أخبار

جماعات مسلحة تمّول نفسها بسرقة وتفكيك السيارات في العراق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

التحريات الأمنية في العراقتفيد بان بعض السيارات المسروقة تجد طريقًا لها إلى الانبار والمناطق الحدودية الأخرى المحاذية إلى سوريا وإيران، حيث تموّل العصابات المسلحة والجماعات الإرهابية نفسها بسرقة المركبات وبيع قطع غيارها.

ضابط مرور عراقي يدقق في اوراق سائق

بغداد: تنتشر ظاهرة سرقة السيارات الحديثة في العراق إلى الحد الذي بدأ فيه مواطنون بالتفكير في عدم اقتناء سيارة باهظة الثمن ليس خوفًا من سرقتها فحسب، بل من القتل، كما حدث مع كثيرين لاسيما أصحاب سيارات التاكسي في بغداد وديالى والموصل وبابل ومناطق أخرى.

ويشتكي سواق سيارات الأجرة في بغداد والمدن الأخرى من ازدياد الظاهرة الى الحد الذي جعل السلطات المحلية تقر بتفشي حالات تسليب وقتل السائقين. وبحسب مصادر في شرطة النجدة في العاصمة بغداد فان الجهات الأمنية ضبطت 128 سيارة مسروقة خلال الأشهر القليلة الماضية من عام 2011.

ويَحْذَر أبو احمد، وهو سائق تاكسي في بابل (100 كم جنوب بغداد)، في عمله كثيرًا من الزبائن ويتفحصهم جيداً قبل السماح لهم باستقلال سيارته، لكن فراسته خانته ذات مرة، حين سمح لشاب تصحبه امراة بدت مريضة باستقلال سيارته، وفي منتصف الطريق المؤدي إلى ناحية الكفل (30 كم جنوبي بابل)، اشهر الزبون مسدسه وطلب منه الإستدارة الى طريق ترابي، لكن الصدفة أنقذته بأعجوبة حين تعطلت سيارته، وحاول الزبون تشغيلها من دون نتيجة، وبعدما يئس اقتربت منه سيارة أخرى انتشلت الزبون والمرأة ولاذا بالفرار، حيث تبين أن هذا الشخص هو احد افراد عصابة كانت تنتظره على الطريق.

اختفاء خمسة وأربعين سائقاً

وكان مصدر امني في بابل كشف في أيلول 2011 عن اختفاء خمسة واربعين سائق أجرة منذ بداية العام، وبحسب العقيد في الشرطة راضي حسين، فان العمليات في الغالب غامضة تمارسها عصابات مسلحة. ويشير حسين إلى أن التحريات أفادت أن بعض السيارات المسروقة تجد طريقاً لها إلى الرمادي (110 كم غربي بغداد)، والمناطق الحدودية الأخرى المحاذية إلى سوريا وإيران.

ويؤكد حسين أن هناك الكثير من العصابات المسلحة والجماعات الإرهابية تموّل نفسها بسرقة السيارات وبيع قطع غيارها. وبلغ عدد السيارات الداخلة إلى العراق منذ 2003 أكثر من مليون ونصف المليون سيارة بحسب مصادر مرورية ما يوضح حجم الاستيراد الضخم الذي جرى بصورة اعتباطية منذ ذلك التاريخ بحسب كريم حسن من الشركة العامة للسيارات.

تفكيك السيارات

وغالبا ما تتخلص العصابات من تعقب الشرطة عبر تفكيك السيارات وبيعها على شكل قطع غيار. ويقول سائق الأجرة سليم البياتي من بابل أن شهرين كاملين مضت على اختفاء زملاء سائقين له لم يُعرف مصيرهم إلى الآن.

ويعتقد البياتي أنهم ضحية لعصابات الخطف التي تنشط في بابل ومناطقها المجاورة. وفي منطقة بغداد الجديدة تعرض السائق ابو انور (40 سنة) إلى عملية تسليب بعدما ضُرب وأُجبر على ترك سيارته.

عصابات منظمة

ومنذ تأسيس الدولة العراقية عام 1920 وحتى عام 2003 فإن مجموع السيارات المسجلة في العراق بلغ مليونا و250 ألف سيارة.

ويعتقد ضابط المرور النقيب ليث الجبوري ان هناك عصابات منظمة تشكل مافيات تسليب وسرقة المركبات. ويتابع : هذه العصابات ترتبط بـ(كراجات) تفكيك السيارات حيث تباع السيارة كقطع غيار بعدما زادت المراقبة الأمنية على السيارات المسروقة.

ويرى الجبوري أن غياب المعرفة العلمية والتقنيات الحديثة لدى أجهزة الشرطة تحول دون كشف السرقات وإماطة اللثام عن العصابات. ولم تعثر السلطات المحلية العراقية في كل المدن على عصابة سلب واضحة المعالم والأفراد رغم أنها تقر بانتشارها.

ويقول الجبوري: "يلقى القبض على مجموعات صغيرة من شخصين أو ثلاثة تُظهر اعترافاتهم انهم ليسوا محترفين، اما القبض على عصابات أو مافيات محترفة ضمن شبكات الجريمة المنظمة فلم يتم إلى الآن". وتسجل مراكز الشرطة في العراق اختفاء سائقي سيارات بصورة مستمرة.

غياب الرقابة

ومنذ عام 2003 انتشرت معامل تفكيك السيارات بشكل ملفت للنظر في اغلب الأحياء الصناعية في العراق.

ويعترف صاحب كراج تفكيك السيارات وبيع قطع الغيار سالم عبيد أنه في الغالب يشتري قطع الغيار من دون معرفة مصدرها وإذا ما كانت مسروقة أم لا.
ويضيف: "ابذل قصارى جهدي لحيازة الأوراق اللازمة للسيارة التي جرى تفكيكها لكني اكتشف ان الكثير من هذه الأوراق مزورة. ويطالب عبيد السلطات بوضع آلية علمية وأمنية تجبر أصحاب (كراجات التفكيك) على إثبات مصدر كل قطعة غيار لغرض قطع الطريق على عصابات سرقة السيارات.

وقبل عام 2003 كانت إجراءات المراقبة لهذه الكراجات دقيقة الى الحد الذي لا يجرؤ فيه صاحب العمل على حيازة قطعة غيار لا يعرف مصدرها. ويضيف: "كنا نخضع لمراقبة دورية ودقيقة واذا ما اكتشفت قطعة مسروقة فان مصير الكراج الغلق وصاحبه السجن".

صدمة نفسية

ويتحدث سليم الأسدي من المحمودية ( 15 كلم جنوب بغداد) وزميله عن إصابات بالغة ألمّت بهم جرّاء تعرضهم للسلب استخدم فيها الفاعلون الأسلحة البيضاء جنوب بغداد.

ورغم نجاته، فانه يعاني الآن صدمة نفسية وعزوفا عن العمل في قطاع نقل الركاب.

كما قدم الأسدي بلاغًا إلى الشرطة إلا أن السلطات لم تنجح في القبض على الفاعلين إلى الآن. ويعتقد كريم سعيد، وهو محقق جنائي عايش الكثير من حالات قتل السائقين وسرقة سياراتهم، أن هناك أعمال "بلطجة" شبه منظمة يتعرض لها سائقو المركبات.

ورغم أن السلطات المحلية تقول عبر تصريحات في وسائل الميديا إنها ستبذل ما في وسعها للقبض على الفاعلين إلا أن ذلك لم يُسفر عن نتائج ملموسة تنهي الظاهرة بشكل تام.

الجدير بالذكر أن المحكمة الجنائية المركزية حكمت بالإعدام شنقا حتى الموت عام 2011 في بغداد على مجرمين أُدينا باختطاف سائق سيارة تاكسي نوع (سايبا) وسرقتها.

وفي الأسبوع الماضي يتحدث النقيب عامر عبد الله عن تمكن السلطات من ضبط سيارة مسروقة نوع (بي ام دبليو) في حي الإعلام جنوبي بغداد بعدما نصبت نقطة تفتيش على الطريق.

إجراءات الوقاية

وانتشرت بعد العام 2003 في العراق أنواع كثيرة من السيارات الحديثة الباهظة الثمن، لكن لم يصاحب ذلك الاهتمام بالجوانب الأمنية وإجراءات الوقاية من السرقات. وبغية الحد من الاستيراد العشوائي قررت الجهات المعنية السماح بانهاء خدمات السيارات من موديل 2000 فما دون مع أحقية المواطن في استيراد مركبة من خارج البلد واستخدام لوحة السيارة المسقطة.

تفخيخ السيارات

واستخدمت بعد عام 2003 الكثير من السيارات المسروقة في العمليات الإرهابية ، حيث تفخيخ السيارات وتفجر في مراكز المدن وأمام المؤسسات المختلفة.

ولا يعبأ العراقي كثيرا لإجراءات الأمان في سيارته والتي تحد او تعرقل من سرقة السيارات. كما يفتقر العراق الى نظام إنذار او إخبار مبكر يتيح الإبلاغ عن حوادث التسليب والسرقة بشكل آني.

ترهيب المواطنين

ويعتبر المحقق الجنائي كريم العامري أن ظاهرة قتل السائقين بغية سرقة سياراتهم تمثل خطرًا كبيراً على السلم الاهلي وتؤدي الى ترهيب المواطنين وتقوي في دواخلهم عدم الشعور بالأمان.

ويقول سائق التاكسي امين محمد في بابل إن هناك حالة من الذعر عاشها السائقون بعدما تكررت حوادث السرقة بشكل متسلسل. ويشير أمين إلى ان اغلب السيارات تُسرق اثناء العمل، وهناك حالات قليلة جدا سرقت فيها السيارات وهي متوقفة، ويضيف: "اغلب العصابات تلجأ إلى قتل السائق خوفاً من افتضاح أمرها".

ومؤخرا تمكنت الشرطة من اعتقال مسلح أثناء قيامه بخطف أحد سائقي سيارات الأجرة ، وتحرير المختطف في منطقة حي الزهراء أحد أحياء الحلة. ويقول حسين كاظم ان الفاعل كان يتردد كثيرا على موقف أصحاب سيارات التاكسي بغية التعرف إلى المحيط وتسهيل مهمته.

ويدعو ضابط المرور كامل حسين إلى فرق عمل متخصصة تعمل على تطوير شبكة اتصال معلوماتية للإبلاغ الرقمي والهاتفي عن الحادث فور حدوثه واستخدام الحاسوب وقواعد البيانات لذلك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اين المشكلة
لازم -

مشكلة اجهزة الدولة العراقية انها لاتعتمد التكنولوجيا بتاتا بسبب جهل معظم منتسبيها بالكمبيوتر بالاضافة الى ان العراقيين بصورة عامة يرفضون استخدام الخبراء الاجانب لانهم يعتقدون ان العراقي يفهم في كل شى

لن تربحوا الحرب بالطبل والربابة!!!!!!!!
Sami Alhajaj -

هناك تقنية حديثة تعمل على الأقمار الأصطناعية،وتكون على شكل شريحة في الموبايل وتعمل حتى لو كان التلفون في حالة الأطفاء،وربما تكون على شكل قرص معدني يوضع في الجيب أو أي مكان أخر يحدد المكان الموجود فيه وحركته كما تتابع حركة الطائرة في الرادار،السؤال المهم،لم لم تستفيد الحكومة العراقية من هذه التقنية؟؟؟مع العلم أغلب السيارات المفخخة التي يستعملها الأرهابيين من السيارات المسروقة وخاصة الحكومية...!!!أم أنهم يريدون إن يربحوا الحرب ضد الأرهاب بالدف والربابة!!!

فوضى المرور
شلال مهدي الجبوري -

حوادث المرور مخيفة في العراق.سنويا يموت الآلاف جراء حوادث المرور.حدثني الكثير من سواق التاكسي في بغداد وفي المحافظات الاخرى ان اكثر من 80بالمئة من مجموع السائقين ليس لديهم اجازات سوق.واخبرني احدهم قائلا انا سائق تاكسي في بغداد منذ عشرين عام ولدي اجازت سوق واجددها كل مرة وضمن الفترة القانونية المحددة ولكن اليوم عندما اراجع دائرة المرور لكي يجددون لي اجازتي يخبرونني ان ليس لديهم نموذج من الاجازات ولذلك فانا ليس لدي اجازة منذ ثلاث سنوات.الاكثرية الساحقة من السواق لايعرف قواعد السياقة وعلامات وقوانين المرور.هناك شباب اقل من 18سنة يقودون السيارات وكذلك متعاطي الخمور وبشكل جنوني مما يسبب الحوادث المميتة بالاظافة الى رداءة طرق السيار وازدحامها بكثرة السيارات التي لاتستوعبها وخارج طاقتها بعد فتح ابواب الاستيراد بدون ضوابط قانونية.بصراحة فوضى بمعنى الكلمة.

لا يوجد حل
مهدي صالح ايتيم -

هذه مشكله ١ من ١٠٠٠٠٠٠ الرياضه الفنان الاديب المثقف الاميه الفساد ١٠٠٠ حزب الاكراد يتربصون الكويت السعوديه تركيا ايران الاردن سوريا المفخخات الكل يريد ان يدمر العراق ؟ لا يوجد حل ؟

1-لازم
فلسطينـي -

نعم مشكلة أجهزة الدولة العراقية إنها لاتعتمد التكنولوجيا بتاتا بل يعتمدون على اللطـم ثم اللطم ثم اللطم،وهم جاهزون لمقابلة المهدي المنتظر للخروج من سردابه ليحرر العالم وهو راكب حماره ومقلدا سيفه،بعد أن يلتقي بأبو اللطم خامنئي .

متفق معك
قيس منصور -

نعم كل مشاكل العراق تحلها التكنولوجيا الحديثة. هل تتصورون ان اميركا او بريطاتيا خالية من الارهابيين؟ اكيد لا. لكنهم يستخدمون التكنولوجيا لردع الخطر. يحتاج العراقي مثلا الى هوية شخصية من النوع الالكتروني غير قابل للتزوير و تكون البيانات متوفرة على شبكة خاصة بالداخلية بحيث ان الشرطي في الشارع عنده جهاز قارئ للكارتات بجرد ان يمرر الهوية تظهر البيانات و معلومات الشخص الامنية الاخرى. ثانيا نحتاج كاميرات مراقبة في الشوارع المهمة تعمل على الطاقة الشمسية و مرتبطة بغرفة مراقبة مركزية. و اهم شي هو توصيل الكيبل الضوئي الى العراق من الكويت او من تركيا. لا اعرف ما السبب في تأخر الحكومات من 2003 في هذا الامر. الكيبل الضوئي سوف يحل الكثبر من المشاكل (قد لا يعقل اعمية الموضوع فقط اصحاب المجال)