إجراءات أمنيّة مكثفة لحماية زعماء العالم في قمة العشرين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كان: تبدأ الخميس في كان قمة مجموعة العشرين للدول المتقدمة والصاعدة، وسط تطورات متسارعة في اليونان تهدد صفقة الانقاذ الاوروبية. وتلقي ازمة الديون الاوروبية بظلال كثيفة على القمة.
وبما أن أزمة اليونان، منذ بدأت قبل اشهر، تميزت بأعمال احتجاج عنيفة في اثينا وغيرها، تلتها مظاهرات واضرابات في دول اوروبية اخرى تعاني من ازمة الديون، فقد أصبحت مشاكل الاقتصاد مثار تحسب أمني.
ومع احتجاجات "احتلوا" على جشع الشركات المالية وسياسات الحكومات التقشفية، من وول ستريت إلى سيتي أو لندن، لم يرد الفرنسيون أن تتحول كان إلى ساحة احتجاج مماثلة. لذا حشدت فرنسا، التي تترأس الدورة الحالية لمجموعة العشرين، امكانيات أمنية هائلة لتأمين القمة والحيلولة دون وصول أي متظاهرين إلى منتجع كان.
ونشرت الشرطة الفرنسية حوالى 12 الفا من قواتها في كان ومحيطها فيما لم يصل عدد المحتجين على قمة العشرين في نيس قبل يومين عن نصف عدد قوات الشرطة إلا قليلا. وعلى مدى يومي القمة لا يسمح حتى للعاملين في كان ويقيمون خارجها بالذهاب إلى عملهم إلا بتصريح أمني.
ولا تضم مجموعة العشرين من الدول العربية سوى السعودية ضمن دول الاقتصادات الصاعدة والامارات التي دعيت كضيف شرف. والدولتان ممثلتان بوزير المالية السعودي ووزير الخارجية الإماراتي.
ورغم تعدد موضوعات القمة من إصلاح النظام المالي العالمي الى دفع عجلة التنمية في العالم وقضايا الأمن الغذائي والبيئة، إلا أن أزمة ديون أوروبا ستكون المهيمن عليها. وربما حتى تراجعت قضايا أمنية وسياسية لصالح التركيز على الأزمة الاقتصادية التي تهدد العالم كله وليست أوروبا وحدها.
الربيع العربي ومجموعة العشرين
وسيسعى قادة مجموعة العشرين على هامش مباحثاتهم لتقريب مواقفهم بشان المواضيع الدبلوماسية الكبرى الخلافية بينهم وفي طليعتها طلب انضمام فلسطين الى الامم المتحدة والربيع العربي. وبدلت ثورات الربيع العربي كليا المشهد الدولي منذ قمة مجموعة العشرين في سيول قبل سنة، واثار النزاع الليبي والحركة الاحتجاجية في سوريا شقاقا بين الغربيين والدول الناشئة.
تعثر عملية السلام في الشرق الاوسط:
يبحث مجلس الأمن في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الطلب التاريخي لانضمام فلسطين الى الامم المتحدة الذي قدمه الفلسطينيون في 23 ايلول/سبتمبر في نيويورك، وينتظره فيتو اميركي في حال طرحه للتصويت اذ تعتبر الولايات المتحدة الحليفة الكبرى لاسرائيل ان هذا الطلب يهدد باخراج عملية السلام عن سكتها.
وفي 23 ايلول/سبتمبر اعلنت ايضا اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والامم المتحدة) عن خطة لتحريك المفاوضات. والتقى موفدوها الاربعاء في القدس ممثلين فلسطينيين واسرائيليين على حدة.
ويطالب الفلسطينيون كشرط مسبق لاي حوار بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وبعد اربعة ايام على كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس امام الامم المتحدة، اعطت اسرائيل الضوء الاخضر لبناء 1100 وحدة سكينة استيطانية جديدة في القدس الشرقية.
وتعتبر فرنسا ان اللجنة الرباعية فشلت وانه ينبغي اشراك اعضاء مجلس الأمن والدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي التي يمكن ان تكون فاعلة في الحض على استئناف الحوار، في عملية السلام.
القمع في سوريا:
ويقف مجلس الأمن مشلولا حيال الاضطرابات في سوريا حيث اوقعت عمليات قمع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد اكثر من ثلاثة الاف قتيل بحسب الامم المتحدة. وتمنع روسيا والصين وهما من الاعضاء الدائمين في مجلس الأمن، تبني اي قرار يدين النظام.
وفرض البلدان الفيتو في مطلع تشرين الاول/اكتوبر على مشروع قرار غربي نص على "اجراءات هادفة" بحق القادة السوريين. كما تصطدم فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بتحفظات الدول الناشئة (جنوب افريقيا والهند والبرازيل) غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن. وجميع هذه الدول اعضاء في مجموعة العشرين.
الثورات العربية التي اسقطت انظمة متسلطة:
وتسعى الدول الغربية لمواكبة تونس التي نظمت مؤخرا اولى انتخاباتها، ومصر التي تستعد لخوض انتخابات في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، وليبيا بعد اطاحة معمر القذافي وقتله في 20 تشرين الاول/اكتوبر، في عملية الانتقال الديموقراطية.
وجاءت نتائج الانتخابات التونسية التي حقق فيها حزب النهضة فوزا كاسحا، لتؤكد مدى نفوذ التيار الاسلامي في هذه الدول.
ووضعت مجموعة الثماني خطة شراكة مع هذه الدول الثلاث كما مع المغرب والاردن. ويتحتم على مجموعة العشرين ان تحدد "نهجا منسقا" للمساهمة في التنمية الاقتصادية السريعة في المنطقة، مع ضم الدول الناشئة جهودها الى جهود الدول العربية الغنية والغربيين، على ما اوضح خبراء مركز نيكولاس بيرغروين للابحاث.
البرنامج النووي الايراني:
وتعود اخر مفاوضات بين مجموعة "خمسة زائد واحد" (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا) وايران الى كانون الثاني/يناير 2011 في اسطنبول، وقد آلت الى فشل. وابدت ايران استعدادها لاستئناف المفاوضات لكن من غير المرجح ان يتم ذلك في وقت قريب.
وقد تشكل قمة مجموعة العشرين في كان فرصة للاطراف الرئيسيين لتعديل مواقفهم قبل صدور التقرير المقبل للوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال تشرين الثاني/نوفمبر والذي يتوقع ان يتضمن معلومات محددة تؤكد الطابع العسكري للبرنامج النووي الايراني.