واشنطن تهدد بقطع تمويل أي منظمة تقبل بعضوية فلسطين

أكدت الولايات المتحدة قطع التمويل عن أية منظمة دولية أخرىإذا سلكت طريق (يونيسكو) وقبلت عضوية فلسطين، فيما طالبت الجامعة العربية إنصاف الفلسطينيين.

واشنطن، القاهرة: أكدت الولايات المتحدة اليوم استعدادها قطع التمويل عن أية منظمة دولية أخرى في حال سلكت طريق (يونيسكو) وقبلت عضوية فلسطين.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند في مؤتمر صحافي "موقفنا حول هذا الأمر لم يتغير .. نعتقد انها كانت الخطوة الخطأ في التوقيت الخطأ ولقد أوضحنا وجهة النظر هذه".

وأضافت "نحن نعارض مواصلة هذه الجهود في منظمات دولية أخرى ونحن مستعدون لاتخاذ الموقف نفسه اذا حصل في أماكن أخرى".

وشرحت نولاند ان قرار قطع المساهمة الأمريكية في تمويل منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) والتي تبلغ 60 مليون دولار اتخذ "لان لدينا تشريعا ينص على ذلك .. والقوانين الأمريكية صريحة فيما يتعلق بمحاولة دولة الحصول على عضوية بهذه الطريقة .. وكنا واضحين تماما قبل حدوثه".

وأشارت الى أنه "في الوقت ذاته نعتقد ان الدعم الأمني الذي توفره الولايات المتحدة الى السلطة الفلسطينية يدعم السلام ويزيد قوة السلطات المحلية لتوفير الأمن لشعبها وهذا أمر مهم للغاية".

مصر:عضوية فلسطين باليونسكو تؤكد التأييد لعضويتها بالامم المتحدة

أكد المجلس المصري للشؤون الخارجية أن قرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) منح الفلسطينيين عضوية كاملة بها يعكس تأييد المجتمع الدولي كله لعضوية فلسطين بالامم المتحدة.

وأشار المجلس في بيان نشرته وكالة انباء الشرق الاوسط الى ان التأييد الواسع الذي لقيه هذا القرار يعد مؤشرا على التأييد المتوقع لعضوية فلسطين في منظمة الأمم المتحدة.

واوضح المجلس في بيان أن قرار اليونسكو جاء رغم التهديدات الأميركية والاسرائيلية بوقف المساعدات لهذه المنظمة كما عكس تأييد المجتمع الدولي للحق الفلسطيني في دولة مستقلة.

وحيا المجلس الدول التي تبنت الطلب الفلسطيني ووقوفها الى جانب قيم العدالة والانصاف كما أعرب عن الأسف للموقف الأميركي الذي يأتي منافيا لما هو متوقع من موقف منصف يتسق مع ما ينادي به من حقوق الإنسان وتأييد لمفهوم الدولتين.

وأعرب المجلس عن ثقته في أن الدبلوماسية الفلسطينية سوف تستخدم العضوية في اليونسكو للدفاع عن التراث التاريخي وهوية المقدسات الدينية في القدس ودور المنظمة في الحفاظ على الهوية الأصيلة لهذه المقدسات ضد الانتهاكات الاسرائيلية.

كندا لن تزيد مساهمتها في اليونيسكو

واعلن وزير الخارجية الكندي جون بيرد الثلاثاء ان بلاده لن تزيد مساهمتها في اليونيسكو لتعويض النقص الناجم عن قرار الولايات المتحدة التوقف عن دفع مستحقاتها لهذه المنظمة الدولية بسبب انضمام فلسطين اليها دولة كامل العضوية.

وقال بيرد في بيان ان "كندا لن تزيد في اي حال من الاحوال مساهمتها المالية لسد اي عجز في الموازنة قد ينجم عن هذا القرار. ان الدول التي صوتت لصالح طلب انضمام السلطة الفلسطينية كان يتوجب عليها ان تعرف ما ستكون عليه التبعات المالية المحتملة لهذا القرار".

واضاف ان اوتاوا ستبقي مساهمتها المالية في منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) على حالها عند 10 ملايين دولار، ولكن "ليس لديها في الوقت الراهن اية مشاريع جديدة لتمويل برامج لليونيسكو".

وحقق الفلسطينيون الاثنين في باريس انتصارا دبلوماسيا كبيرا بحصولهم على العضوية الكاملة في اليونيسكو التي تعد من ابرز منظمات الامم المتحدة.

وقررت اليونيسكو قبول فلسطين عضوا كامل العضوية بتأييد 107 دول ومعارضة 14 بلدا وامتناع 52 عن التصويت.

ولم تنتظر الولايات المتحدة طويلا الاثنين لمعاقبة اليونيسكو على قرارها، فاعلنت التعليق الفوري لتمويلها لهذه المنظمة التابعة للامم المتحدة.

واكدت ادارة الرئيس باراك اوباما انها ملتزمة بقانونين اقرهما الكونغرس في 1990 و1994، يحظران تمويل اي وكالة تابعة للامم المتحدة تمنح فلسطين العضوية الكاملة ما لم يتم التوصل الى اتفاق سلام في الشرق الاوسط.

الجامعة تطالب بانصاف الشعب الفلسطيني

حملت الجامعة العربية المجتمع الدولي وبخاصة بريطانيا مسؤوليات أخلاقية وأدبية وقانونية تتمثل في العمل على انصاف الشعب الفلسطيني وتمكينه من اقامة دولته المستقلة والعمل على أن تكون فلسطين العضو 194 في الأمم المتحدة.

واكدت الجامعة العربية في بيان اصدره قطاع فلسطين والأراضي المحتلة بمناسبة ذكرى (وعد بلفور) اليوم أنه بات مطلوبا أكثر من أي وقت مضى وقفة دولية جادة تدعم حق تقرير مصير الشعب الفلسطيني وتؤدي الى رفع الظلم التاريخي الذي تعرضت له نتيجة وعد بلفور واستمرار الاحتلال الاسرائيلي.

وذكر البيان ان هذا الوعد المشؤوم كان سببا رئيسا لنكبة فلسطين عام 1948 وشكل بداية لمأساة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ عقود طويلة وانه يمثل جريمة وخطيئة سياسية كبرى أدت الى تشريد الشعب الفلسطيني وسرقة ارضه وتسبب بحروب وصراعات كبيرة وما زالت مستمرة في المنطقة.

وأضاف أن هذه الذكرى تأتي والاحتلال الاسرائيلي لايزال يغتصب الأرض الفلسطينية ويمارس انتهاكاته الصارخة من مصادرة الاراضي وتقطيع أوصال القرى والمدن الفلسطينية واقامة المستعمرات وتنفيذ عمليات هدم المنازل وانتهاكات كبيرة بحق المقدسات الاسلامية والمسيحية وتهويد للقدس وممارسة التمييز العنصرى وكل ذلك وسط صمت دولي مريب.

وطالب البيان المجتمع الدولي بالتحرك لالزام اسرائيل بالانسحاب من الأراضي المحتلة وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة واحترام حقوق اللاجئين الفلسطينيين وحل قضيتهم وفق ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

يذكر ان وعد بلفور (الشهير بوعد من لايملك لمن لا يستحق) أصدره وزير خارجية بريطانيا آرثر بلفور في الثاني من نوفمبر عام 1917 فى رسالة الى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها الى تأييد الحكومة البريطانية لانشاء وطن قومي لليهود في فلسطين باعتبارها حسب المقولة الصهيونية "أرض بلا شعب تمنح لشعب بلا أرض".