أخبار

قرار باخلاء إحدى ضواحي بيروت من مقيمين أجانب يثير جدلاً

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: يثير قرار باخلاء ضاحية إلى شمال بيروت من الاجانب جدلاً واسعا في لبنان، اذ يرى فيه ناشطون في مجال الدفاع عن حقوق الانسان انعكاسا لثقافة عنصرية، فيما يتخوف آخرون من ان يشكل استهدافا لمعارضين سوريين اكراد في المنطقة.

وبدأ الجدل قبل أسابيع مع حملة لبلدية برج حمود مدعومة من السكان ذات الغالبية الارمنية ومن حزب الطاشناق، احد ابرز الاحزاب الارمنية، لاخلاء مساكن شعبية مستأجرة من اجانب من جنسيات مختلفة، بحجة عدم امتلاكهم عقود ايجار قانونية.

وحددت البلدية لهؤلاء نهاية تشرين الثاني/نوفمبر آخر مهلة لاخلاء منازلهم، او تسوية عقودهم قانونيا. ويرى مدير منظمة "هيومان رايتس ووتش" في لبنان نديم حوري ان "في لبنان مشكلة عنصرية تجاه الاجانب وتجاه بعضنا البعض"، مشيرا الى "ان بلديات كثيرة من لون طائفي معين تمنع اشخاصا من طوائف اخرى او اجانب من التملك والاستئجار في نطاقها. هذه مشكلة حقيقية".

ويصف حوري قرار بلدية برج حمود بانه "اعتباطي ومتسرع" في منطقة "تشهد ردة فعل على الاجانب (...) لا سيما بعد تقارير تلفزيونية صورت الاجانب على انهم سبب المشاكل والجرائم"، داعيا الى "التمييز بين من ارتكب جرما ومن لم يرتكب".

وكان حوري يشير الى جرائم قتل وسرقة ارتكبها اشخاص من جنسيات غير لبنانية يقيم عدد منهم في برج حمود. واثارت هذه الجرائم موجة من الغضب الشعبي. وتضم برج حمود غالبية من اللبنانيين الارمن الذين وفد اسلافهم الى لبنان هربا من الاضطهاد التركي في منتصف العقد الاول من القرن الماضي، وتعتبر المعقل الاكبر للارمن وهي تحافظ على طابع ارمني واضح، اذ تحمل معظم متاجرها كما عدد من شوارعها اسماء ارمنية وترفع فيها لافتات باللغة الارمنية.

ويقصد العاملون الاجانب هذه المنطقة للسكن فيها، نظرا الى تدني اسعار الايجار فيها وقربها من مناطق صناعية يعملون فيها. ويتقاسم غالبا العديد منهم مسكنا واحدا. ويشير صاحب متجر طلب عدم الكشف عن اسمه الى وجود "تململ" في المنطقة من كثافة وجود الاجانب.

ويقول "عندما يتجمع عدد كبير من العاملين الاجانب في مكان واحد، قد يفتعلون المشاكل ولا يمكن ضبطهم". الا انه يبدي أسفه لبعض العشوائية في القرار، مشيرا الى ان "عمالا سوريين كانوا يسكنون على مقربة من متجره يعملون كل النهار ويعودون الى المنزل ليلا ولا يزعجون احدا.. طلب منهم المغادرة ايضا".

ويطال القرار البلدي فيليبينيين وسريلانكيين وأفارقة و... سوريين. وقد عقد ممثلون عنهم الاسبوع الماضي مؤتمرا صحافيا نددوا فيه ب"التوقيفات العشوائية" التي يتعرضون لها و"التحرشات المستمرة" و"المعاملة المهينة"، رافضين تصويرهم بأنهم موجودون في لبنان من اجل "الدعارة فقط ومخالفة القانون".

وتوضح المسؤولة عن دائرة التخطيط والهندسة في بلدية برج حمود اربينه منقصريان لوكالة فرانس برس انها تلقت منذ مطلع العام الجاري شكاوى عديدة حول "وضع امني يتفاقم يوما بعد يوم بسبب وجود شبان غرباء يسكنون بيننا".

وتضيف ان الشكاوى تتضمن "اشتباكات مع ابنائنا"، و"مضايقات تطال الفتيات حتى في وضح النهار"، اضافة الى "الضجة واقلاق الراحة حتى وقت متأخر من الليل". وتؤكد منقصريان عدم وجود خلفية سياسية للقرار، مضيفة "يجب ان يفهم المخالفون للقانون والمشاغبون انه لا بد من احترام القانون سواء كانوا لبنانيين او اجانب".

الا ان السوريين الاكراد الذين يعيشون في برج حمود والذين كانوا اكثر من تأثر بالقرار، يؤكدون ان حملة الاخلاء تستهدفهم، متوقفين عند دعم حزب الطاشناق، احد مكونات الاكثرية التي ابرز اركانها حزب الله المدعوم من دمشق، له.

ويقول احمد (عامل، 28 عاما) من منزله المتواضع المؤلف من غرفة واحدة ومطبخ "القرار طالنا وطال كل الاكراد المعارضين للنظام السوري (...) منذ نظمت تظاهرات للاكراد أمام السفارة" السورية في بيروت غداة مقتل القيادي الكردي البارز مشعل تمو في سوريا في تشرين الاول/اكتوبر الماضي.

ويضيف احمد الذي يقيم في منزله منذ خمس سنوات رافضا الكشف عن اسمه الحقيقي خوفا من تعرضه لمزيد من الضغوط او لدى زيارته الى سوريا، "طلبوا منا اخلاء المنزل قبل آخر الشهر، لكننا ننتظر، ربما تحل المسألة بشكل أو بآخر".

ويقول خليل (37 عاما) ان اشتراط البلدية لتسوية عقد الايجار ان تكون بحوزة المستأجر اقامة واجازة عمل في لبنان يعد "شرطا تعجيزيا" بالنسبة للسوريين المعفيين بموجب القانون اللبناني من هذه الاجراءات. ويضيف "المقصود اذا ان نخرج من بيوتنا (...) بتوجيهات حزب سياسي في المنطقة".

ويسأل حوري مستغربا "هل يجوز ان يطرد انسان من منزل اقام فيه سبع سنين في اربعة ايام؟". ويضيف "الاشخاص الذين احترموا جيرانهم ولم تصدر عنهم مشاكل لسنوات طويلة لا ينبغي طردهم. اما اذا كان الموضوع تسجيل العقود في البلدية فيجب اعطاء مهلة مقبولة". ويخلص ان "السياق الاساسي للقضية هو وجود تمييز في لبنان، ولا تشريعات تحول دون هذا التمييز".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الأخوة الكردية الأرمنية
سوري كردي -

حزب الطاشناق لا يمثل جميع الأرمن في لبنان وخارجه. نحن نقدر دور الأرمن في دعم الكرد خلال نضالنا التاريخي المشترك ضد الأتراك. وهذه غمامة صيف عابرة. عاشت الاخوة الارمنية الكردية

قرار باخلاء إحدى ضواحي بيروت من مقيمين أجانب
Дорогой Большой -

قرار باخلاء إحدى ضواحي بيروت من مقيمين أجانب

مقيمين أجانب؟
Kamal Naseem -

السوري ذو القومية العربية أو الكردية يعد من الأجانب في لبنان بينما الأرمني مواطن لبناني؟ لماذا تم توطين اللاجئين الأرمن في لبنان بينما الكل خائف من توطين الفلسطيني وهو من نفس قومية اللبنانيين ومن نفس المنطقة؟ هل لأن الأرمني القادم من بعيد مسيحي؟ هل لو لجأ مسلم من اي دولة الى لبنان يتم توطينه اذا اراد؟ ام فقط المسيحي؟

المعاملة بالمثل
الناسك -

الى الاخ نسيم...وهل يستطيع المسيحي كما ذكرت ان يستوطن في بلدان الخليج او في بعض دول المغرب العربي حتي لو كان قوميا عربي من دون اشهار اسلامه..؟ ولن اذكر المناطق المحظورة كليا...اخي، يقال: ;اذا كان منزلك من زجاج فلا ترشق بيوت الاخرين بالحجارة;. ثانيا لبنان في عهد الأستقلال، كان 60 بالمئة من سكانه مسيحيون، واليوم انقلبت المعادلة، فللاختصار المسيحي لا يرفض الأخر، انظر الى بلاد الغرب وتمعن بصدق لملايين المسلمين اللذين يعيشون فيها مع حقوقهم المدنية والدينية. لكن مع الأسف العكس بغير صواب في هذا المشرق العجيب الغريب، التارخ اكبر شاهد، والحاضر ليس بالافضل مع ;الربيع العربي;... يلا، خليها مستورة.

lebnen lkherben
carlos lebnen -

3la al gharib 2an yakoun adib