أوباما يعرض على بورما بداية جديدة في العلاقات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رانغون: عرض الرئيس الأميركي باراك أوباما على بورما بداية عهد جديد في العلاقات مع الولايات المتحدة إذا طبقت إصلاحات، ووعد في الوقت عينه زعيمة المعارضة البورمية أونغ سان سو تشي بتقديم الدعم الأبدي لها، وذلك في رسائل سلمتها إليها شخصيًا وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون.
جاء هذا التدخل الشخصي العالي المستوى في بلد يعتبره الغرب منذ مدة مارقًا، خلال زيارة تاريخية تقوم بها كلينتون، اول وزيرة خارجية اميركية تزور البلد المعزول منذ 50 عامًا. وفي رسالة الى الرئيس ثين سين، عرض أوباما "مرحلة جديدة" من العلاقات الثنائية، وطلب منه "نتائج ملموسة" من جهود الاصلاحات السياسية، التي تختبرها واشنطن قبل ان تقرر الخطوة التالية.
وشكر اوباما زعيمة المعارضة على "إلهامها" شعوب العالم، وذلك في رسالة منفصلة الى حائزة جائزة نوبل للسلام. وفاجأت بورما المراقبين بسلسلة خطوات إصلاحية في العام الماضي، من بينها الافراج عن زعيمة المعارضة التي التقتها كلينتون الخميس الى مائدة عشاء خاصة في مدينة رانغون- واجرت حوارًا مع المعارضة، وافرجت عن بعض السجناء السياسيين.
وحصلت كلينتون الخميس على وعود بمواصلة الاصلاحات من قبل النظام البورمي الجديد خلال محادثات تاريخية اجرتها مع قادته، لكنها قالت انه من المبكر جدًا رفع العقوبات المفروضة منذ عقود على هذا البلد بسبب ممارسته القمع لعقود. وقدمت كلينتون حوافز حذرة لتشجيع البلاد على القيام بتحركات اضافية، رغم الدعوة التي وجّهتها الصين من اجل رفع العقوبات.
وقالت كلينتون ان قادة بورما أكدوا لها أن "التقدم سيستمر وسيتوسع" ورحّبت برفع القيود عن زعيمة المعارضة البورمية. واضافت "لم نصل بعد الى المرحلة التي يمكننا فيها التفكير برفع العقوبات المفروضة بسبب قلقنا المتعلق ببعض السياسات التي يجب ان تتغير". وتابعت "لكن اي خطوات ستتخذها الحكومة سيتم النظر فيها بدقة لأننا نريد ان نرى اصلاحا سياسيًا واقتصاديا يترسخ".
وقد دعت الصين الخميس الى رفع العقوبات عن بورما. وقال هونغ لي الناطق باسم الخارجية الصينية "نؤكد ان على الدول المعنية ان ترفع عقوباتها عن بورما". من جهته قال الرئيس البورمي عبر مترجمه "ان زيارتكم هي الاولى منذ خمسة عقود. زيارتكم تاريخية، وستشكل فصلاً جديدا في العلاقات" بين البلدين.
وقال الجنرال السابق ورئيس الوزراء السابق في المجلس العسكري الحاكم سابقًا، والذي يدفع اليوم في اتجاه الاصلاح "انني اثمّن الاجواء التي عملتم على إشاعتها من اجل قيام علاقات ودية". من جانب اخر قالت كلينتون ان الولايات المتحدة تامل في ان تبدأ محادثات مع بورما لتحسين علاقاتهما الدبلوماسية بشكل ملموس، ولزيادة مساعدتها لهذا البلد بهدف تخفيف عزلته.
واشارت كلينتون الى اولى الاجراءات التي يمكن ان تتخذها واشنطن، مثل تنظيم عمليات بحث مشتركة عن رفات جنود اميركيين قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية. كما دعت كلينتون بورما الى الانضمام بصفة مراقب إلى برنامج اميركي للتعاون حول الصحة والبيئة في جنوب شرق آسيا.
وقالت امام الصحافيين "انها خطوات تدريجية، ونحن مستعدون للمضي أبعد من ذلك، اذا بقيت الاصلاحات على زخمها. وفي هذه الذهنية، نبحث ما يجب القيام به لتحسين العلاقات الدبلوماسية وتبادل سفراء". وتابعت "مع مر الوقت، ستصبح تلك قناة مهمة لتبادل الهواجس ومراقبة ودعم التقدم وبناء الثقة من الجانبين".
وكانت الولايات المتحدة ممثلة بدبلوماسي فقط في بورما، بسبب الاحتجاج على رفض المجلس العسكري الحاكم سابقًا قبول نتائج الانتخابات التي فاز بها حزب اونغ سان سو تشي في 1990. من جانب اخر، دعت كلينتون بورما الى قطع "علاقاتها غير الشرعية" مع كوريا الشمالية. وقالت امام الصحافيين "كنت صريحة بالقول إن علاقات افضل مع الولايات المتحدة لن تكون ممكنة، الا اذا احترمت الحكومة بأسرها التوافق الدولي ضد انتشار الاسلحة النووية".
تأتي هذه الزيارة، وهي الاولى لوزير خارجية اميركي منذ جون فوستر دالس العام 1955، بعد ثمانية اشهر من الاصلاحات المهمة منذ حل المجلس العسكري في اذار/مارس الماضي وتحويل صلاحياته الى حكومة "مدنية".
واتاح النظام الجديد بصورة خاصة في بلد ما زال العسكريون يهيمنون عليه، عودة زعيمة المعارضة اونغ سان سو تشي الى قلب اللعبة السياسية اثر خروجها من الاقامة الجبرية قبل عام. وقرر حزبها الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية التي حلها العسكريون في ايار/مايو 2010 لاعلانها مقاطعة الانتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر التالي، اعادة تسجيل نفسه كحزب سياسي، وتقديم مرشحين للانتخابات التشريعية الفرعية المقبلة.
وكانت ابنة الجنرال اونغ سان بطل الاستقلال الذي تم اغتياله، اعربت الاربعاء عن أملها خلال مؤتمر عبر الدائرة المغلقة بين بورما وواشنطن في ان تساهم زيارة كلينتون في تشجيع التغيير. وقالت "امل ان تفتح زيارة وزيرة الخارجية كلينتون الطريق امام علاقة افضل .. وان يسود تفاهم يشجع على التقدم في الاصلاحات".