مصير حركة "احتلوا وول ستريت" بين التوسع والذبول
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تواجه حركة "احتلوا وول ستريت" تحدياً بسبب الإجراءات التي تهدف إلى طردهم من مراكز تجمعهم في الأماكن العامة، في الوقت الذي يعتقد فيه المحللون أن الحركة ستذبل في ظل غياب الاحتجاجات.
أخلت الشرطة الامريكية في مدينة نيويورك يوم الثلاثاء، إحدى الساحات واجبرت عدداً من محتجي حركة (احتلوا وول ستريت) على المغادرة بعد ان فككت خيامهم. ففيما بدأ المحتجون بالتجمع في متنزه زوكوتي بارك في الواحدة بعد منتصف الليل، كانت الشرطة تعلن بأن " المدينة قررت أن استمرار احتلال زوكوتي بارك يشكل تهديداً متزايداً للصحة والسلامة العامة ".
في هذا السياق، اشارت صحيفة الـ "نيويورك تايمز" إلى أن السلطات وزعت منشورات قالت فيها أنها ستسمح للمحتجين بالعودة فور تنظيف المكان، لكن بدون نصب خيام، مطالبة من الموجودين أخذ كل متعلقاتهم الخاصة، وهددوا بالقبض عليهم في حال تدخلهم في عملية الإخلاء .
واضافت أن المحتجين يبحثون حالياً إمكانية التجمع من جديد داخل منتزه فولي بارك في حي مانهاتن، ويعتقدون أن طريقة إجلائهم عن المكان، لن تؤدي إلا إلى توسيع انتشار رسالتهم.
يأتي تفكيك هذا المخيم وتفريق المحتجين، بعد ان فككت الشرطة مخيماً مشابهاً في مدينة أوكلاند بولاية كاليفورنيا في وقت مبكر من يوم الإثنين.
ويرى منظمو الإحتجاجات أن حركتهم تمكنت من إعادة تشكيل الرأي العام تجاه الرأسمالية والسياسات الإقتصادية غير المتوازنة، مشيرين إلى أنهم لم يعودوا بحاجة إلى الاعتماد فقط على الاستيلاء على الحدائق، بل سيعملون على توسيع نفوذهم من خلال تعميق مشاركتهم في المجتمع والمنظمات التي ستعتمد على إجراءات مباشرة، مثل سحب الاموال من البنوك، ودعم المرشحين السياسيين.
ورأى البعض أن أعمال القمع من قبل السلطات في نيويورك ومدن أخرى ستؤدي في نهاية المطاف إلى إفادة الحركة الاحتجاجية، لا القضاء عليها، لأنها دفعت المحتجين إلى توسيع انتشارهم ورسالتهم بعد ان كانت متمركزة في اماكن معينة.
ونقلت الصحيفة عن هان شان، وهو ناشط في حركة احتلوا وول ستريت في نيويورك، قوله: "أعتقد أن حركتنا ستثبت أنها تتجاوز الجغرافيا"، مشيراً إلى أنه "حتى قبل أن يقوم رجال الشرطة بطرد المحتجين من ساحة زيكوتو، كنا نفكر بأن الوقت قد حان للمضي قدماً".
واعلن عدد من المحتجين يوم الاثنين أنه على المتظاهرين "إعلان النصر" ووضع استراتيجية للخطوة المقبلة، في الوقت الذي اعتقد فيه البعض انه "مع اقتراب فصل الشتاء، يبدو أن حركة وول ستريت ستنتهي من تلقاء نفسها بسبب البرد والصقيع".
ونقلت الصحيفة عن موريس ايسرمان، أستاذ التاريخ في كلية هاميلتون في نيويورك، قوله ان " قيام الشرطة بطرد المحتجين كان لصالح حركة احتلوا وول ستريت لأنهم وفروا لهم النهاية الدرامية التي كانوا بحاجة اليها".
على الرغم من ذلك، يرى المحللون أن هناك تساؤلات حول ما إذا كانت الحركة ستفقد الزخم أو تخرج عن سياقها، بسبب طرد المحتجين من الشوارع والساحات والحدائق العامة.
وتوقع دوغ ماك آدم، وهو أستاذ علم الاجتماع في جامعة ستانفورد، أن الطاقة يمكن أن تبدد بسرعة، من دون احتلال الشوارع والساحات العامة، "فسوف تضيع النقطة المحورية".
غير أن المتحدث باسم مجموعة من محتلي وول ستريت نفى هذا الإحتمال، مشيراً إلى ان "الحركة لا خيار أمامها سوى أن تنمو".
وفي مقابلة أجرتها الصحيفة مع عدد من المحتجين، رفض هؤلاء اية تكهنات من هذا القبيل، مشيرين إلى أن إخلاءهم من الشوارع، كما حدث في مخيم زيكوتو، لن يؤدي إلى شيء سوى تحفيزهم على السعي إلى مزيد من المطالب لتنظيم القطاع المالي والحد من التفاوت الاقتصادي.
وقال دان ماسوغليا، المتحدث باسم حركة احتلوا شيكاغو: "كلما كانت هناك النكسة، كلما أصبحنا أقوى".