أخبار

برنار هنري ليفي أقنع ساركوزي بدعم ثوار ليبيا عسكرياً

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
برنار هنري ليفي

سلّط كتاب (الحرب دون أن نحبها) لمؤلفه الفيلسوف المثير للجدل، برنار هنري ليفي، الضوء على كواليس الأزمة الليبية. وأعيب على كاتبه أنه كان نرجسيًا أكثر من اللازم في كتابته، وحاول جاهدًا أن يقدّم نفسه كالبطل الداعي إلى الخير، ومساعدة الشعوب المضطهدة.

باريس: يمكن اعتبار برنار هنري ليفيالفيلسوف الأكثر إثارة للجدل في فرنسا، فالمراقبون يقدمونه على أنه فيلسوف حرب بالدرجة الأولى، وهو أحد المفكرين المؤمنين حتى النخاع بمبدأ "حق التدخل"، الذي عرف بالدفاع عنه رئيس الدبلوماسية الفرنسية السابق برنار كوشنير.

لعب برنار هنري ليفي دورًا بارزًا في جرّ باريس إلى الساحة الليبية، ما أفرز حتى الآن جدلاً حول دوره الحقيقي، إلى جانب الإليزيه في معارك الثوار ضد القدافي وكتائبه، وازداد الجدلتأججًا مع صدور كتابه "الحرب دون أن نحبها".

قدم الكاتب في هذا العمل روايته حول هذا الدور "بنوع من النرجسية" على حد تعبير الإعلامية صوفيا فوكار، فهو يتحدث في عمله هذا "بلغة الأنا"، وهو"ليس بأمر جديد على رجل يحب الأضواء وتلميع صورته".

وقالت فوكار، في قراءة للكتاب خاصة بـ "إيلاف": "لقد تعودنا من خلال كتاباته أو حواراته على هذه الـ "أنا"، لكنها تحولت في كتابه الأخير إلى نوع من النرجسية والتعالي، بحيث لم يغب ذلك عن أي صفحة من صفحاته".

"فإن لم يكن محركًا أو فاعلاً أو قائدًا ميدانيًا، فهو حاضر من خلال ذكرياته الشخصية، وفخره بأصوله وبمنجزات ذويه، والأكيد أنه من خلال تبنيه هذا الأسلوب، ذكر بصورة مباشرة أوغير مباشرة بأنه كان الرقم الأساسي في المعادلة الليبية، ولولاه لما سارت الأمور على ما هي عليه الآن"، بحسب فوكار.

ليفي الدبلوماسي

لعب ليفي دورًا أكبر من حجمه في القضية الليبية، بحسب مراقبين، بل وفي الكثير من الأحيان، حجب عن العين أداء دبلوماسية بلاده، وهو ما أدى بهؤلاء الملاحظين إلى اعتباره تطاولاً على مهمة رئيس الدبلوماسية الفرنسية.

يعتقد هؤلاء أن ليفي نجح في وضع رئيس الدبلوماسية الفرنسية على هامش صناعة القرار الفرنسي بخصوص القضية الليبية، وإن كان ذلك لمدة من الزمن، فيما فسّرها الفيلسوف المثير للجدل نفسه، بأنّ آلان جوبيه له "سوابق في خلافات دولية، انتهت بكوارث إنسانية، وبالتحديد في البوسنة ورواندا".

صاحب كتاب "الحرب دون أن نحبها"، قال فيأحد تصريحاته إن وضعه لآلان جوبيه على هامش الملف الليبي، وخصوصًا في بداياته، جاء من هذا المنطلق، على الرغم من أنه يقدر- بحسبه - "جوبيه الرجل"، الذي رد عليه بنوع من السخرية، داعياً إياه إلى أن يقوم بالشيء نفسهفي سوريا.

والسؤال الذي حيّر الإعلامية صوفيا فوكار على طول 630 صفحة، ولم تجد له جواباً، "هو لماذا مدّ الرئيس الفرنسي يده لبرنارد هنري ليفي، ومنحه ثقة عمياء، وصمّ آذانه عن نصائح مستشاريه ووزرائه، وانخرط في حرب من دون قيد أو شرط، محركها الأساسي رجل غامض ومثير للجدل مثل ليفي".

تتابع فوكار "مكالمة هاتفية وحيدة من طرف ليفي، كانت تكفي لقبول ساركوزي الاعتراف الرسمي بالمجلس الانتقالي الليبي، حتى من دون أخذ الوقت الكافي للإطلاع على تشكيلته، ومعرفة الشخصيات المكونة له، وانتماءاتهم السياسية". غلاف كتاب "الحرب دون أن نحبها"

وأضافت قائلة: "الأكيد أن هناك علامات استفهام كثيرة تراود أي مطّلع على فحوى الكتاب حول ما تم تداوله رسميًا بالنسبة إلى ما حدث في ليبيا، والأكيد أيضاً أن ما جمع الرجلين أقوى من أي ولاءات سياسية. فكلا الرجلان يحبّان الأضواء والظهور بمظهر البطل الداعي إلى الخير، ومساعدة الشعوب المضطهدة".

وتتابع في السياق نفسه: "رغم كل المبررات التي قدمها ليفي لشرح هذا التحالف الغريب بينه وبين ساركوزي في حربهما ضد نظام القدافي، إلا أن هناك أمورًا بقيت مخبأة".

وتساءلت: "ما الذي جعل رئيس الجمهورية الخامسة يساير فيلسوفًا مثيرًا للجدل، ولا يحسب على صفه السياسي، باتخاذ قرارات مصيرية لها تأثير على صورة فرنسا خارجياً، لمجرد إشارة من رجل اختزل في شخصهكل الأدوار؟".

وبحسب استنتاجها، فإن قراءة الكتاب تعطي انطباعًا بأن "المؤسسات الرسمية، التي من مهامها مثل هذه الملفات، معطلة، فمنذ بداية الحرب إلى نهايتها لم تقدم لنا إلا فاعلين أساسيين هما هو والرئيس".

وكأنه بذلك، تستطرد فوكار، "يريد أن يوصل إلينا رسالة، مفادها أن الحكومة اليمينية عاجزة عن منح فرنسا المكانة التي تستحقها خارجيًا، وعلى أن الرئيس اليميني استنجد بالكاتب والفيلسوف والناشط اليساري، لتدارك الموقف والخطأ الذي وقع فيه، عندما استقبل القذافي في الإليزيه. زد على ذلك أن الكتاب ككل يعطي للثوار والمجلس الانتقالي دورًا ثانويًا".

الخلفية الإنسانية

اندفاع برنار هنري ليفي نحو الحرب في ليبيا ضد القذافي يربطه هو نفسه بخلفية إنسانية، تسمح بحسب تقديره، بالتوظيف العملي لمبدأ يؤمن به، ليس فقط فلسفيًا، وإنما على ساحة الميدان كذلك، وهو "حق التدخل"، خاصة وأنه رجل ميدان، لا يقتنع بالعمل الصحافي والفكري في المكاتب الدافئة.

"فالدور الذي لعبه ليفي في ليبيا تجاوز دور الصحافي أوالمثقف أوالمراسل الحربي، إلى دور وحيد وأوحد هو الدور العسكري"، تقول صوفيا فوكار.

يخبر ليفي في كتابه "الحرب دون أن نحبها" كيف أقنع الرئيس الفرنسي بهذا المبدأ العزيز جداً على رئيس دبلوماسيته السابق برنار كوشنير، والذي تأسف لمغادرته "للكي دورسي"، مقر الخارجية الفرنسية، قبل موعد اندلاع أزمة من هذا النوع.

وهو كتاب لا تعتبره الإعلامية صوفيا فوكار "عملاً أدبيًا بالكامل"، لأنه، بحسبها، "مزيج من التحقيق الصحافي والسرد الروائي والعمل الوثائقي، هذا بالنسبة إلى جانب الشكل".

أما بالنسبة إلى المضمون، تضيف فوكار، "فنحن أمام كتاب مثير للجدل ككاتبه، لأنها المرة الأولى التي نتلقى فيها هذا الكمّ الكبير من المعلومات، التي لم يتم التطرق إليها، لا في تقارير صحافية ولا تلفزيونية، عن كواليس حرب، وضعت أوزارها أيامًا قليلة قبل نشر الكتاب".

"نحن أمام ويكيليكس جديدة. تدفع بنا إلى إعادة النظر في كل ما قيل ويقال عن الثورة الليبية وعن حيثيات الإطاحة بنظام القذافي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
يهودي صهيوني
حسن العراقي -

ابحث عن هذا الاسم في كل الدول التي شهدت دمارا وتطهيرا عرقيا وطائفيا. اظن ان جميع تحركته مدروسة ولها بعد يرجع الى انتماءات هذا الرجل الدينية والسياسية

حليف اسرائيل
سامي المغرب -

هدا الشخص معروف عليه انه من اللوبي الصهيوني المؤيد لاسرائيل بفرنسا ولكن على عكس ليبيا فهو كان يدعم في بن علي بتونس حتى لا يسقط وكدلك بمصر حيث كان يعتبر سقوط مبارك خسارة لهم

تسخير من الله.
هانى الليبي -

ليفى، ساركوزى، اوباما، كاميرون، الناتو، قطر، الامارات، تونس، السودان....... تعددت الاسماء وتعددت الدول و تعددت المصالح وتعددت النوايا. ولكن المؤكد لى ولاغلب الليبين، واستطيع التاكيد ان هذا كله وما خفيى منه، هو تسخير من الله عز وجل رحمة بهذا البلد ومحو القذافي ونظامه وذريته الخبيثة رحمة بالبشرية جمعا.الله اكبر الله اكبر ولله الحمد.

حقائق من الأهمية بمكان
مولاي المصطفى بابوي -

من خلال هذا المقال تعرفت على خبايا هنري ليفي، وعلى المكانة التي يحظى بها لدى الرئيس الفرنسي. وما استغربت له أكثر هو أن هذا الأخير يبدو أكثر ذكاء وتنقيبا وبعدا للنظر في مثل هذه المواقف إلا أنه في خلال أحداث ليبيا أبدى عن عجزه الكامل وعن ثقته الكاملة في شخص يعرف الجميع مصادر قوته وعجرفته وانسياقه للخوض في أشياء ليست من اختصاصاته ككاتب وسياسي وفيلسوف ...وفي سياق هذا التساؤل لا يسعني إلا أن أحيي بحرارة كاتبة هذا المقال، التي تعرفت على مضامين الكتاب بكل دقة، وخرجت باستنتاجات مهدت الطريق للقاريء كي يتعرف على ههنري ليفي : سرا وعلانية، حاضرا ومستقبلا، إضافة إلى الغايات التي يرمي إليها والتي = وبدون شك= تخدم اجندات معينة...

هذا كلام سوق
ناقد -

هذا ; الفيلسوف ; هو كما سماه الوزير الفرنسي جان بيير شوفينمان ليس الا; بوسطجي ; بين الصهيونية المهووسة بالبترول وأمريكا التي تبتز البترول، وكلاهما سيان، اليس هو الذي لايزال يشهر سيفه في كل مكان تترحم فيه على المسلمين، البوسنة، أفغانستان، ليبيا، مصر، لكنه حاول مع المعارضة السورية وعلى الرغم من انه تمكن بعض من جهل أهلها السوريين الذين يتراكضون كالجراد إما لأن تكتب اسمائهم أو يظهرون لتتلقفهم الفضائيات تماماً على وزن نرجسيته، لكنه لم يتمكن الدخول الى عمقها لأنه يعرف كما يعرف سيده الفرنسي ; ساركوزي; والاثنين لهما تبعية أمريكية كما تشير بعض المصادر الاعلامية مثل موقع فولتير الفرنسي، نعم كتاب تمسح فيه بالجهل الليبي المدقع في بنغازي عند البرابرة الذين رأينا اسلامهم ومصيبة جهلهم عظيمة قد يأتي اليوم الذي سيتفلسف بها هذا الفيلسوفي في حديث السوق ... إننا صحيح نعيش ثورات قد تكون في جلها عظيمة لإرادة الشعوب، لكن على ان لاتسرق من قبل هذه العصابات الدولية ليتاجر بها وتعود من جديد الى سلب ارادة الشعوب التي يدافع عنها، وكم كنت اتمنى على من مثل هذا ان يحكي ما يدور في اجتماعاته الخاصة والسرية حول هذه الشعوب العربية المسلمة

لأجل سواد عيوننا!
اللامنتمي -

طبعاً، فآل صهيون هم أرباب نعمتنا و أسباب حضارتنا و سر كل جمال في حياتنا! فعلاً شيء يدعو للسخرية و للتساؤل عن أسباب الترويج لهكذا خزعبلات و تكرارها! التطبيع لم و لن ينجح يوماً أيا كانت أساليبه و أشكاله، و الحق يبقى حقاً، و الباطل باطلاً مهما طال الزمان. هذه بديهية لا تحتاج لاثبات- و إن كان الاثبات آت لا محالة.

قل ببساطة رأيك
ابو احمد -

لماذا اللف والدوران وتبطين الكلام بهذه اللغة الممجوجة، قل ما تريد وانصرف، ببساطة.