معارضون سوريون ينعون الجامعة العربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إسطنبول:نعى معارضون سوريون جامعة الدول العربية التي أثبتت عجزها في حل الملف السوري واجبار النظام على تطبيق مبادرتها رغم هشاشتها، وأكدوا على عجز الجامعة العربية على اتخاذ اي قرار رادع او ملزم للنظام السوري.
واعتبر المعارض السوري سمير سطوف أن عجز الجامعة العربية كان وراء السماح للنظام بالتسويف في تنفيذ المبادرة العربية، وقال لـ"ايلاف" أن "الجامعة العربية والتي كانت التقديرات لمبادرتها متباينة، أو بالأحرى خطة العمل التي أطلقتها أو خارطة الطريق التي كان يجب أن تعني آلية تنفيذ مباشرة وفورية، إلا أن النظام السوري صبغ عليها فهمه الخاص في ظل سكوت الجامعة".
وتساءل سطوف قائلا "إن جميع السوريين بما فيهم النظام وأعوانه ناهيك عن المعارضة يعلمون أن هذا النظام لايستطيع أن ينفذ أي بند من بنود خطة العمل، ويفترض بداهة وعي كل أطراف الجامعة بهذه الحقيقة، إذا فالتسويف كسياسة ثابتة للنظام ينطلي على الجامعة بوعي منهم فهل هو العجز أم ماذا؟"
واعتبر سطوف أن"النظام السوري قتل المبادرة في يومها الثاني إذا لم نقل من لحظة التوقيع عليها بارتكابه المجازر ورفع حدة وتيرتها وتعزيز وحدات الجيش وقوات الأمن والشبيحة بتحد واضح للمبادرة ومطلقيها، والجامعة صامتة أو يصرح البعض عن خجل وبتأخر يترجم العجز".
وقال "إذا نظرنا إلى رسالة وليد المعلم التي يؤكد فيها على تعهد النظام بتنفيذ أغلب بنود المبادرة إعتبارا من يوم الأحد أي اليوم الذي يلي الإجتماع الذي يفترض أن تؤخذ فيه قرارات جدية ولاأعتقد أن هذا ينطلي على أحد فله مدلول هذا التوقيت، فالنظام كان ولايزال وسيظل يشتري الوقت بالمجان والبائعون يسهلون له عملية الشراء في الوقت الذي يدفع فيه شعبنا قوافل الشهداء يوميا".
ورأى أن"المطلوب من الجامعة فضح تسويفات النظام وآلاعيبه واحتياله بإيقاف هذه المسرحية المكشوفة باتخاذ إجراءات فورية بعقوبات سياسية بترجماتها الدبلوماسية ،واقتصادية فعالة ".
ولكنه أضاف "نعلم أن الجامعة لاتمتلك أدوات تنفيذ أية مبادرة ناهينا عن فرضها، إلا أن موقف الجامعة مهم لأنه يفتح الباب لتفعيل إجراءات دولية تحرج الروس والصينيين وتضع النظام أمام عتبة الإنهيار التام بدءا بالإنهيار الداخلي، والوضع الداخلي للنظام الذي يبدو متماسكا حتى الآن إلا أنه في منتهى الهشاشة في الواقع، وسيكون إنهياره مفاجئا ومدويا حين يأزف الوقت وحين تنتهي بدع المساومة والمماطلة والإحتيال".
وأكد أن "الجامعة العربية أمام امتحان حقيقي ليس أمام شعبنا فحسب بل أمام جميع شعوب مكونات الجامعة لذا عليها أن تضع نقاط تجميد العضوية فوق نقاطها وتنتهي من لعب دور الشريك للنظام السوري في دماء شعبنا".
من جانبه قال المعارض السوري عقاب يحيى لـ"إيلاف" إنه "بالنظر إلى أن النظام لم يفِ بأيّ من التعهدات التي وافق عليها في " مبادرة الجامعة العربية إن كان لجهة سحب الجيش وقوات الأمن من المدن، وإيقاف القتل اليومي، والإفراج عن المعتقلين.. حيث ما زالت قواته ترابط في مواقعها وتقوم بعمليات القصف والدهم وغيرها، وما يزال القتل مستمراً، بل تصاعدت أرقامه، بينما مسلسل الاعتقالات متواصل، فإن على مجلس الجامعة العربية والتزاماً بمبادرة الجامعة أن يتخذ قرارين فورا ً".
وأشار الى أن القرار الأول هو "سحب شرعية نظام الطغمة القاتل، وتجميد عضويته في الجامعة، فيما القرار الثاني هو الاعتراف بالمجلس الوطني السوري وتقديم الدعم الواجب لشعبنا وثورته عربياً وفي هيئات المجتمع الدولي، وأساسها حماية المدنيين من عمليات القتل والإبادة".
أما موقف اتحاد الاحرار السوريين من المبادرة العربية فقد جاء على لسان رئيس الاتحاد شادي الخش الذي تحدث لـ"ايلاف" قائلا إنه "في الوقت الذي تجاوزت فيه ثورة شعبنا الثمانية اشهر وتجاوز عدد شهداء الثورة المعلنين والمثبتة اسمائهم الاربعة آلاف شهيد وتجاوز عدد المعتقلين المائة الف معتقل والمشردين ثلاثون الف لاجئ، واحياء بأكملها اضحت اثرا بعد عين والجرحى بعشرات الالاف يعالجون في اسوأ ظروف من الممكن ان تمر على الانسان لخوفهم من ارتياد الاماكن الطبيعية للعلاج لانها اضحت اماكن لتصيدهم وقتلهم، في هذا الوقت ، جاءت المبادرة العربية ركيكة هزيلة غير ملبية لنداءات الشعب السوري ولا تحمل في مضمونها اية قدرة على فرض او تفعيل لبنودها "، مؤكدا" أنه حتى الان وبعد مرور اكثر من اسبوع على اعلان المبادرة سقط خلالها المئات من الشهداء وآلاف الجرحى والمعتقلين واقتحمت فيها مدن كاملة ودكت بالمدفعية الثقيلة وحلق الطيران الحربي في مختلف مدن بلادنا لارهاب الناس ".
واعتبر أنه "بعد كل هذا لم يجد القائمون على المبادرة الوقت الكافي بسبب انشغالهم بإجازة العيد ونهاية الاسبوع لتشكيل فعلي للجان التي تم الحديث عنها لتكون مراقبة على الارض ولم يتم اتخاذ اي اجراء لتفعيل الية وصول وسائل الاعلام الى الشارع السوري لنقل الاحداث هذا ناهيك عما يدور في كواليس الجامعة عن عدم جدية النظام في تطبيق بنود المبادرة الاساسية للوصول الى الجلوس الى طاولة واحدة".
وعبّر الخش عن عدم وجود "أي أمل فعلي للوصول الى تطبيق بنود المبادرة إلا عن طريق القوة لإجبار النظام الاسدي لإيقاف القتل واطلاق سراح المعتقلين وادخال مراقبين دوليين ووسائل الاعلام".
أما عن المطالب الرئيسية من وجهة نظر الخش فهي" اشراك المجتمع الدولي بحكوماته ومؤسساته الدولية في المبادرة وإضافة ما عجزت عن ذكره الحكومات العربية وهو تفعيل البنود والمعاهدات الموقعة من قبل سوريا فيما يخص حماية المدنيين وحقوق الانسان وادراج الجرائم التي ارتكبها النظام الاسدي كجرائم ضد الانسانية جمعاء اضافة الى البدء فورا بأرسال المساعدات الانسانية بكل اشكالها الى المدن المنكوبة كافة كإحدى الاليات المتبعة دوليا في مثل هذه الحالات والاشراف الدولي الفعلي على ذلك".
وقال "إذا كان المجتمع الدولي لا يرغب وكما هو واضح من التدخل بشكل مباشر عن طريق القوة في الوضع السوري لايقاف القتل فلا اقل من ان يتواجد بهيئاته ومنها مراقبين من الامم المتحدة والمنظمة الدولية لحقوق الانسان مدعومة بقرارات حقيقية ملزمة للحد من الجرائم التي تمارس بشكل لحظي على كافة ارجاء الارض السورية واسقاط شرعية الاسد واعلانه كحاكم غير شرعي مغتصب للسلطة ومطالبته بشكل صريح بالجلوس مع القوى الثورية لوضع بنود تخليه عن الحكم وضع شروط جزائية رادعة متضمنة في المبادرة يتم تفعيلها في حالة عدم الالتزام ببنود المبادرة".
وأكد من جديد على "عجز الجامعة العربية بدولها مجتمعة او منفردة على اتخاذ اي قرار رادع او ملزم للنظام الاسدي".
واشار الى أن اعضاء اتحاد الاحرار السوريين في مصر "قاموا بإعلان وفاة الجامعة العربية ولفوا سور الجامعة بقماش اسود وطبعوا النعوات ووزعوها واقيمت خيمة عزاء على باب الجامعة لاستقبال المعزين في اشارة رمزية على ان الجامعة العربية لا ينتظر منها اكثر مما ينتظر من الاموات ان يفعلوا ولحضها على ان تكون فاعلة اذا ارادت الحياة وان تستمر الشعوب العربية في الاعتراف بها كمنظمة مؤثرة في الواقع العربي".