النروج تغلق سفارتها في ايران بعد الهجوم على البعثة البريطانية

طهران: اعلنت الحكومة النروجية الاربعاء انها اغلقت سفارتها في طهران بعد مهاجمة وتخريب البعثة البريطانية من قبل متظاهرين اسلاميين.

وقالت الناطقة باسم الخارجية النروجية هيلده شتاينفيلد لوكالة فرانس برس ان الدبلوماسيين النروجيين ما زالوا في طهران ولم يتخذ بعد قرار باجلائهم.

واضافت ان "السفارة اغلقت امس (الثلاثاء) بعد الهجوم على السفارة البريطانية".

وردا على سؤال عن المدة المقررة لاغلاق السفارة، قالت "نحن نقيم الوضع باستمرار".

واضافت ان طاقم السفارة المؤلف من عدد صغير جدا من الرعايا النروجيين لا يزال في طهران.

وردا على سؤال عن احتمال اخلائهم، قالت المتحدثة "هذا الامر جرى تقييمه ولكن حتى الساعة يم يتخذ اي اجراء بهذا الصدد".

وبدأت بريطانيا اجلاء افراد طاقمها الدبلوماسي من ايران الاربعاء غداة اقتحام سفارتها في طهران من جانب متظاهرين مقربين من النظام، في هجوم أثار احتجاجات دولية وندد به بشدة مجلس الامن في بيان انتقدته ايران واصفة اياه "بالمتسرع".

وأكدت وزارة الخارجية البريطانية الاربعاء انها بدأت باجلاء عدد من موظفيها الدبلوماسيين من طهران، وذلك غداة هجوم استهدف السفارة البريطانية في ايران من جانب متظاهرين اسلاميين مقربين من النظام.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية "نتيجة لاحداث الامس ومن اجل ضمان امن الدبلوماسيين فان افراد من الطاقم الدبلوماسي يغادرون الان طهران"، مؤكدا بذلك معلومات اوردتها مصادر دبلوماسية في وقت سابق لفرانس برس.

واضاف المتحدث "اوضح رئيس الوزراء (ديفيد كاميرون) ووزير الخارجية (ويليام هيغ) جليا ان سلامة طاقمنا واسرهم تبقى أولويتنا الراهنة".

وكانت مصادر دبلوماسية غربية اوضحت لفرانس برس ان بريطانيا بدأت الاربعاء بإجلاء كافة موظفيها الدبلوماسيين في طهران بنقلهم الى الامارات وان مجموعة اولى ممن جرى إجلاؤهم استقلوا صباح الاربعاء طائرة متجهة الى دبي.

وقالت المصادر ان عملية الاجلاء تجري بمساعدة وزارة الخارجية الايرانية والعديد من السفارات الاوروبية ومنها سفارة فرنسا.

واعربت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاربعاء عن "ادانتها الشديدة" لاقتحام متظاهرين ايرانيين موالين للنظام السفارة البريطانية في طهران، مطالبة السلطات الايرانية بحماية الدبلوماسيين الاجانب المعتمدين لديها.

وقالت كلينتون للصحافيين خلال مؤتمر في كوريا الجنوبية ان الولايات المتحدة تدين الهجوم على السفارة "بأشد العبارات الممكنة".

واضافت "انه اساءة ليس فقط للشعب البريطاني بل ايضا للمجتمع الدولي".

وتابعت "نقف على اهبة الاستعداد للمساعدة بأي سبيل استطعنا لابراز موقفنا ما امكن وهو ان على الحكومات واجبا تجاه الدبلوماسيين يتمثل في حماية حياتهم وممتلكاتهم ونتوقع من حكومة ايران فعل ذلك".

وفي واشنطن حث الرئيس الاميركي باراك اوباما ايران على "محاسبة المسؤولين" عن اقتحام السفارة البريطانية.

كما ندد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء باقتحام متظاهرين ايرانيين موالين للنظام الثلاثاء السفارة البريطانية في طهران واحتلالها وتخريبها.

وقال المتحدث باسم بان كي مون في بيان ان "الامين العام اعرب عن صدمته وسخطه للحادث الذي جرى في طهران واقتحم خلاله متظاهرون السفارة البريطانية واحتجزوا موظفين فيها رهائن لفترة قصيرة ودمروا ممتلكات فيها".

واوضح البيان ان الامين العام اعرب عن مشاعره هذه خلال اجتماع عقده مع وزير التنمية الدولية البريطاني اندرو ميتشل على هامش مؤتمر في كوريا الجنوبية.

ورحب الامين العام بادانة مجلس الامن الدولي لهذا الاعتداء، ودعا السلطات الايرانية للتحقيق في الحادث وضمان عدم تكراره.

واثار اقتحام السفارة البريطانية إدانات دولية، بما في ذلك بيان شديد اللهجة صدر عن مجلس الامن الدولي.

وصعدت بريطانيا لهجتها مساء الثلاثاء ضد الحكومة الايرانية بعد مهاجمة سفارتها في ايران، محذرة من ان هذه القضية سيكون لها "تداعيات خطيرة".

وقال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي تراس بعد الظهر اجتماع ازمة في داوننغ ستريت ان "الهجوم على السفارة البريطانية في طهران مشين وغير مبرر".

واضاف كاميرون ان "عدم قدرة الحكومة الايرانية على الدفاع عن المقار والطواقم البريطانية امر يثير العار"، مشددا على ان لندن تحمل طهران "مسؤولية" هذا الاخفاق الذي سيكون له "تداعيات خطيرة".

وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قال في بيان اصدره في وقت سابق "رغم ان (وزير الخارجية الايراني) قال انه يأسف لما حصل وانه سيتخذ اجراءات، فان هذا لا ينفي ان هذه القضية تشكل خطأ خطيرا جدا من جانب الحكومة الايرانية".

واضاف هيغ ان "بريطانيا تتعامل بجدية كبيرة مع هذا العمل غير المسؤول" ضد سفارتها، مشددا على انه سيكون لهذه المسالة "تداعيات اخرى خطيرة".

واوضح هيغ انه سيتحدث عن ايران الاربعاء امام مجلس العموم.

واستدعت لندن الثلاثاء القائم بالاعمال الايراني وعقد اجتماع ازمة في دواننغ ستريت في حضور رئيس الوزراء ديفيد كاميرون.

وكانت الخارجية البريطانية عبرت في وقت سابق عن "استهجانها" عملية "الاقتحام غير المقبولة" من قبل متظاهرين لسفارتها في طهران في اجواء من التوتر الدبلوماسي الشديد بين البلدين، وطلبت من مواطنيها في العاصمة الايرانية "ملازمة منازلهم" و"الابتعاد عن مسرح الاحداث".

وكان المتظاهرون الذين هاجموا وخربوا مبنى السفارة البريطانية في طهران يعترضون على العقوبات التي قررت لندن فرضها على ايران بسبب برنامجها النووي.