أوروبا تمنع الشركات من ذكر "المياه تقي من جفاف الجسم"

أصدر الإتحاد الأوروبي قراراً منع بموجبه شركات تعبئة المياه، من القول بأن الماء مفيد في الوقاية من جفاف الجسم.

لندن: أثار قرار اتخذه الإتحاد الأوروبي مؤخرا موجة من الانتقادات عندما منع شركات بيع الماء المعبأ، من الكتابة على العبوات، ان الماء يوفر وقاية من جفاف الجسم.

وخلص مسؤولو الإتحاد الأوروبي بعد بحوث استمرت مدة ثلاثة اعوام، الى عدم وجود دليل يؤكد ما يعتبر حقيقة مسلما بها.

وتُمنع شركات الماء المعبأ الآن بموجب القانون من القول بأن الماء مفيد في الوقاية من جفاف الجسم، ويُعاقب اصحاب الشركات المخالفة بالسجن عامين إذا تجاهلوا المنع الذي يدخل حيز التنفيذ في بريطانيا الشهر المقبل.

وقال منتقدو القانون أن الإتحاد الأوروبي يتحدى العلم والمنطق السليم على السواء. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن عضو البرلمان الأوروبي من حزب المحافظين البريطاني روجر هيلمر قوله أن القرار "غباء مكتوب بأحرف كبيرة".

وأضاف أن "اليورو يحترق والإتحاد الأوروبي ينهار، وها نحن نرى مسؤولين يقبضون رواتب عالية ومعاشات تقاعدية كبيرة، يقلقون بشأن خصائص الماء البديهية ويحاولون حرماننا من حقنا بقول ما هو صائب بلا مراء".

وتنص تعليمات الخدمة الصحية العامة في بريطانيا بوضوح، على أن الماء يساعد في تجنب جفاف الجسم وتوصي بشرب ما لا يقل عن 1.2 لتر في اليوم.

وطعنت وزارة الصحة البريطانية بالقانون الجديد الذي اصدره الإتحاد الأوروبي. وقال ناطق بإسم الوزارة أن الماء يرطب الجسم بطبيعة الحال، في الوقت الذي تعرب الوزارة عن تأييدها للاتحاد الأوروبي في منع الادعاءات الكاذبة بشأن المنتوجات الغذائية فان من الضروري ممارسة المنطق قدر الامكان.

وكان البروفسوران الالمانيان اندرياس هان وموريتس هيفينماير، اللذان يقدمان الإستشارات لشركات الأغذية بشأن طرق ترويج منتجاته، قد سألا المفوضية الأوروبية إن كان بمقدورهما إعلان فائدة الماء في منع جفاف الجسم على يافطة العبوة. وطلبا منحهما حق القول بأن استهلاك المياه بكميات كبيرة على نحو منتظم يمكن ان يقلل خطر الاصابة بجفاف الجسم ويمنع هبوط الأداء. ولكن سلطة المعايير الغذائية الأوروبية رفضت في شباط / فبراير الماضي الموافقة على تضمين اليافطات مثل هذا القول.

وخلص اجتماع عقد في ايطاليا بمشاركة 21 عالماً إلى أن انخفاض كمية المياه في الجسم يعد من أعراض جفافه، وليس بمقدور المياه أن تعالج الأمر لاحقاً.

والآن تحول قرار سلطة المعايير الغذائية الأوروبية، الى توجيه صادر عن الإتحاد الأوروبي.