أخبار

مخاوف في كركوك من تحول الخلاف الداخلي الى ارض خصبة للقاعدة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بغداد:يخشى مسؤولون في كركوك ان تتحول الخلافات القومية في المحافظة المتنازع عليها في شمال العراق الى ارض خصبة للجماعات المسلحة وخصوصا تنظيم القاعدة بعد الانسحاب الاميركي من البلاد.
ويقول نائب مدير عام شرطة كركوك وقائد خلية مكافحة الارهاب اللواء تورهان عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "لدينا مؤشرات على ان القاعدة يعيد تنظيم عمله وينسق بشكل كامل مع باقي المجاميع المسلحة لشن عمليات منظمة".

ويضيف "هناك مؤشرات حول امكانية شن عمليات نوعية كالخطف وتفجير العبوات، لكننا سنقف بوجههم بقوة رغم التحديات التي نواجهنا اليوم (...) وبينها غياب جهود القوات الاميركية التي كانت تؤمن لنا الاستطلاع الجوي والمراقبة".
وكان قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال لويد اوستن توقع الاثنين ان تحدث "اضطرابات" امنية في البلاد بعيد انسحاب قواته منها نهاية العام الحالي، وذلك بسبب سعي تنظيمات مسلحة الى "توسيع هامش عملياتها"، وخصوصا في الشمال.

ويقول عبد الرحمن ان تنظيمات مسلحة قوية على رأسها "انصار السنة" و"القاعدة" و"جيش رجال الطريقة النقشبندية" قد تقوم بتركيز نشاطها على كركوك بشكل اكبر من باقي مدن الشمال "لانهم يسعون لاثارة الفتنة القومية".
وتواجه كركوك (240 كلم شمال بغداد) الغنية بالنفط والتي يعيش فيها حوالى 900 الف نسمة يمثلون معظم اطياف المجتمع العراقي، تحديات ومشاكل مختلفة ابرزها التنازع على السلطة.

ويطالب الاكراد بالحاق كركوك باقليم كردستان الشمالي فيما يصر العرب والتركمان على الابقاء عليها كمحافظة مستقلة مرتبطة بالحكومة المركزية.
ويؤكد مدير عام شرطة محافظة كركوك اللواء جمال طاهر ان قواته "مستعدة لاستلام الملف الامني من القوات الامركية بعد انسحابها من العراق".

الا انه يحذر من ان "جميع مكونات كركوك مستهدفة من قبل الارهاب".
وشهدت كركوك في الفترة القليلة الماضية موجة اغتيالات وخطف وعمليات تفجير وقتل.

وقد قتل خمسة اشخاص في كركوك وعثر على جثة، خلال يومي الاثنين والثلاثاء، بينما اعلن مصدر رفيع المستوى في شرطة كركوك الاربعاء عن "انفجار سيارتين مفخختين وسقوط اربعة قذائف استهدفت مركز الشرطة في قضاء الحويجة (55 كلم غرب كركوك)".
في موازاة ذلك، توعد تنظيم القاعدة بقتل "المخبرين السريين" الموالين للحكومة وذلك عبر منشورات القيت في كركوك.

ويرى عضو مجلس محافظة كركوك شيرزاد عادل ان "مسألة الانسحاب الاميركي وعدم جهوزية القوات الامنية العراقية ستستغل من قبل القوى المعادية للعملية السياسية وبشكل خاص تنظيم القاعدة".
ويوضح "يريدون ان يكون لهم موطئ قدم في كركوك علما ان الصراع بين المركز (حكومة بغداد) والاقليم (الحكومة المحلية في اقليم كردستان) وعدم حل المشاكل في كركوك عاملان يشكلان ساحة خصبة للارهاب".

وينظر العديد من المراقبين الى كركوك على انها مثال عما سيكون عليه عراق ما بعد الانسحاب الاميركي الذي يخلف بلدا تمزقه اعمال عنف شبه يومية منذ اسقاط نظام صدام حسين عام 2003.
ويقول استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد احسان الشمري ان "كركوك قد تكون واحدة من القنابل الموقوتة بعد الانسحاب الاميركي من العراق، خصوصا وسط الصراع بين العرب والاكراد".

ويضيف ان "الحوار بين السياسيين العراقيين (...) مسدود، والحديث حول ملف كركوك لا يبعث على الامل".
وكانت عملية تسليم مطار من القوات الاميركية الى السلطات العراقية في كركوك الاسبوع الماضي تحولت الى مادة لاشتباك سياسي بين العرب والاكراد حول احقية السيطرة على المطار، وكادت ان تؤدي الى توتر امني بين الفريقين.

وقبل ذلك قاطع عرب كركوك الاجتماعات التي عقدها رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، لدى زيارته محافظتهم رغم اعلانه انه يحمل رسالة "التعايش والوئام" ووعوده بتحسين الاوضاع في كركوك.
ولا يتوقع عبد الرحمن منشد العاصي احد ابرز شيوخ العبيد والقيادي في المجلس السياسي العربي في كركوك "بروز نشاط لتنظيم القاعدة مثلما عرفناه عام 2006 و2007".

لكنه يرى ان الصراع سيكون "عربيا كرديا في المناطق ذات الاهتمام المشترك وستكون قلبه كركوك، وهذا الامر اخطر من عمل تنظيم القاعدة".
ويدفع الخلاف بين مكونات كركوك والانسحاب الاميركي من المدينة البعض الى التفكير في حماية نفسه بنفسه.

ويقول عضو مجلس كركوك عن قائمة جبهة تركمان العراق المهندس قاسم حمزه البياتي ان "الجماعات المسلحة تستهدف التركمان لانهم لا يمتلكون مليشيات او قوى امنية معينة وهم الحلقة الاضعف امنيا في كركوك".
واضاف "نطالب بتشكيل حماية ذاتية للتركمان لحمايتهم من الاستهداف المتكرر"، على غرار قوات البشمركة الكردية التي تقدم الحماية للاكراد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف