متظاهرو "احتلوا لندن" يراقبون بحذر ما يحدث في نيويورك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يتطلع متظاهرو حركة "احتلوا لندن" بحذر شديد إلى ما يحدث لنظرائهم في الولايات المتحدة الأميركية من حركة "لنحتل وول ستريت"، حيث لجأت السلطات الأميركية إلى قمع المتظاهرين وبدأت تفكيك معسكرهم.
يراقب متظاهرو حركة "احتلوا لندن" التي تقيم معسكراً أمام كاتدرائية سان بول، بحذرما يحدث الآن في نيويورك، بعدما علموا من خلال هواتفهم الذكية وحواسيبهم المحمولة أن الشرطة هناك بدأت تفكيك معسكر حركة " لنحتل وول ستريت" الذي كان مقاماً في حديقة زوكوتي، بعدما كان مثالاً لهم في لندن ولغيرهم حول العالم.
وأشارت في هذا السياق اليوم صحيفة "النيويورك تايمز" الأميركية إلى أن أعضاء حركة "احتلوا لندن" المجتمعين في خيام ويتناولون بصورة يومية العصيدة والقهوة يرثون الآن نظراءهم في نيويورك وغيرها من المدن الأميركية، في الوقت الذي تقوم فيه السلطات المحلية هناك باقتلاع المخيمات الاحتجاجية الخاصة بهم.
وعقب اجتماع أمام الكاتدرائية للهيئة الإدارية الخاصة بحركة لندن الاحتجاجية، استقلت مجموعة من الأميركيين التي كانت تتواجد في المعسكر الاحتجاجي مترو الأنفاق إلى ساحة غروسفينور، حيث السفارة الأميركية. وحين وصلوا، بادروا برفع جوازات السفر الخاصة بهم وكذلك لافتة مكتوب عليها "لا يمكنهم طرد فكرة". كما التقوا لفترات وجيزة مسؤولين من السفارة، ذكَّروهم بأن عمليات الإخلاء التي تتم في نيويورك وأوكلاند عبارة عن أمور محلية وليست أمورا فيدرالية.
وأوردت النيويورك تايمز ضمن هذا السياق عن نعومي كولفين، وكيلة أدبية بريطانية كانت مرافقة للأميركيين، قولها :" ما تلقوه كان محاضرة حول طريقة عمل الفيدرالية الأميركية". ورغم مرور شهر على تأسيس تلك الحركة، إلا أن أي دافع للاحتفال باستمرار تواجد المعسكر قد تم تجاهله بعد أن أعلنت يوم أمس مدينة لندن، المسؤولة عن المنطقة المالية في العاصمة، أنها ستواصل الإجراءات القانونية لطرد المحتجين.
ولم يشمل البيان الذي أصدرته المدينة في هذا الصدد أي تلميحات تبين أنها أقدمت على ذلك نتيجة لتلك الأحداث التي تشهدها الولايات المتحدة حالياً. غير أنه كان مشبعاً بلهجة نفور وإلحاح مماثلة تطالب بالعودة إلى العمل كما هي العادة، والتي ميَّزت التصريحات التي كان يدلي بها في هذا الشأن خصوم حركة "فلتحتل وول ستريت".
وأوضح مسؤولو مدينة لندن أن هذا المعسكر الاحتجاجي يعطل الأعمال التجارية المحلية، ويعترض سبيل المارة، ويسبب قدراً كبيراً من الفوضى. بينما أكد في المقابل قادة التظاهرات أنهم واثقون من أن معسكرهم عند سان بول سيظل في مكانه للعام 2012، وألمحوا إلى أن التوصل إلى حل عن طريق التفاوض قد يقود الطرفين إلى تحديد ميعاد في أواخر الشتاء أو بداية الربيع من أجل تفكيك المخيم بصورة طوعية.
إلى أن جاءت تهديدات التقاضي الأخيرة من جانب المسؤولين في العاصمة البريطانية، ليبدأ المتظاهرون في التعامل مع وجودهم أمام كاتدرائية سان بول على أنه انتصار في المعركة التي يخوضونها ضد ما يصفونه بـ "جشع واستغلال الرأسمالية العالمية".
ثم لفتت الصحيفة إلى حملة العداء التي بدأت تطاردهم بعد أيام قليلة من إقامة المعسكر من قِبل كثير من الشخصيات البارزة في بريطانيا، بدءًا بالساسة أمثال رئيس الوزراء، دافيد كاميرون، وعمدة لندن، بوريس جونسون، الذي أعلن تأييده للإجراءات القانونية التي تعنى بتفكيك المعسكر وإخلاء مكان التظاهر، وانتهاءً بمجموعة من المصرفيين والممولين الذين يرون أن المعسكر يهدد جاذبية لندن كمركز مالي.
وقال مسؤولو مدينة لندن إن الحصول على أمر قضائي لإخلاء مكان التظاهر الحالي من المحتمل أن يستغرق بضعة أسابيع. وأوضحوا أن خطابات ستُسَلَّم اليوم إلى المتظاهرين بغرض حثهم على تفكيك المعسكر، وإن تمّ تجاهل ذلك، فإن عملية الإخلاء ستُستَأنَف. وفي مقابل ذلك، يرى بعض المتظاهرين أن التهديد باتخاذ إجراءات قانونية في هذا الشأن هو مجرد تكتيك لحثهم على التفاوض من أجل المغادرة بصورة طوعية. وقالت هنا رونان ماكنيرن، واحدة من الناطقات باسم المعسكر الاحتجاجي :" من يدري ماذا يمكن أن يحدث للمعسكر على المدى الزمني البعيد ؟".