أخبار

"حزب الشاي" و"احتلوا وول ستريت" صوتان وازنان بانتخابات أميركا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نيويورك: برزت في الولايات المتحدة مؤخراً حركتان شعبيتان على طرفي نقيض هما حركة حزب الشاي المحافظة المتطرفة وحركة "احتلوا وول ستريت" المعادية بشدة للنظام المالي والوسط السياسي، تعيدان توزيع القوى على الساحة السياسية في وقت لم تظهر استطلاعات الراي حتى الان اي توجه واضح قبل سنة من الانتخابات الرئاسية.

ولكل من هاتين الحركتين اسلوبها. وتمكنت حركة "حزب الشاي" منذ ظهورها في الجدل السياسي عام 2009 من التحول الى قوة لا يمكن الالتفاف عليها.

وتوصل هذا التيار الذي يستند الى الجناح المحافظ من الحزب الجمهوري ويحظى بدعم وسائل الاعلام المحافظة، الى تقديم مرشحة للانتخابات التمهيدية الجمهورية هي ميشال باكمان (55 سنة) التي تبدي ثقة في نفسها تتناقض مع نسب التاييد المتدنية التي تحققها في استطلاعات الراي.

وللحركة اعضاء في مجلسي النواب والشيوخ، كما تحظى بدعم مالي من عدة جهات وهي مصممة على اسماع صوتها خلال الحملة الانتخابية في ما يتعلق بمطالبها التقليدية وهي تقليص العجز المالي وتخفيض الضرائب وتقليص حجم الحكومة والحد من الهجرة.

ويعلن ما بين 22 و32% من الاميركيين دعمهم لحركة حزب الشاي بحسب ثلاثة استطلاعات للراي نشرت نتائجها الشهر الماضي. وقال زفير تيتشاوت استاذ القانون في جامعة فوردهام ان حزب الشاي حشد عمليا الدعم للافكار المحافظة المطروحة في الحياة السياسية الاميركية منذ باري غولدووتر" المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية عام 1964 والذي اعاد تاسيس الحركة المحافظة في الولايات المتحدة.

واخر حركة فرضت نفسها على الساحة السياسية الاميركية كانت حركة "احتلوا وول ستريت" ويرى الخبراء ان هذه الحركة، شأنها شأن حزب الشاي عند ظهوره عام 2009، كانت وليدة شعور بالاحباط والعجز، احباط جراء الازمة الاقتصادية وعجز ازاء الحكومة.

غير ان "احتلوا وول ستريت" ترفض الانتساب الى اي جهة سياسية وهي لم تعبر عن مطالب مشتركة ثابتة ولا تحظى باي دعم مالي.

واوضح بيل دوبس المشارك في الحركة التي ترفض حتى تسمية "متحدث باسمها" اذ تنفي ان تكون لها اي قيادات "لسنا حزبا سياسيا ولا نخوض اي انتخابات، اننا حركة احتجاج ونامل في تحفيز الناس من اجل ان يتصرفوا".

والحركة التي اطلقت في 17 ايلول/سبتمبر باحتلال ساحة في حي وول ستريت في نيويورك، اتسعت بعدها لتشمل عشر مدن اميركية بينها اوكلاند واتلانتا وشيكاغو، وظهرت لها امتدادات حتى في لندن. واوضح بيل دوبس انه "ببقائنا قوة خارجية (عن اللعبة السياسية) يكون بوسعنا ابقاء الضغط" مشيرا الى ان "تقديم دعمنا لمرشح او حزب سيبدد هذا الضغط".

وطرحت الحركة عددا من المواضيع مثل جشع اوساط المال وتزايد الهوة الاجتماعية وتعاظم نفوذ الاكثر ثراء، وكلها سرعان ما لقيت اصداء في بلد يعاني من نسبة بطالة تتخطى 9%. حتى شعار الحركة "نحن ال99%" انتشر ولقي الكثير من التاييد.

وتناول الرئيس باراك اوباما مؤخرا اثنين من المواضيع التي يطرحها المتظاهرون وهما ارباح وول ستريت ومشكلة ديون الطلاب العاجزين عن السداد لعدم حصولهم على وظيفة. وقال بيل دوبس ان الحركة نجحت في غضون اسابيع قليلة في تسليط الضوء على مواضيع لم يكن احد ياتي على ذكرها. وقال "ثمة الكثير من الياس. الكثير من الناس يعتقدون ان نظامنا الديموقراطي المعقد معطل تماما".

ويعتبر زفير تيتشاوت انه "قبل احتلوا وول ستريت، لم يكن هناك من قناة يمكن من خلالها التعبير عن الغضب الشعبي في صفوف اليسار". واضاف ان رفض تبني مطالب محددة هو "قرار استراتيجي مذهل" موضحا ان هذا يسمح لهم بتثبيت حضورهم، اقله في الوقت الحاضر، مثل جملة غير مكتملة .. يملأ الناس العاجزين فراغها بكل ما لديهم من حاجات ورغبات".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف