أخبار

المغاربة إلى صناديق الاقتراع لانتخاب مجلس نواب جديد

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في إيلاف أيضاًملف خاص: استحقاق المغرب

آخر تحديث: الجمعة 25 نوفمبر الساعة 14:22 بتوقيت غرينتش

بعد أشهر قليلة من إصلاح دستوري بادر إليه العاهل المغربي الملك محمد السادس وأيّده استفتاء شعبي، بدأ الناخبون المغاربة اليوم الإدلاء بأصواتهم لاختيار نوابهم في البرلمان حيث تحتدم المنافسة بين الحزبين الكبيرين في الائتلاف الحاكم وحزب العدالة والتنمية المعارض.

عبدالرحمن الماجدي ويحيى الطاهر من الرباط وأيمن بن التهامي من الدار البيضاء،الوكالات: بدأ المغاربة الجمعة الإدلاء بأصواتهم في اول انتخابات برلمانية تشهدها البلاد منذ ادخال اصلاحات دستورية تمنح البرلمان ورئيس الوزراء مزيدا من الصلاحيات. وكان وزير الداخلية المغربي أعلن ليلة أمس أن مكاتب التصويت لانتخابات مجلس النواب ستفتح أبوابها الجمعة ابتداء من الساعة الثامنة صباحا وإلى غاية السابعة مساء.

وينص القانون الانتخابي على أن التصويت يتم حصريا بواسطة البطاقة الوطنية للتعريف وحدها.وستتيح هذه الانتخابات التشريعية التي تريدها السلطات "تاريخية" ودعي للمشاركة فيها 13 مليون ناخب مغربي، معرفة وزن القوى السياسية الحقيقي خصوصا مع مشاركة 30 حزباً سياسياً فيها.

وستحتدم المنافسة خصوصا بين الحزبين الكبيرين في الائتلاف الحاكم، اي حزب الاستقلال بزعامة رئيس الوزراء عباس الفاسي والتجمع الوطني للاحرار بزعامة وزير الاقتصاد والمالية صلاح الدين مزوار وحزب العدالة والتنمية المعارض.

إمرأة مغربية تمر أمام رسم إنتخابي في أحد شوارع الدار البيضاء

ويراهن حزب العدالة والتنمية على تأثير فوز إسلاميي حزب النهضة في انتخابات 23 تشرين الاول/اكتوبر في تونس وبروز القوى الاسلامية في العديد من الدول الاسلامية مثل مصر وتركيا. وحزب العدالة والتنمية هو أكبر احزاب المعارضة (47 نائبا من 395) في حين يملك حزب الاستقلال 57 نائبا.

وفي حال فاز حزب العدالة والتنمية بانتخابات الجمعة، فان ذلك سيفتح له الباب امام دخول الحكومة بموجب التعديلات الدستورية الاخيرة التي تفرض ان يكون رئيس الوزراء من الحزب الذي يحصل على اكبر عدد من الاصوات.

وقد أفاد عدد من المتظاهرين لـ "ايلاف" أن حكمهم على نتائج الانتخابات سيتحدد بعد معرفة الفائز الذي يتوقعون أن يكون العدالة والتنمية على الرغم من وجود حالات شراء أصوات خاصة في القرى والمدن الصغيرة.

وأكد متظاهرون وجلّهم من الشباب أنهم لو تم تخييرهم بين تجمع الاحزاب الليبرالية والعدالة والتنمية فانهم يفضلون الاخير. لكنهم في الاصل يقاطعون هذه الانتخابات لاعتمادها على دستور ما زال بحاجة إلى تعديلات كثيرة، حسب قولهم.

وتأتي الانتخابات التشريعية بعد أشهر قليلة من إصلاح دستوري بادر اليه العاهل المغربي الملك محمد السادس وأيّده استفتاء شعبي في الاول من تموز/يوليو الماضي.

من جانبه، قال خالد ناصري وزير الاتصال المغربي لوكالة الأنباء الفرنسية حول احتمال ان يهيمن الاسلاميون على المغرب "لا، المغرب ليس تونس. لا يوجد خطر إسلامي. فتونس اكتشفت للتو التعددية السياسية" القائمة في المغرب منذ فترة، على حد قوله.

واضاف الوزير "لم يسبق ان كانت اللعبة السياسية مفتوحة الى هذا الحد (..) والحزب الاقوى لن يحوز بالتأكيد على اكثر من 16 الى 18 بالمئة" من الاصوات، كما توقع.

وتوقع الكثير من الخبراء تشكيل حكومة من عدة احزاب. وقال عمر بيندورو استاذ القانون الدستوري في كلية الرباط "يمكن لحزب العدالة والتنمية ان يكون في المرتبة الاولى. ولكن حتى لو ترأس الحكومة فان السلطة التنفيذية سيتولاها ائتلاف"، رافضا تقديم أي توقعات.

ثم يبقى رهان الاقتراع الاخر وهو نسبة المشاركة في بلد تقاطعت فيه غالبية الناخبين الانتخابات (في انتخابات 2007 شارك 37 بالمئة في الاقتراع). وقال بيندورو انه "بالنسبة للسلطة، فان المشاركة القوية من شأنها أن تتيح له منح مصداقية للاصلاحات الدستورية" ومنح المملكة "مصداقية وصورة ايجابية في الخارج".

توقع مشاركة ما بين 42 و52 بالمائة من الناخبين

إلى حدود الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الاقتراع، بدت الأجواء في العاصمة الرباط عادية، حيث لم تلاحظ كثافة إقبال المواطنين على مكاتب التصويت. وبدت حركة الناس عادية كسائر يومياتهم العادية.

وعادة ما يتم تدارك تسجيل الإقبال في ساعات الذروة، ما بين الثانية عشرة والثانية زوالا، باعتبارها وقتا ملائما لحرية تحرك المواطنين بعد مغادرتهم مقرات عملهم.

وكانت السلطات المغربية قد دعت إلى تسهيل عمل الموظفين من أجل ولوج مكاتب التصويت يوم الاقتراع.

وأعلنت عدة وزارات في بلاغات لها منح كافة التسهيلات لموظفيها من أجل تمكينهم من الذهاب إلى مكاتب الاقتراع.

وقال الباحث في العلوم السياسية ميلود بلقاضي "ألاحظ أن ثمة إحساسا قويا بالمواطنة لدى الشباب على الخصوص."

وأضاف بلقاضي في اتصال مع "إيلاف": "إنه بقدر ما تقوّى صوت مقاطعي الانتخابات، بقدر ما تنامى سلوك المواطنة." بحيث، يؤكد بلقاضي، "مقابل الخطاب القوي للمقاطعة ظهر خطاب التشبث بالمشاركة في التصويت كواجب وطني وهذا ما لمسته صبيحة اليوم من خلال رؤيتي شبابا وكهولا قاصدين مكاتب التصويت في حماس وطني."

وفيما اعتبر بلقاضي أن الانتخابات التي تجرى اليوم "رهان حقيقي"، أشار إلى: "ضرورة المشاركة الواسعة للمواطنين، على اعتبار أن التغيير لا يأتي من خارج صناديق الاقتراع، وأن الفساد والمفسدين يجب أن نحاربهم عبر التصويت ضدهم، وليس بالركون إلى عدم التصويت."

وأكد الباحث في العلوم السياسية ل"إيلاف": "بالفعل، للناس تخوفات وتحفظات، لكن، ونظرا للظروف المحيطة بالتصويت، كان من اللازم أن يكون لها تأثير على سلوك المواطن."

وأوضح بلقاضي أن الانتخابات أجريت في إسبانيا الجار الشمالي للمغرب وفوز الحزب الشعبي، ثم الانتخابات التي جرت في تونس وأفرزت حزب النهضة، معتبرا أن هذه المعطيات "قد ساهمت في تحريك السلوك المواطن للمغاربة والإحساس بضرورة المشاركة في اقتراع اليوم."

وتوقع الباحث في العلوم السياسية مشاركة بنسبة "ما بين 42 و52 بالمائة."

وحول سيناريوهات الفوز، قال بلقاضي: الآن نحن أمام احتمالين كبيرين: فوز حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يتزعمه عبد الإله بنكيران الذي غطى 91 من أصل 91 دائرة انتخابية ، والاحتمال الثاني متعلق باحتمال فوز حزب التجمع الوطني للأحرار" الذي يترأسه صلاح الدين مزوار وزير المالية في الحكومية الحالية".

ويبدو أن المغرب يسير بثبات لاجتياز اختبار عمق الإصلاحات بنجاح ، التي أطلقها العاهل المغربي محمد السادس، بعد تسجيل، منذ الساعات الأولى لصباح اليوم الجمعة، إقبالا لا بأس به للناخبين على صناديق الاقتراع.

وذكر بلاغ لوزارة الداخلية، اليوم، أن نسبة المشاركة في عملية التصويت، التي انطلقت في كافة مناطق المملكة، بلغت أربعة في المائة إلى حدود الساعة العاشرة.

وأوضح البلاغ أن عملية التصويت تتواصل في جميع مناطق المملكة من أجل انتخاب أعضاء مجلس النواب للولاية التشريعية المقبلة في ظروف عادية.

وسجلت "إيلاف" إقبالا لا بأس على صناديق الاقتراع في بعض الدوائر، منها دائرة آنفا في الدار البيضاء، حيث لوحظ توافد أعداد مهمة على مكاتب التصويت، منذ الساعات الأولى لبدء العملية.

وقالت نجاة بن إدريس، موظفة، "توجهت في الصباح للإدلاء بصوتي، حتى لا أصطدم بالازدحام في الساعات الأخيرة التي تسبق إغلاق صناديق الاقتراع"، مبرزة أن "التصويت واجب وطني، ونحن مع كل ما فيه صلاح للمغرب".

وذكرت نجاة، في تصرح لـ"إيلاف"، أن "الجميع مطالب بالتصويت، حتى نقطع الطريق على المفسدين، ونضع الثقة في من هم قادرون على الدفاع عن حقوقنا في مؤسسة البرلمان".

من جهته، ذكر مصطفى، إطار بنكي، "أنا حريص على الإدلاء بصوتي في الانتخابات، لأن هذا واجب وطني، وأمانة"، مشيرا إلى أنه اختار المرشح الذي اقتنع ببرنامج حزبه، ويتوقع منه أن يكون خير ممثل لمن في مجلس النواب.
وأبرز مصطفى، لـ"إيلاف"، أن "هذه الانتخابات محطة مهمة في تاريخ المملكة، ويجب على الجميع أن يساهم فيها حتى نسير بثبات في مسار التقدم والديمقراطية".

وكان زعماء الأحزاب من بين الشخصيات الأولى التي توافدت على صناديق الاقتراع، وفي مقدمتهم عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وصلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار.

وتشير معطيات إلى أن المدن الصحراوية يتوقع أن تعرف نسب مشاركة مهمة، إذ سجل إقبال، منذ الساعات الأولى لصباح اليوم، علما أن الناخبين يتوافدون أكثر على صناديق الاقتراع بعد الظهر.

وانتهت مساء الخميس الحملات الانتخابية المواكبة للانتخابات التشريعية. ومن المقرر أن يشارك 3829 مراقبا بينهم 331 مراقبا دوليا في متابعة سير الانتخابات التي يتنافس فيها مرشحون عن 31 حزبا سياسيا. وسيتم توزيع المراقبين على 92 دائرة انتخابية لمراقبة سير العملية الانتخابية.

وكانت السلطات المغربية قد أصدرت في سبتمبر/أيلول الماضي قانونا لتحديد شروط وكيفية المراقبة المستقلة والمحايدة للانتخابات وذلك بعد أن تضمنت التعديلات الأخيرة على الدستور المغربي لأول مرة بندا ينص على حق المراقبين المستقلين في مراقبة سير عملة الاقتراع.

وطلبت منظمة هيومن رايتس ووتش الخميس من السلطات المغربية التوقف عن مضايقة من يدعون للمقاطعة مشيرة الى ان ذلك "من حقهم". وقالت هيومن رايتس ووتش "منذ 20 تشرين الاول/اكتوبر، اوقفت الشرطة المغربية اكثر من مئة مغربي عبر البلاد واستجوبتهم بشأن توزيع منشورات تدعو لمقاطعة" الانتخابات.

وانتقدت حركة 20 فبراير الاصلاحات ودعت للمقاطعة. وتضم هذه الحركة اسلاميين وناشطين من اليسار والشباب وهي تدعو الى إرساء ملكية برلمانية على غرار اسبانيا والى انهاء الفوارق الاجتماعية والفساد المتفشي في هذا البلد الذي يضم 35 مليون نسمة. وفي سبيل شفافية الاقتراع، تم نشر اربعة آلاف مراقب مغربي واجنبي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف