أخبار

المرزوقي يخشى من خيبة أمل للشعب التونسي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تونس: وصف زعيم حزب المؤتمر من اجل الجمهورية في تونس المنصف المرزوقي الانتخابات التي جرت في بلاده بالناجحة، و قال انه يجري حاليا مفاوضات مع حزب النهضة من اجل التوصل إلى حكومة وحدة وطنية، ملفتا إلى أن احترام حقوق الانسان و تحقيق اهداف ثورة يناير خطوط حمراء لا يقبل بتجاوزها في صورة المشاركة في تلك الحكومة.

واعتبر المرزوقي في مقابلة مع وكالة (آكي) الايطالية للانباء ان انتخابات المجلس التأسيسي التي جرت أواخر الشهر الماضي كانت ناجحة على ثلاث مستويات وهي "غياب العنف خلال الحملات الانتخابية و المشاركة الواسعة للناخبين وعدم تشتت اصواتهم في المجلس" المقبل.

ولكن المرزوقي لم يخف في المقابل خشيته من "خيبة أمل محتملة للشعب واصابته بصدمة ما لأنه وضع آمالا كبيرة في الطبقة السياسية المنتخبة ولأن الآمال كثيرة والتحديات اكبر بكثير"، وحث في المقابل على "ضرورة توفر عنصر الثقة وبأن يساند الشعب حكومته و يصبر على المرحلة المقبلة".

وبخصوص النتائج التي أحرزها حزبه الذي حصد 30 مقعدا من إجمالي مقاعد المجلس المقبل، قال المرزوقي الذي كان يعد من أشد خصوم الرئيس الأسبق بن علي "كان لنا امل في ان نكون الحزب الثاني او الثالث و النسبة المحققة فاقت ما كان يتوقعه البعض "، لكنه رفض بشدة ما يردده البعض من ان حزبه محسوب على الإسلاميين. وقال "هذا كلام فارغ وهذه تهمة لاحقتنا طوال الوقت، فنحن لنا اختلافات جذرية مع السياسات الاسلامية ومفاوضاتنا مع النهضة من اجل حكومة وحدة وطنية تنذر بأن تكون صعبة جدا لان المواقف السياسية متباعدة نسبيا".

وعدد المرزوقي جملة من الاختلافات مع حركة النهضة ومن بينها مطالبة حزبه بان تدوم الفترة التأسيسية اكثر من سنة و باجراء انتخابات بلدية و بتطهير القضاء و الامن و ان يوجه الاقتصاد لخدمة المواطنين مع استبعاد أي طرف من حكومات العهد السابق في التشكيلة المقبلة للحكومة الجديدة وهي "مسائل خلافية".

وبخصوص الخطوط الحمراء التي لا يرضى حزبه بتجاوزها في حال التحالف مع حركة النهضة، قال المرزوقي الذي ترأس لسنوات رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان في بلاد إن "هذه الخطوط هي تحقيق اهداف الثورة اجمالا و عدم المس من حقوق الإنسان و مكاسب المراة" وأضاف منوها "انا حقوقي وكنت رئيسا سابقا لمنظمة حقوقية و لا سبيل لان اكون في حكومة تخرق حقوق الانسان وتنتهكها"، لكن المرزوقي رفض في المقابل القول بان حركة النهضة تنتهج خطابا مزدوجا و تخفي أمرا ما يتعلق بحقوق الفرد و المرأة و قال "أنا لا احكم على النوايا بل على الاعمال فقط".

وحول إمكانية توليه لمنصبي رئاسة البلاد أو رئاسة المجلس التأسيسي المقبل، قال المرزوقي "عندما نتفق على السياسات وعلى صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة آنذاك سأقرر المنصب الذي سأختاره لأنني رئيس ثاني أقوى حزب في المجلس" التأسيسي.

وردا على سؤال حول ظاهرة الهجرة غير الشرعية و الاتفاقيات المبرمة في الغرض بين حكومة بلاده و حكومات أوروبية عبّر المرزوقي عن أسفه لما اسماه التضخيم و التهويل الذي قامت به حكومات أوروبية اثر وصول الآلاف من شباب تونس السواحل الايطالية عقب ثورة ينار الماضي. وقال "انا كديمقراطي احتج على هذه المواقف فعمالنا ساهموا في بناء ايطاليا و فرنسا و أطباؤنا و مهندسينا الذين كونتهم دولتنا يعملون هناك. المسألة مسألة تصرف أخلاقي وانا ادعو الطرف الايطالي الى التعامل مع المهاجرين بكل لطف و ان يتفهموا ظروفهم".

هذا ووصف المرزوقي هجرة التونسيين نحو الدول الأوروبية بشكل غير شرعي "بالمصيبة الكبرى". وقال "هجرة هؤلاء مصيبة كبرى لنا وهي أيضا نزيف سنعمل على ايقافه في اقرب وقت ممكن. نحن نريد بناء اقتصاد وطني يستطيع استيعاب هذه القوى العاملة و اذا ما ارادت اوروبا وقف ادفاق المهاجرين نحو سواحلها فعليها الدخول معنا في مراجعة لاتفاقيات الشراكة الاقتصادية و المساهمة في احداث مواطن العمل بشكل يساهم في استيعاب المهاجرين المحتملين.

هذا و انتقد المرزوقي السياسات المتبعة في منح التأشيرات للتونسيين الراغبين في زيارة دول اوروبا. وقال "يجب مراجعة تلك السياسات و يجب ان تكون حرية التنقل بين ضفتي المتوسط بكيفية عادلة".

كما انتقد المرزوقي التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عقب الاعلان عن نتائج الانتخابات و التي قال فيها ان باريس "ستبقى متيقظة لحال حقوق الانسان واحترامها في تونس "وذلك بعد ان اظهرت النتائج فوز الحزب النهضة.

وقال المرزوقي في هذا السياق "كان حريا بساركوزي ان يكون يقظا بخصوص تلك الحقوق في عهد بن علي.انا أطمئن ساركوزي بان المناضلين عن حقوق الانسان سيكونون احرص منه عليها و نحن اولى بالدفاع عن الديمقراطية في بلادنا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف