أخبار

مخاوف من انعكاس الأزمة السورية طائفياً على شمال لبنان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: مع دخول الثورة السورية شهرها الثامن، تحول الخطاب السياسي إلى نوع من الحقن الطائفي والمذهبي، الأمر الذي يعكس توتراً في مدينة طرابلس اللبنانية، وتحديداً حي جبل محسن الذي يتميز بكثافة سكانية من العلويين، الطائفة التي ينتمي اليها معظم قادة النظام السوري، ولها تاريخ طويل في الصراع المسلح ضد السنة في البلدات المجاورة.

وعلى الرغم من أن التوترات الطائفية ليست شيئاً جديداً في هذه المدينة، إلا أن الأحداث في سوريا تهدد بإغراق المدينة اللبنانية مرة أخرى في أعمال العنف، في حال توفرت الظروف المناسبة.

ففي جبل محسن، تبدو ثقوب الرصاص وآثار الصواريخ المتفحمة واضحة في حي العلويين الذي تطغى عليه صور وملصقات للرئيس السوري بشار الأسد، وعلى مقربة من هذا الشارع، يقع الحي السني الفقير، باب التبانة، الذي يحمل علامات مماثلة، غير أن الملصقات تحمل صوراً للشهداء الذين قتلوا في معارك مع العلويين.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة الـ "نيويورك تايمز"عن رفعت عيد، رئيس الحزب العربي الديموقراطي، الذراع السياسي الرئيسي للعلويين في لبنان والموالي لنظام الأسد، قوله: "اننا أقلية هنا ونحن محاصرون من كل مكان"، مضيفاً:"يبلغ عدد العلويين في لبنان نحو 50,000 فيما يحاصرهم نحو 700,000 سني"، وهو العدد الذي قدره عيد من أصل عدد سكان لبنان البالغ عددهم أربعة ملايين نسمة.

وأضاف عيد أن الحل الوحيد لحماية العلويين في الشرق الأوسط، هو في تأسيس دولة قوية لهم وتزويدهم بالسلاح ليحموا انفسهم، مشيراً إلى أن "العلويين لا يملكون دولة قوية (في لبنان) ولكنهم يملكون السلاح. لا خيار لنا سوى السلاح لنحمي أنفسنا".

واعتبرت الصحيفة أن المخاوف التي عبّر عنها عيد بشأن التهديدات التي تواجهها الأقليات، تعكس مشاعر العديد من الجماعات والأقليات في سوريا فيما يتعلق الصراع هناك.

وفي حين قلل عيد من أهمية الأحداث في سوريا، معتبراً أن "لا شيء يحدث هناك"، قال انه لا يتوقع أن يحدث صراع في لبنان، على الرغم من أن مؤيديه مسلحين بشكل كاف ومستعدين لأي سيناريو "فبالنسبة لنا، ليس لدينا شيئا لنخسره".

واشارت الـ "نيويورك تايمز" إلى أنه من الصعب العثور على رجل في جبل محسن لا يعترف بأنه مقاتل، إذ أن العديد من الرجال البالغين المراهقين والشباب يعلنون بحماس انهم مستعدون للتضحية بحياتهم من أجل النظام السوري.

وتناولت الصحيفة الصراعات المتجددة بين السنة والعلويين في منطقة جبل محسن وباب التبانة في شمال لبنان، فنقلت عن أحد السكان قوله: "ولدت في زمن الحرب، وسوف أموت في زمن الحرب. هذا هو لبنان وهذه هي حياتنا".

وحدث أسوأ قتال في طرابلس في السنوات الأخيرة في أيار 2008 ، عندما قام مسلحون من أنصار "تيار المستقبل"، حزب المعارضة الرئيسي، الذي تم تأسيسه من قبل رئيس الوزراء السابق سعد الحريري وبدعم من العديد من السنة بالاعتداء على جبل محسن رداً على الهجوم الذي طال أحياء العاصمة بيروت من قبل حزب الله، وهو حليف للنظام السوري والحزب العربي الديموقراطي.

وأصبحت طرابلس مركزاً للاحتجاجات تضامناً مع المعارضة السورية منذ بدأت الانتفاضات هناك. وفي حزيران، تحولت الاحتجاجات الأسبوعية إلى اشتباكات مسلحة في جبل محسن وباب التبانة والتي خلفت سبعة قتلى.

وكثير من السنة في طرابلس يشعرون بالغضب تجاه سوريا بسبب احتلالها العسكري للبنان من العام 1976 إلى 2005.، وتمركزت القوات السورية حينها في جبل محسن، وقدمت أسلحة إلى أنصار الحزب الديمقراطي العربي.

وأدت الاتهامات الحالية من جانب سوريا ضد لبنان، والتي تشير إلى أن مجموعات لبنانية وفرت المال والسلاح للمحتجين السوريين، إلى رفع منسوب التوتر في طرابلس، في الوقت الذي تتهم فيه المعارضة اللبنانية نظام الأسد باتباع أساليب عنيفة، بما في ذلك التوترات التي تشهدها طرابلس.

وتعتبر بعض الشخصيات اللبنانية المعارضة أن ما يجري في الشمال يمثل محاولة سورية للتدخل مجدداً في لبنان، مثل عمليات الخطف التي طالت المعارضين السوريين في لبنان.

وفي هذا السياق، قالت سحر الأطرش، محللة في مجموعة الأزمات الدولية: "أنا متأكدة من أن المنطقة مستعدة للصراع، لكنها بحاجة للاعبين الخارجيين لتمويل ومساعدة المقاتلين لشراء الأسلحة، وكذلك تأمين القرار السياسي لذلك".

وأضافت: "من وجهة نظري، ينظر اللبنانيون بعين طائفية إلى النزاع، فغالبية السنة في لبنان يعتبرون الاحتجاجات بمثابة ثورة شعبية ضد النظام السوري الذي يكنون له العداء والكراهية".

ومن جهته، عبّر عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل، مصطفى علوش، عن تخوفه من أن تؤدي الأزمة السورية إلى "أعمال انتقامية في لبنان، لكن ذلك لا يعني أن النظام السوري يجب ان يبقى لمنع هذه الانتقامات".

وأضاف علوش: "ما يحدث في سوريا رفع آمال الشعب في طرابلس، لأن غالبية الناس في هذه المدينة يحملون الكثير من الكراهية تجاه النظام السوري"، مشيراً إلى أن السوريين كانوا يعاملون سكان طرابلس السنة بكثير من القسوة أثناء الوجود السوري في لبنان.

وفي حين يستبعد علوش نشوب صراع مذهبي في طرابلس على الرغم من التوترات، ختمت الـ "نيويورك تايمز" بالإشارة إلى أن العديد من المقاتلين القدامى في المدينة الذين يحملون عداوات تجاه "الآخر" لا يشاطروه الرأي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الآنسة رولا من حي بابا عمرو
الآنسة رولا -

الديمقراطية لا تعني أن تحكم الاقلية الاكثرية وان حكمت،عليها ان تحكم بالعدل والحرية وان تحترم حقوق الانسان والعكس صحيح. أنا لا أدافع عن المسلمين السنة لكن سوريا عاشت عصرها الذهبي بعد الاستقلال وبعد حكم الضباط الانقلابييون حتى ابتلينا بوحدة فاشلة مع كل حبي واحترامي لمصر ومن ثم جاء البعث الدموي المتسلط المتخلف والبربري. لا للطائفية لا للديكتاتورية نعم للديمقراطية

الآنسة رولا من حي بابا عمرو
الآنسة رولا -

الديمقراطية لا تعني أن تحكم الاقلية الاكثرية وان حكمت،عليها ان تحكم بالعدل والحرية وان تحترم حقوق الانسان والعكس صحيح. أنا لا أدافع عن المسلمين السنة لكن سوريا عاشت عصرها الذهبي بعد الاستقلال وبعد حكم الضباط الانقلابييون حتى ابتلينا بوحدة فاشلة مع كل حبي واحترامي لمصر ومن ثم جاء البعث الدموي المتسلط المتخلف والبربري. لا للطائفية لا للديكتاتورية نعم للديمقراطية