيت الغارة "مرتبط" بعملية الافراج عن الاسرى المحررين "في رسالة يريد الكيان ايصالها" للشعب الفلسطيني بان "وقت الفرح لن يستمر طويلا".

وافرجت اسرائيل عن 477 اسيرا فلسطينيا بينهم 27 امراة مقابل الجندي جلعاد شاليط في المرحلة الاولة لصفقة تبادل مع حركة حماس بوساطة مصرية، لكن المرحلة الثانية والنهائية للصفقة تقضي بان تطلق اسرائيل سراح 550 اسيرا من سجونها.

وكان الطيران الاسرائيلي قصف مواقع عدة في قطاع غزة فجر الخميس الماضي ردا على اطلاق صواريخ من القطاع.

ويشهد قطاع غزة منذ اشهر عدة تهدئة ميدانية غير معلنة بين حماس والفصائل الفلسطينية من جهة واسرائيل من جهة اخرى، لكن توترا يشوب القطاع بين الحين والاخر.