أخبار

الإعلام الأميركي لم يستوعب درس العراق في ما يخص إيران

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أمام مفاعل بوشهر الإيراني

مجددا، راح الإعلام الأميركي يروّج لما يقال بشأن برنامج ايران النووي واتجاهها لتصنيع قنبلة الدمار الشامل، تماماً مثلما فعل في الفترة التي تتوجت بغزو العراق في 2003. ومن الواضح أنه لم يستوعب ذلك الدرس المهم في التاريخ الحديث.

إحدى أقدم الحيل قبل الدخول في حرب على جهة ما هي أن تصوّرها غولاً مخيفاً وأن تنشر بين الناس أسوأ الإشاعات عما تنويه من شرور، واستعدادهاً للقضاء على الأخضر واليابس. فمن شأن الحكومات أن تغرس البذور... ومن شأن الإعلام أن يتعهدها بالسقي حتى تطرح ثمرا يقطفه الجمهور.

كان هذا ما حدث في الأشهر السابقة لغزو العراق وحديث الإدارة الأميركية عن امتلاك صدام حسين أسلحة الدمار الشامل، وهو ما روّج له الإعلام الأميركي حتى صدّق الأميركيون - ومن ورائهم العالم - الكذبة فعلا. ووفقا لصحيفة الـ "غارديان" البريطانية فإن هذا السيناريو يتكرر الآن مع إيران وبرنامجها النووي.

وعلى سبيل المثال فقد نشرت صحيفة الـ "واشنطن بوست" مقالاً مخيفاً من قرابة ألفي كلمة عبارة عن نسيج مهترئ تختلط فيه الحقيقة بالخيال والحابل بالنابل ورد فيه أن نظام صدام حسين يوفر غاز الأعصاب بكميات هائلة لتنظيم القاعدة. ورغم ان الصحيفة أقرّت لاحقا بأن معلوماتها كانت مغلوطة، فقد جاء هذا الاعتراف بعد الغزو نفسه وتكشف الحقائق ولذا فلم يحمل ما من شأنه تغيير ما حدث.

وفي الـ "نيويورك تايمز" أدارت الصحافية المُحتفى بها، جوديث ميلر، صنبورا من الادعاءات غير المسنودة. ومن هذه، مثلا، أن العراق استورد كميات كبيرة من مادة "الأتروبين"، وهذا عقار طبي لمعالجة مرضى القلب ويمكن استخدامه ايضا كترياق ضد المبيدات الحشرية. وتحدثت هذه الصحافية أيضا عن امتلاك النظام العراقي غاز الأعصاب وغيره، وقالت إنها تستقي معلوماتها من مصدر حكومي موثوق به قال أيضا إن صدام ينوي استخدامه ضد اي عدو يهدد قواته.

أسلحة الدمار نُسبت كذبا لصدام

ومن "الخبطات" الأخرى التي قالت "نيويورك تايمز" إنها توفرت لميلر، أن عالما روسيا كبير الشأن وذا منفذ واسع الى مخزون الاتحاد السوفياتي من فيروسات الجدري زار العراق في 1990 وأنه، على الأرجح، قدم لنظامه أنواعا من هذه الفيروسات بوسعها مقاومة سائر الأمصال المعروفة ويمكن بالتالي استخدامها كسلاح بيولوجي.

على أن هذا الزعم الجامح لم يجد ذرة من الحقيقة يستند اليها عندما اتضح لاحقا أن العالم الروسي المعني لم يزر العراق أصلا. ومع ذلك فقد أصرت إدارة الرئيس جورج بوش على المضي قدما في تطعيم جنودها ضد الجدري مما عاد بأموال طائلة على شركات تصنيع الدواء.

فإذا انتقلنا الى العام 2011، وجدنا أننا نتساءل عما إن كانت الصحافة الأميركية قد استوعبت ذلك الدرس، وأن الإجابة على هذا السؤال تأتي بالنفي. فقد أوردت "نيويورك تايمز" أيضا أن محاولة اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن مؤخرا "إيرانية المنبع". وبدون دليل مقنع على هذا، مضت الصحافة الأميركية لتقول إن المحاولة ما هي الا قمة جبل الجليد ومقدمة لمخطط إيراني جهنمي يمتد من اليمن الى أميركا اللاتينية.

وفي "واشنطن بوست" قال الصحافي جوبي واريك إنه استقى من ديفيد اولبرايت، وهو مفتش أسلحة سابق في الأمم المتحدة يترأس الآن معهد العلوم والأمن الدولي، أن العلماء الإيرانيين يعملون على مفجّرة نووية تعرف باسم "آر 265" بمعاونة عالم سوفياتي سابق يدعى فياتشيسلاف دانيلينكو. وقالت إن مركز أبحاث الفيزياء الإيراني ذو العلاقة الوثيقة بالبرنامج الإيراني النووي تعاقد مع هذا العالم في منتصف التسعينات.

والأسلوب الذي تعرض به صحيفة الـ "واشنطن بوست" كل هذا يوحي بما لا يدع مجالا للشك بأن إيران تعمل الآن على الزناد لقنبلتها النووية. ولكن من الذي أثبت بالدليل القاطع أن طهران تعمل فعلا على كل هذا؟ ومن قال إنها لا تعمل على مشروع لإنتاج الماس الاصطناعي؟

المرء يقف حائرا الآن بين أقوال الطرفين ومَن منهما يصدِّق. المؤكد الوحيد هو أن الأكاذيب جزء لا يتجزأ من بضاعة الطرفين. لكن المدهش حقا هو أن الصحافيين - والأميركيين خاصة - لا يريدون الإقرار بأن هناك هامشا واسعا من الشك، وأنهم سبّاقون لقبول ما يقال من خطر إيراني لا يبقي ولا يذر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الفرس قادمون
مهندالكوارث -

ايران في طريقها لامتلاك السلاح النووي اذا كانت مامتلكته فعلا والمشروع بداء في عهد الشاه ثم توقف والسلاح موجه اولا لدول الخليج للهيمنة عليها وإعادة أحلام المبراطورية الفارسية تحت غطاء ديني فياويل مستقبل أطفالنا وأولادنا من هذا المستقبل المظلم اننا أمم تحدي البقاء .

أنني زرت أيران وخوفي عليها
فلاح سعدون التميمي -

لو أن السيد نجاتي والحكومه الايرانيه اللتي تلهج بنهج الامام علي لاتمتلك أي سلاح بعد هجوم صدام المجرم لاصبحت فعلا قدوه أسلاميه تتهاوى أليها القلوب لكن حركاتهم الان لاتختلف عن زوبعة صدام ضد العالم وبالتالي يحصد النتائج الشعب اللذي كذلك كالشعب العراقي عانوا من ضلم الشاه والحرب المدمره اولويت الحكومه الايرانيه تفضل الاهتمام بشعبها لاعلاق لها بفلسطين هناك الفلسطينيين وتعيد الاراضي الخليجيه اللتي هيمن عليها الشاه حتى تطمأن شعوب الخليج وتلتف حول أيران لانها زالت أفكار الشاه من الشعب والمنطقه فمن كان مع الله كان الله معه

ولاية بطيخ
ابن الناصرية -

لا يمكن باي حال من الاحوال مقارنة البرنامج النووي الايراني المتطور ببرنامج العراق المبتدئ و الذي قتلته طائرات اسرائيل في مهده و حتى قبل ان يولد....اين العرب و ما هو دورهم من البرامج النووية الاسرائيلية و الايرانية؟؟؟؟

response to 3
Chaldean Eagle -

First of all I totally agree with you on the first point, but what Arab role are you talking about!!! Arabs have no role, because they are busy getting their BUTTS father, and as far as Israel''s nuclear program, I assure you that they reflect no threat to anyone, when was the last time you heard any Israeli official talking about destroying, or even wiping any country off the face of the earth like Iran does. They (Iran) are no where near Israel''s power and they keep threatening, just like Saddam Hussein used to do, but I guarantee you, should Iran start something, Israel will destroy Iran in a few hours, the power they (Israel) Posses, no one can mess with them.Thank you

الغولة
أبو العبد -

الحقيقة أن نت يريد الحرب هم العرب و ليس أمريكا و المذعور الأول هم السنة العرب تحديدا فأيران لوات أمريكا لأبتلعتهم فالمقالة سطحية أمر أخر من يخشى دولة صعلوكة يمكن أبادنها ايران بالكامل بدقائق و كلنا يعلم ذلك و نفس الأمر بالنسبة الأسرائيل فمن يجرء على صرب أسرائيل بسلاج نووي المذعور الأول البحرين و السعودية و الكويت و الأمارات مع زعر من أمتداد الشيعة مع نحول مئات الآلاف للمذهب الشيعي كما حصل في العراق فالتوظيف للشية فقط و السنة أصبح أقلية متطهدة كما كانو الشيعة أيام صدام و البحرين ذات الأغلبية الشيعية