دول حلف شمال الأطلسي متهمة بقتل مدنيين في ليبيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: تخشى بعض الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي أن يتم التحقيق مع منظمتها من قبل المحكمة الجنائية الدولية بعد أن قال مدعيها العام إنه سيجري تحقيقات نزيهة ومستقلة بشأن المزاعم التي تشير إلى جرائم مرتكبة من قبل الناتو، وفقاً لديبلوماسيين معتمدين لدى مقر حلف شمال الاطلسي.
وقال الديبلوماسيون ان أعمال ما قبل التحقيق بجرائم الحرب من المرجح ان تضم مراجعة قانونية داخلية تشمل جميع الحوادث التي قصف فيها حلف شمال الاطلسي أو الإجراءات الأخرى التي تسببت بسقوط ضحايا من المدنيين.
في هذا السياق، نقلت صحيفة الـ "واشنطن تايمز" عن ديبلوماسيين تحدثوا شرط عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية المسألة، قولهم إن الناتو نفذ عملياته في ليبيا متقيداً بقرار مجلس الامن الدولي الذي أذن للدول الأعضاء "اتخاذ جميع التدابير الضرورية لحماية المدنيين والمناطق المدنية المأهولة تحت تهديد هجوم في البلاد".
ولطالما اشاد زعماء حلف شمال الاطلسي بالدقة التي تمت بها الحملات العسكرية على ليبيا، مشيرين إلى أن القصف أدى إلى عدد قليل من الوفيات، الامر الذي يدل على على نجاح الحملة.
في مداخلة بمجلس الأمن يوم 2 نوفمبر، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو إن "هناك مزاعم بارتكاب جرائم من قبل قوات حلف شمال الأطلسي وسيتم البحث في هذه الادعاءات عبر تحقيق نزيه ومستقل". غير أن مورينو أوكامبو لم يقدم اية تفاصيل أخرى بشأن الاتهامات ضد قوات حلف شمال الأطلسي، كما لك يكشف عن مصدرها.
وتتركز جهود مكتب المدعي العام في الوقت الراهن على الجرائم التي ارتكبها نظام القذافي بانتظار تقرير من لجنة الامم المتحدة لتقصي الحقائق في ليبيا، يتوقع أن يصدر في شهر مارس، قبل أن يقرر ما إذا كان سيتم المضي قدماً في اجراء تحقيق رسمي في جرائم مزعومة من جانب حلف شمال الاطلسي.
وتشدد دول حلف شمال الاطلسي على أن كل تصرفاتها وأفعالها صدرت امتثالاً للقانون الدولي، وأنها ليست قلقة من احتمال فتح تحقيق حول ارتكاب جرائم حرب في ليبيا. ونقلت الـ "واشنطن تايمز" عن أحد المسؤولين قوله: "في حال تلقينا طلبا للحصول على معلومات، فإن دول حلف شمال الاطلسي على استعداد للمساعدة في أي طريقة ممكنة".
ويقول مسؤولون في الناتو إن طائرات الحلف حلقت أجرت26000 طلعة جوية بين آذار وتشرين أول، من ضمنها أكثر من 9600 ضربة جوية ودمرت أكثر من 1000 دبابة ومدفع وآلية عسكرية، بالإضافة إلى المباني التي تضم "مراكز القيادة" التابعة لديكتاتور الليبي الراحل العقيد معمر القذافي.
وأشارت الصحيفة إلى ان المرافق التي قصفتها قوات الناتو شملت مجمع معمر القذافي في طرابلس المحصنة، والبيوت السكنية من أنصاره، وهي الأهداف التي يمكن اعتبارها خارج نطاق قوانين الامم المتحدة.
ويبدو أن الناتو متورط بالفعل في دعوى مدنية في بلجيكا، تتهم التحالف بقتل 13 مدنياً في تفجير مجمع سكني بالقرب من العاصمة الليبية طرابلس.
ويقول محامو المدعين أنه بالرغم من أن المنظمات الدولية وغيرها من حلف شمال الأطلسي تتمتع بالحصانة الدبلوماسية في القضايا الجنائية، إلا أنها تخضع لأحكام الولاية القضائية البلجيكية في الدعاوى المدنية، كما أن الحصانة لا ينطبق إلا على أولئك الذين يحملون صفة ديبلوماسية.