ملامح المرحلة الإنتقاليّة في تونس تتضح الاسبوع المقبل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تونس: استمرت الاتصالات والتجاذبات الخميس بين القوى السياسية في تونس للاتفاق على عناصر المرحلة الانتقالية الثانية التي يتوقع ان تتضح ملامحها الاسبوع المقبل، في حين ينصرف اهتمام الشارع التونسي بآثار الفيضانات في بعض مناطق الشمال وسط تحضيرات لعيد الاضحى الاحد.
واكد نور الدين البحيري عضو المكتب السياسي لحزب النهضة لوكالة فرانس برس ان "المشاورات تمضي بخطى وئيدة ولكنها ثابتة" من دون ان يعطي اي تفاصيل بشان من سيتولى رئاسة المجلس التاسيسي (اعلى سلطة في البلاد) او الرئاسة الموقتة للدولة او الحكومة.
واضاف البحيري "البوصلة واضحة باتجاه حكومة وحدة وطنية معبرة عن اوسع الاحزاب الفائزة بمقاعد في المجلس التاسيسي اضافة الى كفاءات اخرى حزبية ونقابية وقانونية". وتابع ان "المهم هو الاتفاق على برنامج مشترك للفترة المقبلة والاولوية لما هو اقتصادي واجتماعي" مشددا "نريد ان تتم كل الامور بالتوافق والحوار وان يكرس التغيير والاصلاح الشامل تدريجا ومع مراعاة الظروف" في البلاد.
واشاد البحيري باداء رئيس الوزراء الموقت الباجي قائد السبسي الذي قال انه "كان له شرف الخروج ببلادنا من الازمة والوصول بها الى شاطىء الامان ونكبر له وفاءه باغلب الوعود".
وقال محمد عبو القيادي في حزب المؤتمر من اجل الجمهورية (يسار قومي) ثاني اكبر الاحزاب الفائزة في انتخابات المجلس التاسيسي ان هناك اتفاقا على انهاء مشاورات المرحلة الانتقالية الجديدة بحلول التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر، مجددا رفض حزبه القطعي بقاء الباجي قائد السبسي في السلطة.
واوضح عبو عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر بزعامة منصف المرزوقي لوكالة فرانس برس "هناك اتفاق على ان تنتهي المشاورات بحلول 9 تشرين الثاني/نوفمبر ويتركز النقاش حاليا بين الاطراف حول طبيعة الحكومة ودورها".
ولاحظ انه بغض النظر عن المسميات فان النقاش يتركز حول المسالة الاتية: هل تكون الحكومة الانتقالية الجديدة "حكومة تصريف اعمال ام حكومة قرار"، مشيرا بشان تركيبتها الى ان حزب المؤتمر "يرفض ان يشارك فيها اي طرف او شخص ساهم في دعم الاستبداد" في النظام السابق.
وحرص عبو على التوضيح ان رفض حزب المؤتمر لبقاء الباجي قائد السبسي رئيس الوزراء الموقت الحالي في السلطة لا يندرج في هذا الاطار، بل في اطار الاستجابة لارادة الشعب وذلك بعد انباء اشارت الى امكان تولي قائد السبسي رئاسة الجمهورية.
واكد المسؤول رفض حزبه القاطع لبقاء قائد السبسي في السلطة وقال "نحن لدينا تحفظ على بقاء الباجي قائد السبسي في السلطة لان الشارع التونسي يطالب بوجوه جديدة" مضيفا "اذا بقي الباجي في الرئاسة او الحكومة فلن نكون طرفا في السلطة وسنتحول الى معارضة مسؤولة".
ويتوقع ان يدعو الرئيس التونسي الموقت فؤاد المبزع المجلس التاسيسي المنتخب الى الاجتماع الاسبوع المقبل. ويتولى المجلس التاسيسي اختيار رئيسه ونائبيه والاتفاق على نظامه الداخلي ونظام موقت لادارة الدولة. كما يعين رئيسا موقتا جديدا خلفا للمبزع الذي كان اعلن انه سينسحب من العمل السياسي حال تسليم الرئاسة.
وبعدها، يكلف الرئيس الموقت الجديد من تتفق عليه الغالبية في المجلس تشكيل حكومة جديدة للمرحلة الانتقالية الثانية منذ الاطاحة بنظام بن علي. في هذه الاثناء اجتاح فيضان نهر مجردة الذي ينبع من الجزائر ويصب في خليج تونس العاصمة، منذ ليل الثلاثاء الاربعاء العديد من المناطق الواقعة شمال غرب البلاد وخصوصا ولايات جندوبة ومنوبة واريانة.
وفي ولاية جندوبة تحولت مدينة مجاز الباب (50 كلم جنوب غربي العاصمة) الى جزر صغيرة متناثرة واصيبت الحياة فيها بالشلل وصعد الاهالي الى اسطح منازلهم هربا من المياه.
وتم مساء الاربعاء اجلاء العديد من الاهالي في منطقة البطان (ولاية منوبة غرب العاصمة) الى اماكن آمنة في المدينة بعد ارتفاع منسوب نهر مجردة الى ثمانية امتار. كما وضعت اجهزة الحماية المدنية في حالة تاهب في سيدي ثابت (ولاية اريانة شمال العاصمة) تحسبا لارتفاع منسوب النهر، بحسب مصدر حكومي.
ونهر مجردة هو اهم انهر تونس الدائمة المنسوب وتقع على ضفافه أخصب الاراضي فيها. وهو ينبع من الجزائر ليصب في البحر الابيض المتوسط على مستوى خليج تونس. ويبلغ طوله 460 كلم منها 350 كلم في الاراضي التونسية.
ويرفض معظم الاهالي مغادرة منازلهم خصوصا مع الاستعدادات الجارية رغم كل شيء للاحتفال بعيد الاضحى. وفقد الكثير من المزارعين في المناطق المتضررة رؤوس الماشية التي يملكونها فيما تحركت العديد من المنظمات والجمعيات لتقديم العون لهم.
ورغم كل شيء نشطت اسواق بيع الماشية في مختلف مناطق تونس وسط شكاوى نقلتها الصحف من غلاء سعر الاضحية التي يراوح سعرها في الغالب بين 300 و500 دينار (218 و363 دولارا).
وقالت السلطات انها ستتدخل اعتبارا من الخميس بطرح اعداد كبيرة من الخراف في نقاط بيع معينة لدعم القدرة الشرائية للمواطن. وتنشط حركة التنقلات داخل تونس وحتى من خارج تونس اليها، لمناسبة عيد الاضحى حيث تحرص العائلات التونسية على تمضية العيد مجتمعة.