أخبار

خلاف عربي كردي حول تسلم مطار ينذر بصراع في كركوك

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بغداد: تحولت عملية تسليم مطار من القوات الاميركية الى السلطات العراقية في كركوك، الى مادة لاشتباك سياسي بين العرب والاكراد، في انذار مبكر لوضع محفوف بالمخاطر ينتظر هذه المدينة المتنازع عليها بعد الانسحاب الاميركي.

وبغياب اميركي تام عن الحفل، تسلم الجيش العراقي من القوات الاميركية الخميس مطار "الحرية"، الذي كان يضم احد اهم القواعد الاميركية في البلاد منذ عام 2003، وذلك في اطار عملية الانسحاب المفترض ان تتم بحلول نهاية العام الحالي.

ويقع المطار داخل مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد) التي تناط المسؤولية الامنية فيها الى الشرطة العراقية المدعومة من الاحزاب الكردية، في حين ان الجيش ينتشر عند اطرافها.

غير ان الاتفاقية الامنية بين القوات الاميركية والحكومة العراقية تنص على ان تسلم القواعد الحيوية الى الجيش العراقي، وليس الى الشرطة كما يطالب الاكراد في كركوك.

وفور تسلم الجيش العراقي للقاعدة، سارع الاكراد الى الاعتراض على هذه الخطوة، مؤكدين ان مجلس المحافظة صوت في بداية الاسبوع على جعل مطار "الحرية" مطارا مدنيا بعد الانسحاب الاميركي، ما يعني ان على الشرطة الاشراف عليه، وليس الجيش.

وعقد محافظ كركوك نجم الدين عمر كريم اجتماعا مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تناول هذه القضية.

وقال كريم لفرانس برس "طلبنا من مجلس المحافظة التصويت على تحويل المطار العسكري الى مدني وحصل ذلك بالاجماع، ولذلك دعوناه (المالكي) الى تطبيق هذا الامر ولم يكن هناك اي تردد من جانبه وابدى استعداده لتقبل المقترح وتحقيقه بالمستقبل".

وذكر ان في "المطار حاليا 800 عنصر من طيارين وضباط وفنيين، وهو بحاجة لحراسة من قبل جهة تابعة لوزارة الدفاع، انما من قبل قوة عسكرية من كركوك او من قوة +الاسد الذهبي+"، التي تضم عربا واكرادا وتركمانا.

وتابع ان الخلاف دفعه ايضا الى الاجتماع بالسفير الاميركي جيمس جيفري "وقد توصلنا الى اتفاق يضمن دخول 12 الى 15 مركبة عسكرية تابعة للجيش العراقي والتي ستتولى حماية المطار، وهذا الامر حقق نتائج مفرحة".

وراى كريم انه "ربما هناك من يريد التحريض، لكن حرص رئيس الوزراء على تحويل المطار العسكري الى مدني ساهم في تخفيف التوتر".

وتواجه كركوك التي يعيش فيها حوالى 900 الف نسمة يمثلون معظم اطياف المجتمع العراقي، تحديات ومشاكل مختلفة ابرزها التنازع على السلطة.

ويطالب الاكراد بالحاق كركوك باقليم كردستان الشمالي فيما يصر العرب والتركمان على الابقاء عليها كمحافظة مستقلة مرتبطة بالحكومة المركزية.

ومن المفترض ان تنسحب القوات الاميركيةالتي اسقطت نظام صدام حسين عام 2003، بالكامل من البلاد نهاية 2011.

ويقول استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد حميد فاضل ان الخلاف حول القاعدة بين الاكراد والعرب يمثل "مؤشرا واضحا وصريحا على ان كركوك ستكون منطقة تأزم حقيقي بين المكونات الثلاثة"، العرب والاكراد والتركمان.

ويضيف ان "ما حدث يمثل ايضا انذارا مبكرا على ان الوضع في كركوك مرشح لان يؤدي الى حرب ذات طابع قومي".

وقبيل لقاء المحافظ بالمالكي وجيفري، سربت معلومات على السنة مصادر امنية كردية تفيد بان قيادة قوات البشمركة (القوات الكردية) دخلت في حالة استنفار وارسلت عدة افواج عسكرية الى كركوك.

الا ان المتحدث باسم قوات البشمركة اللواء جبار ياور نفى في تصريح لفرانس برس ارسال قوات كردية الى كركوك.

وحاول ياور التقليل من اهمية الخلاف، قائلا ان المشكلة التي شهدتها عملية تسلم القاعدة بين قوات الشرطة والجيش العراقي "وقتية ولم تكن نتيجة للخلاف بين المركز والاقليم".

واعتبر ان "الاجماع يتمثل بعدم ابقاء المطار قاعدة عسكرية في المستقبل".

واكتفى من جهته المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء الركن محمد العسكري بالقول لفرانس برس "تسلمت وزارتنا بشكل رسمي قاعدة الحرية في مطار كركوك".

وقلل بدوره من اهمية الخلاف قائلا ان "تطبيق الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة يجري بشكل انسيابي، ودون مشاكل تذكر".

الا ان تصريحات المسؤولين المحليين في كركوك تكشف عن مواجهة سياسية مستمرة مرشحة للتصعيد بعد انسحاب القوات الاميركية.

فقد اعتبر نائب رئيس مجلس محافظة كركوك ريبوا فائق طالباني ان ما جرى الخميس من مشاحنات بين الشرطة والجيش "ناجم عن انعدام الثقة بين الحكومة الاتحادية والمحافظات من جهة، وحكومة بغداد وكركوك بشكل خاص من جهة ثانية".

بدوره اتهم القيادي في الحزب الديموقراطي الكردستاني كامران كركوكي الحكومة بانها "تسعى لانشاء بؤر توتر عبر اثارة النعرة القومية، لان اثارتها تسهم في تصدير الازمة التي جاءت نتيجة فشل عمل الحكومة وظهور مشاريع الفدراليات".

في مقابل ذلك راى الشيخ عبد الرحمن منشد العاصي، القيادي في المجلس السياسي العربي في كركوك، ان "تسلم الجيش العراقي لقاعدة الحرية يؤشر على بوادر جدية لسعي الحكومة للحفاظ على العراق".

وتابع "هذه خطوة اولى لنشر قوات الجيش العراقي في كركوك ونحن كعرب نثمن هذا، وما حصل من مشادات ومشاحنات بين الجيش والشرطة هو دليل على ان جهاز الشرطة مسيس وهناك ضرورة لاعادة النظر فيه".

ويرى حميد فاضل ان "هناك خطورة على العراق كله انطلاقا من كركوك" بعد الانسحاب الاميركي من البلاد.

ويضيف "اعتقد ان كركوك ستكون هي الاختبار الحقيقي لعراق من دون اميركيين".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
شكر لر
مدمن ايلاف -

الاكراد في اربعة السنوات الماضية افتتحوا ثلاثة مطارات في اربيل والسليمانية وهي تظاهي المطارات العالمية ، اما الحكومة العراقية فقد خربوا حتى المطارات السابقة التي انشأها صدام الا مطار النجف والبصرة والتي تشبه كراج علاوي الحلة وليس بمطار دولي وقد نشرت عدد من المواقع العراقية مقالا لاحد الكتاب العراقيين يتحدث عن المعاملة الغير الانسانية التي يتلاقها المسافر في هذه المطارات من عائلة السيد والحجي وتحدث عن وجود فساد اداري وذلك بسيطرة عوائل لأحزاب متنفذة على كل شي في هذه المطارات .خلاصة الامر ان تسليم مطار كركوك لسلطات الاقليم يعني تطوير المطار في كافة المجالات ام تسليميها للسلطات العراقية يعتي تخريبها

شكر لر
مدمن ايلاف -

الاكراد في اربعة السنوات الماضية افتتحوا ثلاثة مطارات في اربيل والسليمانية وهي تظاهي المطارات العالمية ، اما الحكومة العراقية فقد خربوا حتى المطارات السابقة التي انشأها صدام الا مطار النجف والبصرة والتي تشبه كراج علاوي الحلة وليس بمطار دولي وقد نشرت عدد من المواقع العراقية مقالا لاحد الكتاب العراقيين يتحدث عن المعاملة الغير الانسانية التي يتلاقها المسافر في هذه المطارات من عائلة السيد والحجي وتحدث عن وجود فساد اداري وذلك بسيطرة عوائل لأحزاب متنفذة على كل شي في هذه المطارات .خلاصة الامر ان تسليم مطار كركوك لسلطات الاقليم يعني تطوير المطار في كافة المجالات ام تسليميها للسلطات العراقية يعتي تخريبها