ووجوه سياسية بارزة فازت بمقاعد في مجلس النواب المغربيّ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خلت الانتخابات التشريعية المبكرة، التي أجريت الجمعة وأعطت التقدم للإسلاميين بالمغرب، من أي مفاجآت، بعد تمكن الوجوه البارزة، سواء وزراء أو قياديين السياسيين، من الظفر بمقاعد برلمانية في الدوائر الانتخابية التي ترشحوا فيها.
الرباط: أظهرت النتائج الأولية أن الوزراء الـ 11، الذين شاركوا في هذه الانتخابات، فازوا بمقاعد برلمانية، ويتعلق الأمر بصلاح الدين مزوار وزير الاقتصاد والمالية ورئيس التجمع الوطني للأحرار، الذي ترشح بمكناس، ومحند العنصر، وزير دولة، الأمين العام للحركة الشعبية، البرلماني منذ 20 سنة، والذي ترشح بمسقط رأسه بولمان، وياسمينة بادو وزيرة الصحة عن حزب الاستقلال بالدار البيضاء أنفا.
كما حجز مقعد في مجلس النواب كل من كريم غلاب، وزير التجهيز والنقل عن حزب الاستقلال بدائرة ابن مسيك بالدرا البيضاء، وأحمد رضا الشامي وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بدائرة فاس، ومحمد أوزين، كاتب الدولة في الخارجية عن الحركة الشعبية بإفران، وأنيس بيرو كاتب الدولة في الصناعة التقليدية عن التجمع الوطني للأحرار ببركان، وعزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري عن الحزب نفسه بتيزنيت، ومحمد عامر الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية بالخارج عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بفاس، وإدريس لشكر الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان عن الحزب نفسه بالرباط شالة.
وقال محمد عامر، الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية بالخارج،إن "المنافسة كانت شرسة وقوية في دائرة فاس القديمة، حيث تبارى مرشحون أقوياء"، مشيرا إلى أن "هذه المنطقة الشعبية صعبة جدا وواسعة، وتعرف تذمر كبير للناس من السياسة والسياسيين، كما أنه يوجد بها مشاكل كثيرة من قبيل البطالة المرتفعة وسط الشباب، والسكن المهدد بالانهيار، ونقص التجهيز".
وذكر محمد عامر، في تصريح لـ"إيلاف" أن "المعركة لم تكن سهلة، بل شرسة للغاية"، مبرزا أنه اعتمد بالأساس على إقناع الناس بالحوار، إذ عقد ما يزيد عن 120 اجتماعا مع المواطنين لفتح الحوار معهم وإقناعهم".
وفي ما يتعلق بالقياديين السياسيين، فاز كل عبد الإله بنكيران، الأمين العام للعدالة والتنمية بسلا المدينة، ونائبه لحسن الداودي ببني ملال، ورئيس المجلس الوطني للحزب نفسه سعد الدين العثماني بالمحمدية، وعبد الواحد الراضي الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ورئيس مجلس النواب، الذي تقدم بسيدي سليمان لولاية جديدة، علما أنه برلماني منذ 1963، والحبيب المالكي عضو المكتب السياسي للحزب نفسه بأبي الجعد، وحميد شباط عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ورئيس الاتحاد العام للشغالين بالمغرب في فاس، ومصطفى المنصوري الرئيس السابق لمجلس النواب الذي ترشح باسم التجمع الوطني للأحرار بالناظور.
وفي العيون استطاع وكيل لائحة حزب الاستقلال، حمدي ولد الرشيد، انتزاع الصدارة بين 21 لائحة انتخابية تقدمت بالمدينة، وذلك بحصول لائحته على مقعدين من ضمن الثلاثة المخصصين للمحافظة، في ما عاد المقعد الثالث للشاب البيهي محمد سالم عن حزب العدالة والتنمية.
كما فازت فاطمة الزهراء المنصوري، عمدة مدينة مراكش، عن حزب الأصالة والمعاصرة، بمقعد في دائرة سيدي يوسف بن علي.
تغطية خاصة على إيلاف لانتخابات المغربوقال سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، الذي فاز بالمركز الأول في الانتخابات، "قمنا بحملة انتخابية ووجدنا تجاوبا غريبا من طرف المواطنين"، موضحا أنه استعان بجميع الطاقات والكفاءات في الحملة.
وأضاف سعد الدين العثماني، في تصريح لـ"إيلاف"، "صحيح أنه كان هناك إنزال كثير للمال، ولكن الشباب ومواطني مدينة المحمدية قاوموا بشراسة. وهذا يظهر الثورة الحقيقة للمواطنين على الفساد المالي والانتخابي. وأنا أوجه تحية وشكر خاصين لسكان المحمدية، لأنه فعلا كان هناك تجاوب منقطع النظير".
وذكر القيادي السياسي أنه "لم يكن هذا التجاوب منتظرا في البداية، ما يعني أن عزوف المواطنين عن العمل السياسي، ليس لأنهم لا يريدون ممارسة السياسة، أو أنهم لا يهتمون لشؤون بلدهم، بل لأنهم وجدوا أماهم نماذج سياسية لا تمارس فعلا العمل السياسي، بل البيع والشراء في ذمم المواطنين وفي أصواتهم".
من جهته، أكد محمد زين الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة المحمدية، أن "الأمر لا يتعلق بالصفة، بل بكيفية إدارة الحملة الانتخابية لهؤلاء الشخصيات"، مشيرا إلى أن "الاستحقاقات السابقة عرفت خسارة مجموعة من الوزراء، عكس هذه الانتخابات التي تميزت بعودة أغلب الوجوه البارزة إلى مجلس النواب".
وأرجع محمد زين الدين ذلك، في تصريح لـ"إيلاف" إلى أن "هذه الوجوه البارزة استفادت من الأخطاء الماضية، إلى جانب أن بعضهم أصبحوا متدربين على العملية الانتخابية، في حين استعان آخرون بالقوة التنظيمية للحزب".
وكان رئيس الحكومة عباس الفاسي، أعلن، في وقت مبكر، عدم رغبته في الترشح للانتخابات المقبلة، بعدما حافظ على مقعده البرلماني عن دائرة العرائش، منذ سنة 1982.
وعوض عباس الفاسي، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، عبد الله بالقالي، الذي فاز بدوره بهذا المقعد، في حين صفوف رجال الأعمال كان الملياردير ميلود الشعبي أبرز الفائزين بمقعد في هذه الاستحقاقات.