الوكالة الذرية تتهم إيران باخفاء إنشطة عسكرية في برنامجها النووي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فيينا: اتهم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو اليوم ايران باخفاء انشطة ذات طبيعة عسكرية في برنامجها النووي. وأكد امانو في مؤتمر صحافي على هامش اعمال مجلس محافظي الوكالة التي بدأت اليوم ان ايران لا تبدي التعاون اللازم في ما يتعلق بالدراسات العسكرية المزعومة ووقف انشطة تخصيب اليوارنيوم اضافة الى عدم تنفيذ بروتوكول التفتيش الاضافي الخاص.
وأشار الى أن الوكالة لا تزال غير قادرة على تقديم ضمانات موثوقة حول عدم وجود مواد وانشطة نووية غير معلنة في ايران. وبشأن ضغوطات سياسية مارستها بعض الدول الغربية على الوكالة أكد امانو ان عمل الوكالة تقني ومهني بحت مشيرا الى ان المعلومات الواردة في تقريره الاخير بشأن طبيعة البرنامج الايراني ذات مصداقية عالية حصلت عليها الوكالة من مصادر موثوقة للغاية.
كما دعا امانو في مؤتمره الصحافي ايران الى الانخراط الايجابي في الحوار القائم بينها وبين الوكالة معلنا ان الوكالة تعتزم ارسال وفد رفيع المستوى الى طهران لبحث بقية المسائل العالقة مع ايران لا سيما ما يتعلق بالدراسات العسكرية المزعومة. وفي هذا الخصوص أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن أمله بأن يحصل في القريب العاجل على اكبر قدر من التفاصيل حول الابعاد العسكرية المحتملة لبرنامج طهران النووي.
كما تطرق امانو الى معلومات تفيد بأن ايران اضطلعت بأنشطة نووية ذات صلة بتطوير جهاز نووي متفجر مشيرا الى أن هناك أفرادا وكيانات ذات صلة بالميدان العسكري بذلت جهودا بعضها ناجح لشراء تجهيزات ومواد مرتبطة بالميدان النووي ومزدوجة الاستخدام.
كما اتهم امانو ايران ببذل جهود ترمي الى تطوير مسارات غير معلنة لانتاج مواد نووية واكتساب معلومات وثائق لتطوير أسلحة نووية من شبكة سرية للامدادات النووية اضافة الى عملها على تطوير تصميم محلي لسلاح نووي بما يشمل اختبار المكونات.
وأعرب أمانو في الختام عن اعتقاده القوي بأن قيام طهران باجراء معالجة حقيقية لتبديد قلق الوكالة بشأن وجود ابعاد عسكرية محتملة لبرنامجها النووي من شأنه أن يساهم في ارساء الثقة الدولية في الطابع السلمي المحض لبرنامجها النووي.
إلى ذلك، تقدمت القوى الكبرى الخميس بمسودة قرار تبحثه الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرب فيها عن "قلق عميق ومتزايد" ازاء البرنامج النووي الايراني في اعقاب تقرير للوكالة الاسبوع الماضي اثار مخاوف شديدة بشأن ايران.
وتعرب المسودة التي تقدمت بها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى ألمانيا عن "القلق العميق والمتزايد بشأن القضايا العالقة المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني، بما في ذلك الايضاحات اللازمة لاستبعاد احتمال وجود بعد عسكري" للبرنامج النووي الايراني.
واطلعت فرانس برس على نسخة من المسودة التي من المقرر أن يبحثها مجلس حكام الوكالة الذرية الجمعة والمرجح ان يقرها. ولا تدعو المسودة ايران الى تبديد مخاوف الوكالة، وبدلا من ذلك تطلب "من المدير العام (للوكالة) ان يدرج ضمن التقرير الذي يرفعه امام اجتماع مجلس الحكام في اذار/مارس 2012 تقييما حول تنفيذ هذا القرار".
وقالت المسودة "من الحيوي ان تكثف ايران والوكالة الحوار بينهما" داعية طهران الى "الوفاء بشكل كامل وبلا ابطاء بالتزاماتها بمقتضى القرارات ذات الصلة التي اصدرها مجلس الامن الدولي". كما تعرب عن "مواصلة دعم حل دبلوماسي، وتدعو ايران الى الاشتراك بشكل جاد ودون شروط مسبقة في المحادثات الهادفة الى اعادة الثقة الدولية في الطبيعة السلمية الحصرية" للبرنامج النووي الايراني.
وكانت الوكالة الذرية قد اصدرت الاسبوع الماضي تقريرا عد الاقرب حتى الان الى اتهام ايران مباشرة بالسعي لتطوير اسلحة نووية، وهو التقرير الذي رفضته الجمهورية الاسلامية فورا باعتبار ان "لا أساس له من الصحة".
غير ان التقرير كشف عن خلافات عميقة داخل ما يسمى بمجموعة خمسة+1 المكلفة التعامل مع المسألة الايرانية وهي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن -- الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا -- اضافة إلى ألمانيا.
فقد سارعت واشنطن وباريس ولندن الى الاستشهاد بتقرير الوكالة باعتباره تبريرا لتشديد الضغوط على ايران، التي واجهت بالفعل اربع مجموعات من عقوبات مجلس الامن فضلا عن قيود اضافية من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.
غير ان بكين، التي تعتمد بكثافة على وارداتها من النفط الايراني، وموسكو، التي تربطها علاقات تجارية وثيقة بطران وقد بنت المنشأة الايرانية الوحيدة لتوليد الكهرباء عبر الطاقة النووية، كانتا اكثر حرصا في تفسير تقرير الوكالة.