الخرطوم تتقدم بشكوى لمجلس الامن ضد جوبا لدعمها المتمردين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تقدم السودان بشكوى جديدة الى مجلس الامن الدولي ضد حكومة جنوب السودان يتهمها بدعم المتمردين في جنوب كردفان والنيل الازرق.
الخرطوم: تقدم السودان بشكوى جديدة الى مجلس الامن الدولي ضد حكومة جنوب السودان يتهمها بدعم المتمردين في ولاياته الحدودية التي تشهد معارك، وذلك بعد اربعة اشهر من استقلال جوبا عن الخرطوم، حسبما ذكرت وسائل الاعلام الحكومية السودانية السبت.
وذكرت وكالة الانباء السودانية الرسمية ان السفير السوداني لدى الامم المتحدة دفع الله الحاج علي عثمان قدم "معلومات مفصلة ومؤكدة توضح دعم حكومة الجنوب للمتمردين في جنوب كردفان والنيل الازرق"، في اشارة الى الولايتين الواقعتين الى الشمال مباشرة من الحدود بين البلدين.
وهي المرة الثانية التي تتقدم فيها الخرطوم بشكوى لمجلس الامن منذ استقلال الجنوب في تموز/يوليو، ما يعكس هشاشة العلاقات بين طرفي الحرب الاهلية السابقة.
وفي الرسالة التي رفعتها الخرطوم اتهمت حكومة الخرطوم حكومة جنوب السودان بدعم المتمردين في ولاية النيل الازرق عبر تقديم "صواريخ مضادة للطائرات ودبابات والغام ومدافع وذخيرة" فضلا عن توفير "كتيبة مشاة لتعزيز التمرد في (بلدة) كرمك".
وكانت القوات المسلحة السودانية اجتاحت الخميس بلدة كرمك التي تعد معقلا للمتمردين في النيل الازرق والواقعة على الحدود مع اثيوبيا والقريبة ايضا من جنوب السودان، بعد نزاع دام شهرين في الولاية المنقسمة سياسيا.
كما اتهمت الرسالة التي تسلمها رئيس مجلس الامن، جنوب السودان بتوفير الملاذ لعدد كبير من المتمردين الذين فروا من النيل الازرق جنوبا عبر الحدود الى بلدة رينك.
يذكر ان ولاية النيل الازرق وولاية جنوب كردفان القريبة ترتبطان بعلاقات تاريخية قوية بالجنوب وكانتا ساحتي قتال رئيسيتين خلال الحرب الضروس التي دارت ما بين عامي 1983 و2005 بين الخرطوم والجيش الشعبي لتحرير السودان، وهو جيش المتمردين الجنوبيين السابقين الذي اصبح الان الجيش النظامي لجنوب السودان.
وفي تلك الاثناء صرح متحدث بلسان المتمردين في جنوب كردفان بان اشتباكات عنيفة وقعت الجمعة في منطقة الحمرا على مسافة خمسة كيلومترات جنوبي كادوقلي عاصمة الولاية.
وقال المتحدث قلمان دلمار "دمر الجيش الشعبي اربع دبابات جديدة وعددا كبيرا من الآليات العسكرية"، مضيفا ان الجيش السوداني يقصف القرى في انحاء الولاية.
وحذر المراقبون من ان القتال في الولايتين الحدوديتين يهدد بدفع البلدين الى حرب شاملة والى نسف المحادثات التي تجري بين الخرطوم وجوبا لتسوية قضايا رئيسية ما زالت عالقة بينهما، بينها قضايا ترسيم الحدود وادارة القطاع النفطي.
غير ان الزعيم المتمرد ياسر عرمان رفض السبت اتهامات الخرطوم بدعم الجنوب للحركة الشعبية-شمال، حيث قال ان تلك الاتهامات تأتي في اطار "حملة ترهيب" تهدف الى تحويل الانتباه عن الفظائع التي ترتكبها قوات الحكومة السودانية.
وقال عرمان لفرانس برس عبر الهاتف "ان الحرب في النيل الازرق مستمرة منذ اكثر من عشرين عاما، بينما جمهورية جنوب السودان ولدت قبل اربعة اشهر فقط .. جنوب السودان ليس له علاقة بهذا الامر".
وتابع "كانت كرمك مجرد معركة (خسرناها)، لكن الخرطوم لن تكسب الحرب ابدا، فنحن حركة حرب عصابات ذات خبرة طويلة، والامر ما زال في بدايته".
كما نفى جيش جنوب السودان اي تورط في القتال الذي يدور الى الشمال من حدوده، رغم الصلات التاريخية التي تربط الجنوب بالمتمردين الى الشمال من حدوده مباشرة.
وقال فيليب اغوير المتحدث باسم جيش التحرير الجنوبي لفرانس برس "تدرك الخرطوم انها دفعت بنفسها في تلك لازمة والان تبحث عن جهة اخرى تلقي عليها اللوم .. انهم (المتمردون) ليسوا بحاجة لمن يساعدهم بل يقاتلون بانفسهم".
وتابع المتحدث الجنوبي "لقد قاتل هؤلاء طيلة 21 عاما في الاحراش، وقاتلوا من اجل دفع المظالم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للخرطوم".
واصر على انه منذ استقلال الجنوب اصبح الجيش الشعبي، والجيش الشعبي-شمال كيانين منفصلين تماما.
وكانت الموجة الاخيرة من القتال بدأت في الولايات الحدودية السودانية منذ حزيران/يونيو مع تحرك جيش الخرطوم لنزع سلاح المقاتلين من قبائل النوبة في جنوب كردفان غير الخاضعين لسيطرتها، حيث تحركت الخرطوم لتأكيد سيطرتها على مناطق حدودها الجديدة، وهو القتال الذي امتد الى ولاية النيل الازرق بعد ثلاثة اشهر من بدئه.
وتثور مخاوف من تردي الازمة انلاسانية بسبب القتال مع نزوح اعداد ضخمة من المشردين وطرد الحكومة السودانية لوكالات الاغاثة الدولية من الولايتين.
كما يبدو ان القتال ادى لتردي الوضع الامني الى الجنوب من الحدود حيث وقعت اشتباكات الاسبوع الماضي بين الجيش الشعبي الجنوبي من ناحية وميليشيا متمردة عليه في ولاية الوحدة الجنوبية الغنية بالنفط، والتي تقع عبر الحدود الى الجنوب مباشرة من ولاية جنوب كردفان الشمالية، وهو القتال الذي اسفر عن مقتل 80 شخصا حسب مسؤولي الولاية.
وقال اغوير السبت ان "قادة هؤلاء المتمردين في ولاية الوحدة (بجنوب السودان) يتمركزون في الخرطوم" ويقوم السودان ليس فقط بنقلهم عبر الحدود، بل ايضا بإمدادهم بالاسلحة والالغام.
وقد اتهمت جوبا مرارا الخرطوم بالسعي لزعزعة استقرار البلد الوليد عبر تسليح جماعات متمردة مثلما دأبت على ان تفعل خلال الحرب الاهلية، وهو الاتهام الذي ينفيه الشمال.