مفاوضات لنقل سكان مخيم اشرف في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد: تدور مفاوضات حاليا لنقل سكان مخيم اشرف الذي يضم عناصر من منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة، بشكل سلمي الى مكان آخر في العراق بحسب ما ابلغت مصادر متطابقة وكالة فرانس برس الجمعة.
وتسعى الحكومة العراقية الى اغلاق معسكر اشرف الذي تسيطر عليه المنظمة الايرانية المعارضة منذ حوالى 30 عاما ويقع في محافظة ديالى شمال شرق بغداد، بحلول نهاية 2011.
واكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في 31 من تشرين الاول/اكتوبر الماضي، ان بلاده مصصمة على انهاء وجود معسكر اشرف نهاية العام الحالي.
وقال الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق ورئيس بعثة المنظمة الدولية الى هذا البلد مارتن كوبلر لفرانس برس ان "المسؤولية الكاملة حيال الوضع في المعسكر تعود الى الحكومة العراقية".
واضاف "نحن مستعدون للمساعدة لانه من مصحلة الجميع ان يتم التوصل الى حل سلمي، وذلك في اطار عملية تلتزم الاطراف خلالها باحترام حقوق الانسان".
وبحسب مسؤول عراقي، فان الهدف هو نقل عناصر منظمة مجاهدي خلق الى مكان آخر، وبعدها السماح للامم المتحدة بالتعامل مع الذين يحملون جنسيتين من اجل نقلهم الى بلدهم الثاني، على ان ينقل الآخرون الى ايران او اي بلد آخر.
وتصر الامم المتحدة على ان عملية النقل الى ايران يجب ان تكون طوعية، علما ان منظمة مجاهدي خلق سبق وان اعلنت عن رفضها لخطة اميركية قضت بنقل سكان المخيم الى مكان آخر داخل العراق.
وقال المتحدث باسم معسكر اشرف شهريار كيا لفرانس برس ان "السكان سبق وان وافقوا على خطة البرلمان الاوروبي لنقلهم الى بلد ثالث شرط نيل وضع اللاجئين من قبل منظمة اللاجئين (التابعة للامم المتحدة) والتي تعلن منذ 13 ايلول/سبتمبر انها مستعدة للمجيء الى هنا والاطلاع على هويات المقيمين".
وبحسب كيا، فانه "اذا ارادت الحكومة فعلا التوصل الى حل سلمي، فان عليها ان تدفع منظمة اللاجئين لتبدأ عملها".
من جهته، دعا الاتحاد الاوروبي الجمعة السلطات العراقية الى اظهار ليونة والتعاون مع المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة في ظل المفاوضات "الصعبة" المستمرة حول نقل نحو 3300 لاجىء ايراني من معسكر اشرف.
وتظاهر مئات العراقيين ومعهم عدد من الايرانيين الجمعة امام معسكر اشرف مطالبين بطرد منظمة اللاجئين من البلاد.
وتجمع المتظاهرون وبينهم نساء واطفال وزعماء عشائر قدموا من مناطق متفرقة من العراق اضافة الى عدد من الايرانيين الذين لديهم ابناء في المعسكر، امام مدخل المقر، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس في المكان.
وفرضت قوات الامن العراقية من جيش وشرطة، اجراءات امنية مشددة لتجنب حدوث صدامات بين المتظاهرين وعناصر المنظمة.
وتوافد المتظاهرون في حافلات وسيارات مدنية من محافظات في جنوب ووسط العراق، وحملوا لافتات كتب على احداها "جماهير ديالى تطالب باخراج منظمة خلق الارهابية من المحافظة" و"منظمة خلق والارهاب وجهان لعملة واحدة".
كما هتف المتظاهرون "ديالى (شمال شرق بغداد) لنا ولا نعطيها، وحتى الموت نقاتل فيها".
بدورهم، حمل عناصر "مجاهدي خلق" الذين تجمعوا على مسافة قريبة من موقع التظاهرة لافتات باللغة الفارسية واعلام المنظمة.
كما اطلقوا نداءات بالفارسية ومقاطع من تصريحات لنائب رئيس الوزراء صالح المطلك الذي يتعاطف مع المنظمة، تطالب بالتعامل مع عناصر المنظمة بشكل انساني.
ويضم هذا المعسكر الذي يبعد 80 كلم شمال بغداد حوالى 3400 شخص.
وفي اوج الحرب على ايران، استضاف نظام صدام حسين هذه الحركة التي اعلنها النظام الاسلامي الحاكم في ايران خارجة على القانون في 1981.
وجرد المعسكر من اسلحته بعد اجتياح الولايات المتحدة وحلفائها العراق في 2003. وتولى الاميركيون آنذاك امن المعسكر، قبل ان يسلموا العراقيين هذه المهمة في 2010.
ومنذ ذلك الحين، بات مجاهدو خلق الذين ما زالوا معارضين شرسين للنظام الايراني موضوعا خلافيا بين بغداد وطهران.
وفي نيسان/ابريل، شن الجيش العراقي هجوما على المعسكر اسفر عن مقتل 34 شخصا واكثر من 300 جريح.