تركيا تمارس ضغطاً متزايداً على الأسد

في سياق توتّر العلاقات الحاصل بين سوريا وتركيا أكّد أحمد داوود أوغلو أنبلاده لن تصمت أمام ما يحدث في سوريا.

أبدت تركيا بوادر موافقة على إقامة منطقة عازلة لحماية المدنيين في سوريا، في حال استمرت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بحملتها العنيفة لقمع الاحتجاجات الديموقراطية، الأمر الذي يشير إلى تصاعد حدة التوتر بين الدولتين اللتين كانت تربطهما علاقات استراتيجية وثيقة.

في المقابل، نفى مسؤولون أتراك هذه المعلومات مشيرين إلى أن تركيا لا تخطط لفرض منطقة عازلة في سوريا، في حين قال الامين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) اندرس فوغ راسموسن إنه من المستبعد إقامة منطقة حظر الطيران هذا الأسبوع.

وفي حديث مع صحيفة الـ "فاينانشال تايمز"، قال وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو إن بلاده "تستعد لفرض عقوبات على سوريا، وتركت الباب مفتوحاً أمام اتخاذ خطوات أكثر قسوة في وقت لاحق مثل اقامة منطقة عازلة أو منطقة حظر الطيران".

واعتبر أوغلو أن "النظام السوري يهاجم الشعب السوري وهذا أمر غير مقبول، وعندما نرى مثل هذا الحدث يقع في دولة مجاورة لنا لن نصمت أبداً".

وفي حين أكد أن تركيا لطالما كانت ضد العقوبات والعقوبات الإقتصادية التي تضر بالناس، اعتبر أن بعض التدابير التي يتم اتخاذها تهدف إلى التأثير على نظام يحارب شعبه بكافة الطرق. نافياً أن تكون انقرة سمحت لمسلحين سوريين بالعمل من أراضيها.

ورداً على سؤال حول موقف بلاده بشأن اقامة منطقة عازلة أو منطقة حظر الطيران، أمل وزير الخارجية التركي "بأن لا تكون هناك حاجة لمثل هذا النوع من التدابير، غير أن المسائل الإنسانية هامة بالطبع، وهناك قيم عالمية يتعين علينا جميعاً احترامها، كما أن حماية المواطنين هي مسؤولية كل دولة".

وأشارت الصحيفة إلى أن أوغلو رفض تحذير الرئيس السوري بشار الأسد من أن "أي تدخل غربي في سوريا سيحوّلها إلى افغانستان جديدة"، لافتاً إلى أن "مقارنة سوريا بافغانستان تعني القبول ضمناً بأنها دولة فاشلة، وهذا غير صحيح".

وأشار إلى أن "الاحتجاجات مستمرة في سوريا، والمهم هو كيف يمكن لقادة هذه الدولة التصرف، والمقياس الصحيح هو ما حدث في أوروبا الشرقية أواخر الثمانينات ومطلع التسعينات"، محذراً الرئيس الأسد من "أن القادة الذين لا يفهمون هذا المقياس سيفقدون السلطة".

واعتبرت الـ "فاينانشال تايمز" تصريحات أوغلو إشارة إلى الضغط المتزايد الذي تمارسه تركيا على سوريا لوقف الحملة العنيفة ضد المحتجين، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ترحب بهذا النوع من الضغوط، التي لا تهدف فقط إلى وقف القمع بل أيضاً إلى تنحي الأسد عن السلطة.