سحب السفراء في سوريا يتم أو لا في بيروت... تلك هي المسـألة

يتحدث المنسق العام لقوى 14 آذار فارس سعيد عن موقف لبنان الرسمي بالنسبة إلى سحب عضوية الجامعة العربية من سوريا بانه يتطلب دعوة من كل قوى المعارضة لإسقاط حكومة ميقاتي، بينما يرى مروان فارس، المقرَّب من سوريا، ان موقف لبنان الرسمي نابع من قناعات لبنانية وسورية.

بيروت: يؤكد النائب السابق فارس سعيد ( 14 آذار/مارس) في حديثه لإيلاف انه يجب اليوم الحديث عن ابعد من تقييم للموقف الرسمي للبنان في تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، ويجب الحديث اليوم عن تدابير يجب ان نتخذها، والسؤال اليوم هل يمكن ان تبقى 14 آذار/مارس مكتوفة الايدي امام هذا الموقف المعيب التي اتخذته الحكومة اللبنانية بالتصويت ضد خروج سوريا او تعليق عضويتها، هذا الموضوع يجب ان يتجاوز المواقف التي تطلق يمينًا ويسارًا، والتي تصفه بالمعيب وتستنكره، وهناك امر يجب على المعارضة ان تقوم به وهي انتقالها من معارضة كلاسيكية الى معارضة سياسية تهدف الى إسقاط حكومة ميقاتي، وان تبلور مشروع البديل وهذا الموضوع بحاجة الى ان يتبلور مع كل الذين أعلنوا انتخابهم ودعمهم لقوى الربيع العربي.

هل سنلحظ في الايام المقبلة خطوات حسيّة بهذا الاتجاه؟ يجيب سعيد:" هناك بلورة وتشاورات تحصل، ويجب ان ننتظر الساعات المقبلة من اجل تحديدها".

هل من ضمن هذه الافكار طلب سحب السفير اللبناني من سوريا؟ يجيب سعيد:" هذا كله يبدأ بإسقاط حكومة نجيب ميقاتي، تعليق او طلب استقالة وزير خارجية وحده، وبقاء حكومة نجيب ميقاتي، او سحب السفير السوري او اللبناني هذا كله يأتي " زيت على زيتون" اذا تضافرت قوى 14 آذار/مارس على إسقاط حكومة نجيب ميقاتي.

ويضيف سعيد:" في جميع الاحوال لبنان هو اليوم بمواجهة الشرعية العربية، بعدما حاول عدم التفلت من الشرعية الدولية، من خلال تمويل المحكمة، والتصويت لصالح سوريا سيجعله بمواجهة الشرعية الدولية.

ويؤكد سعيد ان كل الكتابات والتحليلات تشير الى ان قرار الجامعة العربية باتجاه سوريا سيحرك المجتمع الدولي باتجاهها ايضًا، وبما يعنينا كلبنانيين الا يرتبط اسم لبنان واللبنانيين بنظام يقوم بأبشع ما يقوم به.

ويقول سعيد :" بشار الاسد اليوم مزروك بالزاوية، وعادة هكذا امور تجعله "يغرمش" اي يجابه بالعدوانية، ولدى سؤاله هل هذه "الغرمشات" ستطال لبنان؟ يقول سعيد:" يجب النظر الى ما يحصل اليوم في كوسايا حيث القيادة العامة تتدرب، وفي مخيم عين الحلوة اعلنت القيادة العامة الجبهة الشعبية إعادة تموضعها، النائب اسعد حردان يقول إنه سيجمع الحزب القومي لأخذ تدابير، جبل محسن يتحرك بالليل ويحاول الدخول على باب التبانة، كل هذا يدلّ على أنّ الوضع ذاهب باتجاه غير جيّد.

الرأي الآخر

يقول عضو كتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي في لبنان النائب مروان فارس لإيلاف إن موقف لبنان الرسمي هو موقف عبّر عنه وزير الخارجية في اجتماع مجلس الوزراء العرب، ورفضنا فصل عضوية سوريا من الجامعة العربية لان هذا القرار لا يعبّر لا عن موقف الشعب السوري ولا اللبناني، وقد قامت احتجاجات عليه في كل المدن السورية، ونعتبر ان موقف بعض اركان جامعة الدول العربية هو موقف يعبر عن تدخل اجنبي وإرادة أميركية في التدخل في الشؤون السورية، والردّ السوري ظهر في التظاهرات المؤيدة للرئيس السوري بشار الاسد في كل المدن السورية، والردّ السوري من جهة ثانية تم بدعوة الى قمة عربية في جامعة الدول العربية، ويقرر اليوم في المغرب حيث يعقد اجتماع للتعاون التركي العربي على هامش هذا الاجتماع ستعقد قمة عربية للتداول بالوضع السوري، وعلى اعتبار ان سوريا هي قلب العروبة وانها الدولة الاولى في جامعة الدول العربية، واعتقد أن الموقف العربي الذي صدر في القاهرة لا يعبِّر عن ارادة الشعوب العربية بل عن ارادة اميركية.

ويضيف فارس:" لبنان الى جانب سوريا ولم يصوِّت على هذا القرار الذي تم اتخاذه خصوصًا لجهة سحب السفراء العرب من سوريا، ونعتبر ان قطر تلعب دورًا اكبر منها بكثير، سوريا بلد كبير وممانع وقف الى جانب الشعب الفلسطيني والقضية اللبنانية، فما هي هذه الدول قطر او غيرها التي تحاول اليوم ان تعاقب سوريا.

ويتابع فارس:" موقف لبنان واضح، فنحن وسوريا شعب واحد، ولا يمكن ان تقطع العلاقات بيننا، فليسحب العرب من يريد من سفرائه، ولكن المعركة هي مشتركة بين لبنان وسوريا والدول الاخرى هي تنفذ سياسات اميركية.

ويؤكد فارس ان الغربيين اي الاميركيين والاوروبيين سيحسبون الهزائم التي حصدوها في العراق وفي افغانستان وفي معظم الدول، هم يريدون معاقبة سوريا تغطية لانسحابهم من العراق.

ويضيف لا حاجة للفيتو الصيني الروسي في حال تم تدويل قضية سوريا، لان اليوم القرار عربيًا، ويتم الرد عليه عربيًا والقمة العربية هي التي ستقرر في المغرب.

ويتحدث فارس عن الوضع السوري اليوم والى اين يتجه فيقول ان معلوماته، لانه على علاقة وثيقة بسوريا وعلى قرب منها وهو يتكلم الآن وهو على الحدود اللبنانية السورية ويضيف:" الوضع هادئ ومعظم المدن السورية تعيش باطمئنان، وهناك بعض الحواجز العسكرية في الليل في بعض الامكنة، اما المدن السورية الاساسية اي حلب دمشق فكلها تعيش حال استقرار، وتصريحات البطاركة كلها تشير الى ان الاوضاع في سوريا مستقيمة.