خطأ الاطلسي لن يدفع باكستان الى التعاون مع الاميركيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اسلام اباد: يرى محللون ان مقتل 24 جنديا في خطأ لحلف شمال الاطلسي يمكن ان يدفع اسلام اباد الى فك تحالفها مع الاميركيين في مكافحة تنظيم القاعدة وتعقيد مهتمهم في مواجهة حركة طالبان في المستنقع الافغاني.
وكان الجيش الباكستاني القوي دعا الاربعاء عددا من الصحافيين المحليين لادانة "العدوان المتعمد" للحلف الاطلسي السبت قرب الحدود الافغانية عندما قصف التحالف بقيادة الولايات المتحدة موقعين عسكريين.
وقال احد المشاركين لوكالة فرانس برس "رأينا الغضب النادر عادة، على وجوه الضباط. انهم تحت ضغط قواتهم وعائلات الضحايا التي تسألهم +لماذا تقفون في صف الاميركيين الذين يقتلون جنودنا؟".
من جهتها، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الجمعة ان مسؤولين باكستانيين اعطوا الضوء الاخضر لتوجيه هذه الضربات لانهم لم يكونوا على علم بوجود قوات لهم في المنطقة.
وكانت العملية الاميركية التي جرت سرا في باكستان وقتل خلالها اسامة بن لادن سببت صدمة في بلد حريص على سيادته ومعاد للاميركيين، واعتبرت اهانة للجيش.
وفي كل ازمة جديدة تبدو الازمة قطرة الماء التي ستجعل الكيل يطفح في باكستان التي ترى انها دفعت ثمنا كبيرا لتحالفها مع الاميركيين. فبعد انضمامها نهاية 2001 الى حملة مكافحة الارهاب، ظهرت على ارضها حركة تمرد مرتبطة بطالبان ادت الى مقتل آلاف المدنيين في جميع انحاء البلاد، بينما قتل ثلاثة آلاف جندي خلال محاربتهم.
وفي الوقت نفسه، طلبت الولايات المتحدة من باكستان التي تقود قوة الحلف الاطلسي في افغانستان المجاورة، ملاحقة المتمردين الافغان على اراضيها.
الا ان اسلام اباد الراعية التاريخية لطالبان الافغان والمتهمة باستخدامها اداة للدفاع عن مصالحها الاستراتيجية، قاومت الضغوط.
وصعد الجيش الذي اضعفته العملية ضد بن لادن، لهجته حيال واشنطن.
وقد لقي دعم كل الاحزاب السياسية التي طالبت "بتوجه جديد" في العلاقات مع واشنطن وشددت على ضرورة التفاوض مع طالبان.
وجاء العرض في الوقت المناسب. فقد تلقفه بعض المتمردين الذين اضعفتهم سنوات من الهجمات الباكستانية وغارات الطائرات الاميركية بدون طيار على معاقلهم شمال غرب البلاد، وتحدثوا عن مفاوضات سلام ممكنة. وقد تراجعت الهجمات في الاشهر الاخيرة.
وقال الصحافي الباكستاني رحيم الله يوسفزاي "بقدر ما تتوتر العلاقات مع الاميركيين، تتراجع الهجمات في باكستان".
والعامل الثاني لهذا الهدوء في باكستان هو انتقال عدد من عناصر طالبان الباكستانية الى افغانستان. وقد احصى الجيش اكثر من الف خلال عام واحد في تقديرات قالت مصادر انها قليلة.
وهم يستفيدون من الفراغ الذي تركه في الجانب الافغاني الحلف الاطلسي الذي ينوي سحب قواته القتالية قبل نهاية 2014 ويتخلى تدريجيا عن قواعده المتقدمة.
وقال دبلوماسي غربي ان "ما يحدث اليوم على الجانب الافغاني من الحدود هو ما حدث على الجانب الباكستاني في نهاية 2011" عندما لجأ عناصر طالبان الذين طردوا من السلطة في افغانستان من قبل الغربيين، الى باكستان.
وذكرت مصادر عدة في بيشاور كبرى مدن شمال غرب باكستان ان جمعية علماء الاسلام اكبر حزب ديني في البلاد وقريب من الاسلاميين، ضاعف جهوده لدفع طالبان الباكستانية الى الامتناع عن مهاجمة البلاد وتكريس الجهود "للجهاد الافغاني" ضد الاميركيين.
واكد مصدر قريب من المتمردين ان تنظيم القاعدة "الذي كان يمول في الماضي الجهاد في البلدين اصبح يركز اكثر على افغانستان"، دافعا عناصر حركة طالبان الباكستانية الى التوجه اليها لمحاربة الاميركيين.
اما الجيش الباكستاني الذي كان يمنع طالبان من عبور الحدود بطلب من واشنطن "فلم يعد يلتزم بذلك"، كما قال المصدر نفسه.
ويثير احتمال قيام جبهة اكثر اتحادا وتركيزا على افغانستان قلق الغربيين الذين يعترفون اكثر فاكثر بالحاجة الى مساعدة باكستان لدفع طالبان الى التفاوض وتجنب حرب اهلية بعد 2014.
وهذا يتطلب في نظر الباكستانيين موقفا آخر من الولايات المتحدة التي لم تعتذر عن مقتل الجنود ال24.
وقال الصحافي والكاتب الباكستاني امتياز غل "لا يمكن اتهام احد واستغلاله ثم يطلب منه التعاون الكامل في الوقت نفسه"