الناخبون المغاربة يصوتون الجمعة وتوقعات بتقدم الاسلاميين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في غمرة الربيع العربي يتوجه الناخبون في المغرب الجمعة الى مراكز الاقتراع لانتخاب برلمان جديد، ويامل اسلاميو حزب العدالة والتنمية الفوز به.
أيمن بن التهامي، وكالات: في غمرة الربيع العربي يتوجه الناخبون في المملكة المغربية الجمعة الى مراكز الاقتراع لانتخاب برلمان جديد، في اقتراع هو اشبه بالاختبار بعد اشهر من الاحتجاجات الاجتماعية السياسية ويأمل اسلاميو حزب العدالة والتنمية الفوز به.
ارتفاع حرارة الحملة الانتخابية بعد بداية باردة
وطوت الحملة الانتخابية بالمغرب أكثر من نصف الفترة الزمنية المحددة لها في أجواء باردة، بانتظار أن تعرف الأيام الأخيرة، التي تفصل عن الاقتراع المقرر إجراؤه في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، ارتفاعا في حرارة المنافسة بين المرشحين.
واضطر عدد من المرشحين للصعود إلى الجبال، وتعقب المواطنين إلى الأسواق الشعبية في القرى، في محاولة للتواصل المباشر معهم، في حين يتكفّل أنصار كل مرشح بتوزيع المنشورات، وإلصاقها على الجدران في الأماكن المخصصة لذلك.
ويوظف مرشحون عدد من الوسائل في حملتهم، منها مكبرات الصوت، والسيارات الرباعية الدفع، كما يجري استهداف مختلف الفضاءات، من بينها الحمامات الشعبية، وصالونات الحلاقة، والمقاهي، وغيرها.
وفي جولة لـ "إيلاف" بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، في نهاية الأسبوع، تبين أن أجواء الحملة ما زالت باردة، وزاد من تخفيض درجة حرارتها التساقطات المهمة للأمطار.
يقول عزيز (م)، المناصر لأحد المرشحين في دائرة آنفا: "نقوم يوميا بتوزيع كمية لا بأس بها من المنشورات، غير أن الأجواء ما زالت هادئة، ونتوقع أن ترتفع حرارة الحملة، قبل 48 ساعة من الاقتراع".
وذكر عزيز، لـ "إيلاف"، أن "بعض المرشحين ما زالوا لم ينزلوا بعد إلى الشارع للتواصل مع المواطنين، ويجري حاليا الاكتفاء فقط بتوزيع المنشورات".
هذا البرود في وسط المدن، يقابله "سخونة" في الأنشطة المسجلة بالقرى، حيث يجري تنظيم المهرجانات الخطابية، كما شوهد تنقل بعض المرشحين، برفقة فقهاء وفلكيين، خلال قيامهم بالحملة الانتخابية.
وأكد محمد (ع)، أحد سكان المناطق الجبلية في شمال المغرب، أن "80 في المائة من المشرحين يركزون حملتهم في الأسواق الأسبوعية"، مشيراً إلى أن "ظاهرة الولائم الجماعية وغيرها تراجعت، مقارنة مع السابق".
وأوضح محمد، لـ "إيلاف"، أن "مرشحين وجدوا صعوبات في التواصل مع بعض الناخبين في الشمال، حيث أن سكان أعدوا لائحة بمطالب خاصة بهم، واشترطوا على المرشحين تطبيقها من أجل التصويت عليها".
ومن بين هذه المطالب "رفع حصار إدارة المياه والغابات، وإعادة النظر في قضايا المتابعين في ملفات زراعة القنب الهندي، والذين يصل عددهم إلى 5 آلاف شخص".
وفي مناطق أخرى، طرد ناخبون مرشحين سابقين، بعد أن ضاقوا ذرعا بالوعود الانتخابية التي تتكرر في كل محطة دون أن تتحقق، في حين اصطدم آخرون بغياب المواطنين لأنهم توجهوا إلى الحقول، بسبب تزامن هذه الفترة مع موسم جني الزيتون.
وتحولت المهرجانات الخطابية إلى منصات لتبادل إطلاق الصواريخ بين قياديي بعض المكونات السياسية.
ونالت الحكومة قسطا لا بأس بها من هذه الانتقادات، وهو ما حدث أيضا بالنسبة لتحالف الثمانية، قبل أن يأتي الدور على حزب العدالة والتنمية، الذي يتوقع أن يرفع إيقاع "المواجهات الكلامية".
وتقع مختلف الدوائر الانتخابية، التي تشهد تجاوزات أو خروقات أثناء الحملة الانتخابية، تحت طائلة الحكم ببطلان الانتخابات جزئيا أو مطلقا، إذا لم يجر الانتخاب طبقا للإجراءات المقررة في القانون، أو في حالة إذا لم يكن الاقتراع حرا أو شابته مناورات تدليسية، أو إذا كان المنتخب أو المنتخبون من الأشخاص الذين لا يجوز لهم الترشح للانتخابات بمقتضى القانون أو بموجب حكم قضائي.
توقعات بفوز الإسلاميين
وبعد اشهر من تعديل دستوري بادر به العاهل المغربي محمد السادس ونال تأييدا واسعا في استفتاء الاول من تموز/يوليو، تشكل هذه الانتخابات، التي دعي 13 مليون ناخب مغربي مسجل للمشاركة فيها، فرصة لمعرفة الوزن الحقيقي للقوى السياسية المشاركة في الاقتراع والبالغة نحو 30 حزبا.
وفي هذا السياق يعول حزب العدالة والتنمية على الافادة من فوز حزب النهضة الاسلامي في تونس في انتخابات 23 تشرين الاول/اكتوبر الماضي بـ89 مقعدا من مقاعد المجلس الوطني التاسيسي التونسي ال217.
وحزب العدالة والتنمية هو حاليا اول احزاب المعارضة المغربية ويملك 47 نائبا وسيفتح له الفوز بانتخابات الجمعة باب دخول الحكومة للمرة الاولى.
ورغم غياب استطلاعات الراي التي منعت قبل اسبوعين من انطلاق الحملة الانتخابية، فان غالبية الخبراء يمنحون حزب العدالة والتنمية حظوظا جيدة ليكون بين اول الاحزاب الفائزة في الانتخابات المغربية.
وعنونت اسبوعية "تيل كيل" الناطقة بالفرنسية غلاف عددها لهذا الاسبوع "المغرب سيكون اسلاميا".
وقال سعد الدين عثماني احد القيادات النافذة للحزب في مقابلة ان "حزب العدالة والتنمية سيكون اما الاول او الثاني" في هذه الانتخابات.
بيد ان الحزب الاسلامي سيكون في منافسة مع خصمين كبيرين هما حزب الاستقلال بزعامة رئيس الوزراء عباس الفاسي (52 نائبا) والتجمع الوطني للاحرار (ليبرالي) بزعامة وزير الاقتصاد صلاح الدين مزور (38 نائبا).
وستشكل الانتخابات اختبارا كذلك لـ"حركة 20 فبراير"، هذه الحركة العفوية التي ولدت في خضم الربيع العربي ودعت الى مقاطعة انتخابات الجمعة مع بعض احزاب اليسار.
وتضم هذه الحركة اسلاميين وناشطين يسار وشباب يتظاهر منذ اشهر في المدن الكبرى مطالبا باصلاحات اجتماعية وسياسية عميقة.
وقالت وداد ملحاف الطالبة والناشطة في الحركة لوكالة فرانس برس "لن اشارك في التصويت لانه لا شيء يتغير في هذا البلد".
وسيتابع المراقبون باهتمام نسبة المشاركة في الانتخابات في المملكة حيث ترتفع نسبة الامتناع عن التصويت. وكان 37 بالمئة فقط من الناخبين شاركوا في الانتخابات التشريعية لعام 2007.
ورغم الرهانات الكبيرة ونداءات السلطات للناخبين للمشاركة في الاقتراع، لا يبدو ان المغاربة متحمسون للتصويت. وقبل خمسة ايام فقط من موعد الاقتراع لانتخاب 395 نائبا، بدت الحملة الانتخابية هادئة نسبيا مع عدد قليل من اللافتات.
وقالت بعثة للمجلس البرلماني للاتحاد الاوروبي قبل ايام "لم نلحظ حماسة كبيرة".
ومهما تكن نتيجة انتخابات الجمعة فان الحياة السياسية المغربية لن تكون بالتاكيد بعدها كما هي قبلها، وذلك بموجب تطبيق التعديل الدستوري.
والامر الجديد اساسا هو ان رئيس الوزراء سيتم تعيينه من قبل الحزب الذي يفوز باكبر عدد من الاصوات.
ومع الابقاء على علوية الملك فان الدستور الجديد منح سلطات اكبر للبرلمان ولرئيس الحكومة.
وسيكون بامكان هذا الاخير مثلا حل البرلمان لكن سيكون عليه الحكم ضمن ائتلاف.
وتساءلت صحيفة اخبار اليوم اليومية في هذا الصدد "كيف ستكون العلاقات بين الملك ورئيس الحكومة؟".
وسيتيح الاقتراع الذي سيجرى تحت انظار اكثر من اربعة آلاف مراقب مغربي واجنبي، انتاج نخب سياسية محلية جديدة. وبحسب ارقام وزارة الداخلية فان 87 بالمئة من رؤساء القوائم الانتخابية لم يسبق لهم ان دخلوا البرلمان كما ان 45 بالمئة من المرشحين تقل اعمارهم عن 45 عاما.
الاسلاميون يتوقعون فوزا في الانتخابات على غرار ما حصل بتونس
يتوقع ابرز حزب اسلامي في المغرب الفوز في الانتخابات التشريعية المقررة الجمعة، مدفوعا بانتصار حركة النهضة في تونس، مما قد يتيح له الدخول الى الحكومة لاول مرة لكن الرهان ليس هينا ولا محسوما سلفا.
ويعتبر حزب العدالة والتنمية (اسلامي معتدل) المعارض، وهو ثاني حزب سياسي في البرلمان يمثله 47 نائبا، اليوم الاوفر حظا للفوز بالانتخابات التشريعية.
واعلن امينه العام عبد الله بن كيران السبت لفرانس برس "الى الذين يظنون اننا الاوفر حظا اقول اننا حقا الاوفر، انكم على صواب تماما".
ويتطلع حزب العدالة والتنمية المستفيد من المد الاسلامي في منطقة تمتد من تركيا الى تونس، اكثر من اي وقت مضى، الى تولي رئاسة الحكومة.
وقال بن كيران "انه دائما من الصعب تولي مسؤولية حكومية لكننا سنحاول".
من جانبه قال لحسن داودي رئيس الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية لفرانس برس مازحا "اننا شر لا بد منه" بدون ان يخفي انه سيكون من الصعب ممارسة الحكم وسط ائتلاف.
ويلزم الدستور الجديد الملك بان يعين رئيس الوزراء من الحزب الذي يحصل على اكبر عدد من المقاعد في البرلمان.
وفي هذا الصدد يحاول حزب العدالة والتنمية الطمأنة فيقول بن كيران ان "الدستور يعطي للملك الحق في تعيين اي كان من حزب العدالة والتنمية كرئيس حكومة اذا فزنا، ولا يزعجني ان لا يعينني انا شخصيا".
واضاف "لكننا نحن ايضا نحتفظ بحقنا في قبول او رفض خياره".
وفي خضم الاستعداد الى الانتخابات التشريعية يحاول الحزب منذ اشهر ان يظهر بمظهر حزب "عادي" مكثفا التصريحات الرامية الى الحد من الارتياب المفترض الذي ابداه الملك محمد السادس به كما افادت برقية دبلوماسية اميركية في اب/اغسطس 2005 كشفهما موقع ويكيليكس.
وافادت البرقية ان العاهل المغربي قال لسيناتور اميركي "عندما تتحدثون عن اسلاميين، سواء كانوا معتدلين او متطرفين، انهم جميعا مناهضون للاميركيين".
واضاف "لا تنخدعوا لانه يبدون وكانهم عقلاء ولطفاء".
ورد القيادي الاسلامي مؤخرا ان "العلاقات بيني وبين الملك تقوم على الاحترام واذا كان الملك لا يحبني فهذه ليست مشكلتي، اكيد انه بالنهاية سيعجب بنا عندما سيرى عملنا".
واكد المحلل السياسي محمد ظريف انه "حتى وان لم يكن وحده الاوفر حظا فان حزب العدالة والتنمية يجهد للظهور بانه حزب عادي".
وفي تشرين الاول/اكتوبر الماضي، خلال عرض برنامج الحزب قدم بن كيران ضمانات الى حلفاء المغرب واكد خصوصا "اعطاء الاولوية لاوروبا والولايات المتحدة على افريقيا والدول العربية لاننا واعون باهمية هذين الحليفين".
واضاف "اننا واقعيون".
وفي خطاب اكثر غموضا موجه الى المدافعين عن العلمانية صرح بن كيران لفرانس برس انه ليس "ضد العلمانية" في الاساس بل "ضد العلمانية في المغرب".
وينص الدستور الجديد المصادق عليه في تموز/يوليو على ان الاسلام دين الدولة المغربية و"يعارض اي تمييز" ديني او ثقافي وينص على "الحق في الحياة".
وينذر ذلك بشيء من التوتر المحتمل مع الاسلاميين حول تاويل النصوص الجديدة.