"فرانس 24" لن تتوقف عن إرسال الصحافيات إلى مصر

استنكرت المسؤولة عن القسم العربي في قناة "فرانس 24"، ناهدة نكد، توصية منظمة "مراسلون بلا حدود" التي طالبت بوقف إرسال الصحافيات لتغطية الأحداث في مصر.

باريس: "لا يوجد خلاف حول ضرورة تغطية الأحداث الساخنة التي تشهدها البلدان وخاصة مصر في الوقت الحالي، لكن لابد من توخي الحذر والإحتياط"، هذا ما أعلنته منظمة "مراسلون بلا حدود" كرد فعل أولي على تعرض عدة صحافيات وآخرهن الفرنسية كارولين سينز، لاعتداءات الجنسية أو الجسدية بميدان التحرير، علما أن المنظمة قد طالبت رؤساء التحرير بالحد من إرسال الصحافيات لتغطية تلك الأحداث.

وللوقوف عند تفاصيل توصية منظمة "مراسلون بلا حدود"، وإمكانية تنفيذ التوصية المتعلقة بابعاد المراسلات عن محيط الأحداث الساخنة، كميدان التحرير وغيره، أجرت مجلة
"TV Magazine" الفرنسية حوارا مع المسؤولة عن القسم العربي بقناة "فرانس 24"، الإعلامية اللبنانية ناهدة نكد، التي نددت بتلك التوصية التي جاءت عقب واقعة الإعتداء على مراسلة قناة "فرانس 3" أول امس، كارولين سينز.

وإلى نص الحوار:

ـ عملت كمراسلة حرب لعدة سنوات، هل تعتقدين أنه ينبغي مواصلة إرسال صحافيات إلى مصر، خاصة بعد الاعتداء على كارولين سينز وغيرها من المراسلات اللواتي تعرضن أيضا لمضايقات أثناء تغطيتهن للمظاهرات التي تشهدها القاهرة؟

أولا أريد أن أبدي أسفي لما حدث لكارولين سينز، وأعلن أننا جميعا في قناة "فرانس 24" قد شعرنا بالصدمة جراء واقعة الاعتداء عليها، ولكن في المقابل ولكوني عملت ككبيرة مراسلين لمدة 25 عاما، تفاجأت من بيان منظمة "مراسلون بلا حدود" الذي طلبت من خلاله الحد من إرسال الصحافيات لتغطية أحداث ميدان التحرير.

فمنذ 30 عاما وعندما بدأت المراسلات بالتوجه إلى المناطق الخطرة لتغطية ما يحدث فيها، انتشرت الأقاويل المعترضة لهذا الأمر، لما قد تواجه المرأة من محاولات اغتصاب أو أي نوعا من الاعتداءات الأخرى.

لكنني أؤكد أن الخطر في تلك المهنة يلاحق المرأة كما الرجل، ولذلك فالصحافيات تستطعن وعليهن الاستمرار في تغطية الأحداث التي تدور حاليا في مصر.

ـ بصفتك نائب مدير قناة "فرانس 24" وإذاعة "مونت كارلو الدولية"، هل ستستمرين في تكليف مراسلات لتغطية مظاهرات ميدان التحرير؟

بعد إطلاعي على بيان منظمة "مراسلون بلا حدود"، تواصلت مع مراسلينا وأصدقائنا في القاهرة للوقوف على تفاصيل ماحدث لكارولين سينز، لكي أعرف كيف سأتصرف، وتأكدت أن واقعة الاعتداء على كارولين قام بها مجموعة "بلطجية" جاؤوا من مناطق متفرقة من القاهرة للاستفادة من تلك الأحداث والقيام ببعض التجاوزات.

لكننا في المقابل، تمكنا من إيجاد طريقة لحماية مراسلاتنا بالتعاون مع متظاهري ميدان التحرير الذين يحرصون عل عدم تشوية صورة ثورتهم، إذ اتفقنا على عدم ترك أية مراسلة تسير أو تتجول في الميدان بمفردها، فضلا عن قيام الثوار المتعاونين بصد "البلطجية" الذين قد يتعرضون لفريق القناة عامةً.

ـ لاحظنا أن "مراسلون بلا حدود" قد غيرت من صيغة بيانها من "وقف إرسال الصحافيات" إلى " توخي الحذر والاحتياط". ما تعليقك؟

فضلت الصيغة الثانية للبيان التي تنبهنا إلى وجود مخاطر من إرسال صحافيات لتغطية الأوضاع في مصر، فتلك الصيغة أكثر مهنية ومسؤولية، إذ أنه من الصعب جدا الطلب من مراسلة بعدم القيام بعملها لأنها فقط امرأة.

وأعتقد أنه لولا شعور القائمين على منظمة "مراسلون بلا حدود" بأنهم قد بالغوا في بيانهم الأول الخاص بوقف إرسال صحافيات الى مصر، لما أصدروا بيانا ثانيا يطالبوننا من خلاله وباقي الصحف الأجنبية، بتوخي الحذر والاحتياط من المخاطر التي قد تلاحق المراسلات أثناء قيامهن بعملهن في ميدان التحرير، علماً أن اليوم المراسلات تعلمن جيدا ما عليهن فعله في تلك الظروف والأحداث الساخنة.