في السعودية.. الإنذار المبكر للأرصاد الجوية يدخل ساحة البيع والشراء

تفاجأ السعوديون برسالة نصية أرسلت عبر المزود الأول لخدمة الاتصالات في المملكة تحثهم على الاشتراك في خدمة تجارية أسمتها "الإنذار المبكر"، أطلقتها الرئاسة العامة للأرصاد، وهو أمر سبّب التعجب حول كيفية بيع الإنذار وإجبارالمواطنين على الاشتراك تجاريا مقابل خدمة من المفترض أنها حكومية محضة.

الرياض: أكد المتحدث باسم الأرصاد السعودية حسين القحطاني في اتصال هاتفي مع "إيلاف" أن الأرصاد السعودية وقعت بالفعل عقداً مع الاتصالات السعودية تقوم بموجبه الشركة بتزويد المشتركين بخدمة الإنذار المبكر.

وجاء في الرسالة " تنبيه..!! أمطار وسيول على منطقتك خلال الساعات القادمة (مصدر مجهول) عاجل .. !! الرئاسة العامة للأرصاد تنفي شائعات هطول أمطار من خلال خدمتها الحصرية ( الإنذار المبكر ) " .

وتبلغ تكلفة الرسالة 65 هللة /يوم فقط وهي خاصة بمستخدمي شبكة الـstcفي السعودية ، الهدف منها توخي الحيطة والحذر من الظواهر الجوية المتوقعة على المملكة العربية السعودية.

وبعد أن طلب القحطاني مهلة لمراجعة الأمر حول نظامية أن تبيع جهة حكومية خدماتها للمواطنين عاد ليؤكد أن ما يبث من خلال رسائل المشتركين ليس حصرياً ولا مبكراً، وإنما هي المعلومات نفسها التي تبثها الأرصاد من خلال موقعها المتاح للجميع.

وأوضح القحطاني أن الأرصاد تتعاون كذلك مع الدفاع المدني وكل بياناتهم متاحة للجميع وفي أي وقت وأن الخدمة التجارية المقدمة من الاتصالات ليست سوى رافد آخر، وختم القحطاني تصريحه بأن اتفاقية معينة تحكم العقد بين الاتصالات والأرصاد دون أن يحدد آلية وطريقة الآلية.

وكانت الأرصاد تعرّضت لهجوم كبير بعد كارثة جدة الأولى ،حيث أكد البعض أنه لم يتم تحذيرهم من قبل الرئاسة العامة للأرصاد السعودية ،في الوقت الذي أخلت فيه الرئاسة مسؤوليتها من أضرار أمطار وسيول كارثة جدة، ونشرت عبر موقعها الإلكتروني تقريرا شاملا عن تحذيراتها وبلاغاتها وتوقعاتها حول أمطار جدة ، إضافة إلى صور التعاميم والمخاطبات الرسمية التي تمت مع الجهات المعنية، مشيرة إلى أن تحذيراتها بدأت قبل العاصفة الممطرة بأربعة أيام، وأكدتها قبل الحالة بـ 24 ساعة، فيما بلغت التحذيرات في يوم العاصفة 11 تحذيرا أحمر.

ويحتوي موقع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة على الانترنت بقسم خاص بـ"الإنذار المبكر " وهو يختص بعرض معلومات عن الإنذار المبكر لتوخي الحيطة والحذر من الظواهر الجوية المتوقعة ، حيث يحتوي على معلومات مراقبة الظواهر الجوية والتنبيه لحالة الرياح ومدى الرؤية الأفقية و حالة السحب و التحذير من الظواهر الجوية الخطرة .

الجدير بالذكر أن مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال المختلفة تشهد ارتفاعا لأصوات التحذيرات من احتمالية تعرض منطقة مكة لأمطار غزيرة شبيهة بأمطار أربعاءات جدة الشهيرة التي تسببت بسقوط عدد من الضحايا، إضافة إلى خسائر كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة ، وجعلت أبناء مدينة جدة يخشون من قطرة ماء قد تؤدي إلى كارثة ثالثة تجدد ما لم ينسونه بالكارثتين السابقتين .