طرابلس حرّة بيافطات بالإنكليزيّة وتجارة كحول علنيّة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يعيش أبناء مدينة طرابلس أجواء الحرية الحديثة التي خيمت على بلدهم بعد رحيل القذافي، حيث انتشرت مظاهرها في الشوارع وبدت على التجار ملامح السعادة. إلا أن البعض يعتبر أن الحرية لا تتمثل في التصرف فقط بل في الاحترام أيضاً.
لندن:لم تعد طرابلس عاصمة دولة بوليسية ولكن ما اصبحته في ظرف اسابيع قليلة يبعث على التفاؤل والقلق في آن واحد. فتجار المخدرات يروّجون بضاعتهم علناً وسط المدينة في ساحة الشهداء التي كانت تُسمى الساحة الخضراء في زمن العقيد معمر القذافي، وسائقو السيارات يمرّون متحدين اشارة المرور الحمراء في حين تتسبب التظاهرات السياسية بتعطيل حركة السير. وما زال افراد الميليشيات غير النظامية التي حلت محل الشرطة القذافية في العديد من الأحياء، لا يبدون انضباطا يُذكر في استخدام أسلحتهم التي تنطلق نيرانها بطريق الخطأ أو يطلقها أصحابها في الهواء بلا سبب ظاهر.
طرابلس مدينة صاخبة ذات مليونين تقريبا، ميناؤها مزدحم وتطرزها آثار رومانية واسوار قديمة بناها العثمانيون وغيرهم من الفاتحين والغزاة. ولكن ما يحدث هذه الأيام في المدينة، رغم ما شهدته من تغيرات جذرية على مر القرون، لم يكن أحد يتصوره قبل أسابيع قليلة عندما حاول القذافي ان يتطفل على حياة الليبيين بكل تفاصيلها.
كانت نوافذ السيارات المظللة ممنوعة ولكن اصحاب السيارات في كل مكان يستخدمون البلاستيك المظلل بالاخضر على نوافذ سياراتهم لاتقاء ضوء الشمس الحارقة وتعبيرا عن حريتهم المكتسبة حديثا ايضا. وكان باعة الخضار والفواكه ممنوعين من بيع بضاعتهم في غالبية الشوارع، والآن تتجمع عرباتهم وبسطاتهم لبيع الموز والبرتقال تحت الجسور والطرق المعلقة وعلى جوانب الساحات والدوارات طلبا للرزق، ولكنهم يسهمون في تفاقم الاختناقات المرورية.
وكانت اللغة الانكليزية ممنوعة على اليافطات العامة. والآن انتشرت اليافطات الإنكليزية في كل مكان رغم أن قلة من الليبيين يفهمون ما تقول. ولكنها تعبير آخر عن الحرية واستعداد البلد للانفتاح على العالم. وتقول إحدى اللوحات الاعلانية التي علقتها بلدية المدينة، إن لطرابلس نبضا جديدا مصورة مقاتليَن يتعانقان. وهناك الكثير من الشعارات المكتوبة على الجدران خطها اصحابها بالانكليزية، اكثرها انتشارا شعار يقول "ليبيا حرة"، وبعضها حتى يقول "شكرا ناتو". كما تنتشر العديد من الرسوم الكاريكاتيرية التي تسخر من الدكتاتور بتصويره في زي مهرج أو وضع رأسه على جسم حيوان.
ويقول غالبية سكان طرابلس إنهم لم يكونوا ذات يوم اكثر سعادة، ولكن ما زالت هناك اسباب للتوجس. وتنقل صحيفة "نيويورك تايمز" عن ساره ابو الهر التي تدرس القانون في جامعة طرابلس "ان الناس لا يفهمون معنى الحرية وهم يعتقدون أن الحرية هي أن تفعل ما يحلو لك ولكن الحرية يجب ان تعني ان الجميع يحترمون حاجات الآخرين". واضافت ان الحرية تعني عدم التجاوز.
واشارت ساره ابو الهر إلى ان العديد من زميلاتها الطالبات رمين الحجاب بصورة مفاجئة.
وقال الممرض عثمان عبد الخالق من مستشفى طرابلس المركزي ان ليبيا بلد جديد والليبيين سعداء لأنهم يستطيعون التكلم بحرية. ولكنه لاحظ جانبا سلبيا في الحرية الجديدة، مشيراً إلى أن السائقين الليبيين كانوا دائما معروفين بقيادة سياراتهم بسرعة، والانتقال من ممر الى آخر بصورة خطيرة ولكن هذه الممارسات الطائشة بلغت ذروة جديدة مؤكدا ان 15 شخصا على الأقل يدخلون المستشفى يومياً جراء إصابات تعرضوا لها في حوادث سير. وأضاف عبد الخالق وهو مغترب سوداني يعيش في ليبيا منذ 32 عاما أن شخصين يدخلان غرفة الطوارئ كل يوم لاصابتهما بطلقات نارية. وبدأت الحكومة الجديدة بناء جيش وطني وتنظيم قوات الشرطة الوطنية والمحلية. وكان لدى طرابلس نحو 4000 شرطي مرور ولكنّ كثيرين تركوا العمل والقيادة السابقة سُرحت.
وكانت الرشوة المصدر الرئيس لدخل شرطي المرور ولكن هذه العادة القديمة تغيرت الآن. وقال شرطي المرور مبروك علي، إن وقت ملاحقة المخالفين لم يحن بعد ويتعين نزع أسلحة الميليشيات اولا.
ولا يبدو أن غياب الشرطة النظامية أدى الى موجة جرائم تتعدى انتشار الرذيلة. ويشكو الليبيون من سرقة السيارات ولكنهم يقولون إنهم يشعرون بالأمان في الشارع. ويؤكد التجار أنهم لا يخشون تعرضهم لعمليات سطو. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن صادق كحيل الذي يملك محل مصوغات أن لدى الليبيين نظرة دينية وأن من قاتلوا من أجل بلدهم لا ينقلبون ويبدأون بسرقة المخازن.
وأضاف أن هناك مشاكل "ولكن كل شيء ممكن الآن بعدما تخلصنا من ذلك المتسلط المعتوه".
ولكنّ تجارة أخرى ازدهرت في الأحياء الفقيرة حيث تُباع علنا الحشيشة والبوخة وهي مشروب كحولي محلي يُصنع من التين. وكان بيع المخدرات والكحول وما زال ممنوعا ولكن الزبائن يدخلون هذه الاحياء بلا خوف والباعة لا يكلفون أنفسهم اخفاء نشاطهم. وقال بائع تحدث لصحيفة "نيويورك تايمز" مقدما نفسه باسم ابراهيم، إن ليبيا "مختلفة الآن مئة في المئة"، عارضاً صناديق من الويسكي والفودكا والنبيذ الأحمر التونسي وقطعا من الحشيش على زبون في المرآب الذي يمارس منه تجارته الممنوعة. وقال ابراهيم ان "كل شيء جيد ونحن أحرار".
التعليقات
روح الحرية
Youssef Haddad -روح الحرية ستنمو بالليبيين. هذا سيأخذ وقت وخصوصاً من شعب كان مأسوراً 41 عاماً. المهم ذهب الدكتاتور و أصبحت ليبيا قادرةً على الصعود إلى مستوى الدول و خصوصاً أنها بلد غني.
روح الحرية
Youssef Haddad -روح الحرية ستنمو بالليبيين. هذا سيأخذ وقت وخصوصاً من شعب كان مأسوراً 41 عاماً. المهم ذهب الدكتاتور و أصبحت ليبيا قادرةً على الصعود إلى مستوى الدول و خصوصاً أنها بلد غني.
الحرية
ارام -للحرية ثمن فلا حرية بدون ضريبة و هذه التصرفات باعتقادي وقتيةوستزول مع مرورالوقت لان عاش الشعب الليبي في حرمان طوال عقود من الزمن وسيبنى دولة ديمقراطية حرة.
حرية الصحافة....
Hisham Ayad -تعلمنا ألانصدق كل مانسمعه أو نقرأه وحتى مانشاهده. وخاصة عندما تسمع أحد الغرباء وهو يحكى لك عن حياتك أنت ومايحدث لك فيها من مواقف وأحداث ، وكأنك لاتسمع ولاترى ، حتى أنه يتولى الشرح والتفسير نيابة عنك مطبقا مبدأ ياضيفنا لوزرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل!
فيض من غيض
عمر عبدالعزيز -تاريخيا لم يقم للخوارج دوله ثم ان الرشوه ممنوعه ايضا في النظام السابق وكان القرأن شريعة المجتمع ولكن اليوم وفي ظل الحكومة تجد المساجد تكبر ليل نهار ولاتسمع اذان للصلاه ثم تصادفك سيارة ثوار مكتوب عليها يوجد لدينا حشيش ليبيا لم تعد دوله بل ماخور
ان لم تستح فقل ما شئت
الكذب عنوانكم -! فجأة الشباب اصبح يحشش؟ أم ان هناك من قصد ووضع لهم السم في العسل حتى يهلكهم ويرتاح من يقظتهم؟؟ بما فيهم من يكذب بصفاقة ويردد صفاقاته حتى بعد ان قبرناه! لم يكن ميثاق حكم المقبور الا الرشوة والواسطة والنهب! الآذان لم ينقطع والتكبير بين الصلوات ولا يسمعه الا المؤمن الواعي وليس المغيب! الدولة ضاعت فعلا وسنحتاج الى عقود حتى نبني الإنسان الليبي وليبيا من جديد وسنكنسكم من طريقنا لإنه لا امل يرجى منكم ما دمتم مستمرين على مباديء المسعود ! الحمد لله اننا بدأنا في المهمة!