زيارة الغنوشي للجزائر تطمئن جارًا متخوّفًا من ثورة التونسيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يقول الناطق الرسمي باسم الحزب الحاكم في الجزائر إنّ بلاده تخشى حركة تهريب السلاح على مستوى الحدود، في مقابل تكذيبه التخوف الرسمي من تصدير ثورات الجوار. من جهته، توقع المحلل السياسي مولود مسلم أن تشهد المرحلة المقبلة تعاونًا أكبر بين الجزائر وتونس بُعيدزيارة زعيم حركة النهضة الأخيرة للجزائر.
الجزائر: في تصريحات خاصة بــإيلاف، كشف قاسة عيسي المتحدث باسم جبهة التحرير الوطني (حزب الغالبية)، عن اتجاه بلاده إلى تعزيز التعاون مع الجارة تونس. وأفاد عيسي أنّ الأمر لن يقتصر على الهيئات الرسمية، بل سيمتد إلى التشكيلة التي يتزعمها عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة.
وشدّد عضو المكتب السياسي في جبهة التحرير على نفي "برود" العلاقات بين الجزائر وتونس، قائلاً إنّ التواصل بين الدولتين والشعبين لم يتعثر، بدليل أنّ تونس إبان المرحلة الانتقالية كانت لها صعوبات، والجزائر قدمت لها يد المساعدة، واحترمت تقرير الشعب التونسي لمصيره واختياره نظام حكم جديدًا.
ردًا على الجدل الذي أفرزه الاستقبال الرسمي الكبير لزعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، أورد عيسي أنّ الجزائر، ومن خلال تكريمها الغنوشي كشخصية قيادية بارزة، فإنها كرّمت رسميًا الشعب التونسي وخياره الديمقراطي، الذي عبّر عنه في الانتخابات الأخيرة.
وعن مؤدى زيارة الغنوشي، سجّل القيادي الجبهوي أنّ الجزائر، كما تونس، تستفيدان من تجارب كليهما، والأمر لا يقتصر على تونس فقط، حيث أشار إلى اهتمام حزب الغالبية في الجزائر بمواكبة ما يحدث في الدول العربية، من خلال خلية تتولى رصد كل ما جرى في تونس، ويجري حاليًا في المغرب، ومصر بغرض الاستفادة.
إزاء تنامي الحديث عن مخاوف الجزائر من تصدير الثورة التونسية إليها، نفى عيسي الأمر جملة وتفصيلا، جازمًا أنّ الخوف كل الخوف من تهريب كمّ غير معروف من الأسلحة على مستوى الحدود، وعليه فالتخوف بالنسبة إلى الجزائر أمني محض، سيما مع الآثار المحسوسة لآفة تهريب الأسلحة، وما يترتب عن ذلك من آثار غير مأمونة قد تلغّم منطقة الساحل أكثر.
وانتهى عيسي إلى اهتمام جبهة التحرير بالتنسيق مع حركة النهضة التونسية، وغيرها من الأحزاب في المنطقة المغاربية والعربية، مشيرًا إلى وجود قواسم مشتركة يعمل الحزب على تعميقها، إلى جانب تذليل نقاط الاختلاف.
زيارة الغنوشي خدمت الجزائر وستعزز الشراكة مع الإسلاميين
يشير المحلل السياسي مولود مسلم إلى أنّ زيارة الغنوشي خدمت الجزائر إعلامياً وسياسياً، بعد الذي فقدته بسبب ما سماه "قصر النظر وسوء التقدير"، ويؤشر ذلك من منظوره إلى خروج الدبلوماسية الجزائرية من القوقعة بعد طول ارتباك وتخبط إثر الربيع العربي، ما أضرّ بمكانة الجزائر دوليًا، عقب عجزها عن اتخاذ موقف سياسي رسمي واضح وصريح تجاه أحداث وقعت على حدودها.
سجّل أستاذ الفكر السياسي في جامعة الجزائر أنّ السقوط الحر للدبلوماسية الجزائرية في الفترة الماضية وإضراره البالغ بمصالحها، دفع صنّاع القرار في الجزائر إلى محاولة تدارك الموقف بدعوة الزعيم النهضوي التونسي، حفاظاً على ما تبقى من مكانة البلد.
بحسب مسلم، فإنّ الجزائر من وراء تخصيصها استقبالاً في القمة للغنوشي، أرادت أن تقول للعالم: "كما كان غياب الجزائر بالأمس صارخاً، فإن حضورها اليوم سيكون كذلك قوياً وصارخاً"، وعليه أرادت الجزائر إبراز تطور تفاعلها الايجابي مع الثورات العربية، من خلال تموقعها كأول دولة تستقبل رسميًا زعيم الحركة الإسلامية التونسية الفائزة في الانتخابات الأخيرة.
يلفت مسلم الحاصل على دكتوراه من جامعة دنفر الأميركية إلى أنّ الجزائر تخلت عن تحفظها في التعامل مع الواقع العربي الجديد، وبدا ذلك جليًا من خلال تطور موقفها إيجابياً تجاه الثورة السورية، وسعيها إلى فتح صفحة جديدة في علاقاتها مع الجارتين تونس وليبيا عبر استضافة الغنوشي، ولقاء الرئيس بوتفليقة برئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل في الدوحة.
ويشير د/مسلم إلى أنّ تعاطي الجزائر إيجابًا مع الغنوشي، سيعزز الشراكة مع الإسلاميين في الداخل، حيث يزيد هذا التطور - بمنظوره - من مصداقية المشاركة السياسية للإسلاميين في السلطة في الجزائر، وهي رسالة مشفرة إلى خصومهم العلمانيين.
كما يتناغم هذا التوجه مع تطور الموقف الغربي حيال الاسلاميين، واعتبار وصولهم إلى السلطة ديمقراطياً أضمن لمصالح الغرب من دعم أنظمة مستبدة، تقود شعوبها نحو المجهول.
عمّا إذا كان الغنوشي سيعيد إلى العلاقات الجزائرية التونسية وهجها، يتوقع د/مسلم تطوراً في المستقبل المنظور، حتى وإن كانت العلاقات الثنائية لم تتأثر أصلاً بثورة الياسمين، وبقيت متميزة، مشيرًا إلى أنّ تلك العلاقات أصابها بعض الوهن في فترة ما، بسبب تفضيل الجزائر الاختفاء وراء مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، فأصبحت في الأمر كله أكبر الخاسرين من الناحية السياسية والاستراتيجية.
إلى ذلك، ينأى محدثنا بالجزائر عن "تصدير محتمل لثورة الياسمين إليها"، ليس لأنّ الوضع في الجزائر أفضل من الوضع الذي كان سائداً في تونس قبل 14 يناير 2011، بل لأنّ ما قد يحدث في الجزائر هو الذي سُيلقي بظلاله على تونس والمغرب، بحكم وزن الجزائر وثقلها جيو-استراتيجيا واقتصاديًا.
ويركّز مسلم على أنّ ما شهدته الجزًائر منذ بداية هذه السنة، لم يرق إلى مستوى الثورة، رغم حالة التذمّر العام، ولعلّ هذا الانطباع ظهر للعيان، بعد تجاهل الجماهير لمختلف دعوات التغيير والتصعيد، التي سوّقت لها أحزاب وتنظيمات على مدار عشرة أشهر، وبقيت مجرد صيحة في واد، على حد تعبيره.
يشار إلى أنّ الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة استقبل الاثنين الماضي زعيم حركة النهضة الإسلامية التونسية في آخر يوم من زيارة للجزائر دامت ثلاثة أيام.
وقالت وكالة الأنباء الجزائرية، التي نشرت الخبر، إن رئيس الوزراء أحمد أويحيى الذي يتزعم حزب التجمع الوطني الديمقراطي ثاني قوة سياسية في البرلمان، استقبل أيضًا راشد الغنوشي.
وأدلى الغنوشي بتصريح في أعقاب لقائه الرئيس الجزائري، اعتبر فيه أن "العلاقات الجزائرية التونسية كانت دائمًا حسنة، وستكون أحسن في عهد ثورة الياسمين".
وأضاف "نحن نتطلع إلى المستقبل بتفاؤل، ونعتبر أن العلاقات بين الجزائر وتونس ستكون منطلقًا لتجديد الأمل بمستقبل أحسن لمنطقة المغرب العربي ككل".
وبدأ الغنوشي السبت زيارة إلى الجزائر، التقى خلالها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، ورئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني. وكانت حركة النهضة فازت بـ89 مقعدًا من أصل 217 في المجلس التأسيسي إثر انتخابات 23 تشرين الأول/أكتوبر في تونس.
وقال الغنوشي بعد لقاء سلطاني إن تونس تريد أن تصنع "نموذجًا يدرأ عن الإسلام صفة الإرهاب وصفة التعصب والتطرف ومعاداة الديمقراطية"، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية.
وأضاف أن المجلس الوطني التأسيسي التونسي الجديد سيعيد بناء الدولة التونسية "على أسس صحيحة وديمقراطية تعبّر عن إرادة الشعب، وليس فيها إقصاء أو تدجيل أو تزييف".
التعليقات
سؤال حول الغنوشي
تميمي -بخصوص ديانة الغنوشي هل هو رافضي؟
الف مبروك
مصطفى الخفاجي -ابارك الشعب التونسي على هذه الحكومة التي ستطعم هذا الشعب المن والسلوى نعم سيفطر التونسيون على لحية طويلة ويتغدى على كلابية قصيرة ويتعشى على مسواك والله سوف يضرب التونسيون رؤوسهم بالحجر وسوف يترحمون على بن علي سنرى ملايين التونسيين وهم على شواطيء ايطاليا يترجون الخدمة في الاتحاد الاوربي بفضل الاسلام الذي اختاروه مبروك لكم
لم تقل الحقيقة
عمر -الحقيقة ياكاتب ........... مثلا في القدس العربي, كتب أحد أقلام الجنيرالات أنّ الغنوشي زار الجزائر لطلب النصح من بوتفليقة في كيفية تسيير البلاد!!!!! الحقيقة هي أن جنيرلات الجزائر خافوا من مصير القذافي , خاصة أن ضحايا الجنيرالات بمئات الآلاف, فكلفوا الغنوشي وأمير قطر أن يكونوا واسطة لهم مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ على أن تعود الجبهة للعمل السياسي مقابل العفو عن الجنيرالات وعدم ملاحقتهم بجرائم ضد الإنسانية. لهاذا لاتتفاجأ إذا سمعت في الأيام المقبلة عودة عباسي مدني وكذالك باقي قيادات الإنقاذ من منفاهم.
المتاسلمين
انسان يعرف الله حقا -راشد الغنوشي هذا احد علماء فهو من افتى على الانسان الزاهد الاخضر العفيفي وكفره فهو احد ........الملتحفين بالاسلام والاسلام بريء ....
بيع الماء في حارة السقايين
عاصم -هل يعقل أن الشعب الجزائري أبو ثورات التحرر من الإستعمار والإستبداد الديكتاتوري يحتاج لمن يصدر له ثورة من شعوب المنطقة العربية الذين إكتشفوا فجأة الحرية في 2011 بعدما حكموا من قبل عائلات لعشرات السنين ولم يتبدل الحاكم،عكس الجزائر التي عاصر 5 رؤساء جزائريين فترة كل حاكم في هذه الدول العربية والتي كانت في سبات عميق لما ثار الشعب الجزائري على حكامه في 88 و91 و92 وكاد أن يتحقق حلم المشروع الإسلامي المنتظر لولا تدخل العسكر البغيض وإيقافه المسار الإنتخابي بتأييد وإيعاز من الغرب وعلى رأسهم فرنساوأمريكا والذي أدخل البلاد في حرب أهلية طاحنة خلفت مقتل ربع مليون لاتزال إلى اليوم..لكن الحل سيأتي بإذن الله عاجلا أم آجلا عندما يثور الشعب ويرغم الطغمة العسكرية الإنقلابية التي تحكم البلاد عن الرضوخ لمطالب الجماهير الإسلامية بالرجوع لدستور 1989 الشرعي وإلغاء دستور 1996 الفاقد للشرعية وتسليم الحكم للحزب الفائز في الدور الأول في إنتخابات 26 ديسمبر 1991، حيث أحرز حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ ذو التوجه السلفي188 مقعد من أصل 228 يليه حزب جبهة القوى الإشتراكية ب25 مقعد ثم جاء الحزب الحاكم جبهة التحرير الوطني ب16 مقعدا،وكان الحزب الأول الفيس سينافس على 171 مقعد في الدور الثاني من إجمالي 430 عدد مقاعد البرلمان الجزائري آنذاك ،بالإضافة إلى إفتكاكه ل17 مقعدا نتيجة الطعون مما كان سيؤهلله للإستحواذ على 83% من مقاعد البرلمان في ذلك الوقت...أما الأحزاب الإسلامية ذات التوجه الإخواني في تونس والمغرب وربما مصر فستبقى مجرد ديكور غير مؤثر لأنها ستدخل في إئتلافات مع أحزاب علمانية لتشكيل الحكومة فهي لم تحصل على الأغلبية المطلقة لتشكل الحكومة بمفردها وتطبيق مشروعها كما هو الحال في الجزائر عام 1992.
الدور جاى عليهم
TAREK -جبهة التحرير اكبر مصيبة ابتلوا بها الجزائريين والثورات لا تصدر وانما تلهم، اما بخصوص الدكتور الغنوشى فهو شخص عاقل وحكيم ويعرف جيدا اتجاه الرياح لما تهب ويعرف مصالح اين الشعب التونسى خصوصا انه عاش فى المنفى لسنوات عديدة وتعلم كثيرا من هذه التجربة.
الاحرار
عبدون -الجزائر هي الدولة العربية الوحيدة التي احتضنت الاخوان المسلمين داخل السلطة والدولة الوحيدة التي لم تطاردهم او تطردهم حتى الحركات الاصولية السلفية منثل عباس مدني تم الاعفاء عنه في قانون المصاالحة الوطنية هناك من يريد ان يعتاش من الفتنن بين الجزائر و جيرانها عساه ان تفتح الحدود معه .
جبهة الاسلامية
جزائري -يا أخ عمر انت مزلت عايش في 1990 نحن في 2011 وانت تتكلم علي الجبهة الاسلامية للانقاذ والله اضحكتني . المستقبل للحركة الاسلامية المعتدلة كحمس و حزب جاب الله وليس للحركات الاصولية الدموية لجبهة الهلاك
اسلامي ام اشتراكي بوجه اسلامي؟
جورجي -لم يجد الغنوشي الا النظام الثوري الاشتراكي الارهابي الصهيوني الداعم للقذافي وبشار وبن علي قاتل الشعب الجزائري والمحتل للسلطة في الجزائر على مئات آلاف الجثث .... ليذهب ليقبلة؟!