تاثير الضغوط العربية على دمشق تظل رهن الإختبار على الأرض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يرى محللون ودبلوماسيون أن تأثيرتصعيد ضغوط الجامعة العربية على دمشق يظل رهن الاختبار.
القاهرة: يزيد قرار الجامعة العربية تعليق مشاركة دمشق في اجتماعاتها من عزلة النظام السوري على الساحة الدولية غير انه من غير المؤكد ان يكفي هذا القرار لحمله على تهدئة الاوضاع على الارض ووقف العنف ضد المتظاهرين، بحسب محللين ودبلوماسيين.
وتعد سوريا ثاني بلد من بلدان "الربيع العربي" يتخذ بحقه مثل هذا القرار من قبل الجامعة العربية التي ظلت طويلا اداة سياسية لنظم استبدادية.
وكانت الجامعة علقت في شباط/فبراير الماضي مشاركة ليبيا في اجتماعاتها بسبب استخدام نظام العقيد القذافي قبل سقوطه العنف المفرط ضد المتظاهرين.
ويقول الباحث المتخصص فى الشؤون السورية في معهد العلوم السياسية في باريس جوزف بحوت ان "هذا قرار هام للغاية، فلأول مرة تفقد سوريا الرسمية الغطاء العربي"، مذكرا بأن 18 دولة من اصل 22 دولة ايدت تعليق مشاركة الحكومة السورية.
واضاف "ان هذا القرار غير مسبوق وغير متوقع من قبل النظام الرسمي العربي" في اشارة الى قرار وزراء الخارجية العرب السبت بتعليق مشاركة دمشق اعتبارا من الاربعاء المقبل ما لم تلتزم قبل هذا التاريخ بتعهداتها بتنفيذ الخطة العربية لتسوية الازمة التي تقضي بوقف العنف وسحب المظاهر العسكرية من المدن والاحياء السكنية تمهيدا لبدء حوار وطني مع المعارضة السورية.
واعتبر بحوت ان هذا القرار يعد "بداية اعتراف شبه رسمي بالمعارضة السورية" التي دعيت رسميا لعقد اجتماع خلال ثلاثة ايام في مقر الجامعة العربية للتوصل الى رؤية موحدة بشأن "المرحلة الانتقالية المقبلة" في سوريا.
ورغم ان قرار الوزراء العرب يقضي ب "توقيع عقوبات سياسية واقتصادية" على دمشق الا انه لم يحدد طبيعتها باستثناء دعوة الدول العربية الى سحب سفرائها من دمشق مع ترك حرية اختيار اتخاذ هذا الاجراء لكل دولة.
وكانت اربع دول خليجية سحبت من قبل سفراءها من دمشق وهي قطر والسعودية والبحرين والكويت.
من شأن قرار الوزراء العرب بتعليق مشاركة دمشق ان يعزز على الساحة الدولية مواقف الدول الغربية المؤيدة لمزيد من الضغوط على دمشق كما أن من شأنه ان يضعف من مساندة روسيا والصين للنظام السوري في مجلس الامن الدولي.
ويقول رئيس ادارة الشرق الاوسط في منظمة العفو الدولية "الان وقد اصدرت الجامعة العربية قرارا حاسما بات على مجلس الامن ان يكون على نفس المستوى وان يتخد موقفا فعالا بشأن الازمة" السورية.
واضاف في بيان "السؤال الان هو ما اذا كانت الدول التي تعرقل اي عمل دولي فعال ضد سوريا، وخصوصا روسيا والصين، ستعترف بعزلتها".
ويواجه النظام السوري اتهامات بانه امتنع عن الوفاء بوعده بتنفيذ الخطة العربية لوقف العنف الذي اسفر عن سقوط اكير من 3500 قتيل منذ منتصف اذار/مارس وفقا للامم المتحدة.
ويعتقد بحوت انه "بالنظر الى سلوك هذا النظام وطريقه تفكيره فانه سيختار التشدد على الارجح وسيزداد لجؤوه الى الخيار الامني" لتسوية الازمة.
ويقول دبلوماسي عربي في القاهرة ان الجامعة العربية "ستعمل على ارسال مراقبين مدنيين لحماية السكان ولكن من غير المؤكد ان تقبل الحكومة السورية بل الارجح انها سترفض".
ويعتقد هذا الدبلوماسي بوجود خطر ان يتشدد في المقابل المتظاهرون الذين يطالبون باسقاط النظام اذا ما استمر العنف ومع انسداد الافق السياسي. ويقول "هناك مخاوف من ان تتخذ المظاهرات السلمية حتى الان طابعا مختلفا وان تتجه الى حمل السلاح".
التعليقات
دعم الثورة السورية مصلحة عربية استراتيجية
فواز العقاد -إنّ القرار في سوريا هو إيرانيّ، فهي تقدّم كلّ الوسائل الممكنة لاستمرار النظام السوري وحمايته من السقوط. لكنّه سيسقط وستسقط معه استراتيجية إيران في المنطقة إن إيران ممسكة الآن بالملف الفلسطيني عبر حلفائها الذين أقامت علاقات معهم عبر سوريا وهي الآن مهيمنة على العراق عبر الأحزاب الإسلامية الشيعية وعبر القوى الإيرانية الموجودة في الساحة العراقية، بالإضافة إلى الخلايا النائمة في معظم الدول العربية والإسلامية. إذن هناك رؤية إيرانية للمنطقة تتناقض مع رؤيتنا كعرب نكافح ونتطلع إلى النمو والازدهار، وأن نكون في وضع سليم نستطيع أن نكون عونا لكل الدول العربية والدول التي تحتاج إلى دعمنا ومساعدتنا، بينما الآن نحن نشكل عبئا يجب أن نتخلص منه، فهناك واجب حتمي على دول الجامعة العربية لإعادة سوريا إلى موقعها الطبيعي في النمو والتقدم والازدهار وفي خدمة الأمة العربية ولايوجد سوى طريق واحد هو ضمان حقّ الشعب في اختيار مؤسساته الدستورية، وستكون السلطة في يد مجلس الوزراء وليس في يد رئيس الجمهورية، و يتم فيها تداول السلطة عن طريق الانتخابات، وتعطي السلطة التشريعية كامل الرقابة على السلطة التنفيذية، كما تمنحها الحق في المحاسبة وبذلك تنطلق حرية الفكر والتعبير والنقد الهادف والإنتاج والإبداع في جو يحفظ كرامة الانسان ويصون حقوقه ، لأن سوريا عاشت خمسة عقود وفق النظام الشمولي المبنيّ على الاستبداد ولم تجني إلا الفساد والتخلف والبطالة والفقر وإرهاب الدولة والخوف .
دعم الثورة السورية مصلحة عربية استراتيجية
فواز العقاد -إنّ القرار في سوريا هو إيرانيّ، فهي تقدّم كلّ الوسائل الممكنة لاستمرار النظام السوري وحمايته من السقوط. لكنّه سيسقط وستسقط معه استراتيجية إيران في المنطقة إن إيران ممسكة الآن بالملف الفلسطيني عبر حلفائها الذين أقامت علاقات معهم عبر سوريا وهي الآن مهيمنة على العراق عبر الأحزاب الإسلامية الشيعية وعبر القوى الإيرانية الموجودة في الساحة العراقية، بالإضافة إلى الخلايا النائمة في معظم الدول العربية والإسلامية. إذن هناك رؤية إيرانية للمنطقة تتناقض مع رؤيتنا كعرب نكافح ونتطلع إلى النمو والازدهار، وأن نكون في وضع سليم نستطيع أن نكون عونا لكل الدول العربية والدول التي تحتاج إلى دعمنا ومساعدتنا، بينما الآن نحن نشكل عبئا يجب أن نتخلص منه، فهناك واجب حتمي على دول الجامعة العربية لإعادة سوريا إلى موقعها الطبيعي في النمو والتقدم والازدهار وفي خدمة الأمة العربية ولايوجد سوى طريق واحد هو ضمان حقّ الشعب في اختيار مؤسساته الدستورية، وستكون السلطة في يد مجلس الوزراء وليس في يد رئيس الجمهورية، و يتم فيها تداول السلطة عن طريق الانتخابات، وتعطي السلطة التشريعية كامل الرقابة على السلطة التنفيذية، كما تمنحها الحق في المحاسبة وبذلك تنطلق حرية الفكر والتعبير والنقد الهادف والإنتاج والإبداع في جو يحفظ كرامة الانسان ويصون حقوقه ، لأن سوريا عاشت خمسة عقود وفق النظام الشمولي المبنيّ على الاستبداد ولم تجني إلا الفساد والتخلف والبطالة والفقر وإرهاب الدولة والخوف .